سماعات طبية بجهاز رقمي دقيق ترسل القياسات والصور لاسلكيًا إلى هاتف ذكي

ثورة جديدة في صناعتها

سماعات طبية بجهاز رقمي دقيق ترسل القياسات والصور لاسلكيًا إلى هاتف ذكي
TT

سماعات طبية بجهاز رقمي دقيق ترسل القياسات والصور لاسلكيًا إلى هاتف ذكي

سماعات طبية بجهاز رقمي دقيق ترسل القياسات والصور لاسلكيًا إلى هاتف ذكي

منذ ابتكار السماعة الطبية للمرة الأولى منذ قرنين، جرى تعديلها مرات عدة. وتعد هذه الأداة واحدة من الأدوات الأيقونية التي يعتمد عليها الأطباء. وفي الوقت الحاضر، تراهن «إكو ديفايسيز»، الشركة الناشئة التي أسسها عدد من حديثي التخرج من جامعة كاليفورنيا، على قدرتها على إدخال تعديل مبتكر جديد عليها.
وقد حصلت الشركة الشهر الماضي على موافقة إدارة الغذاء والأدوية الأميركية للبدء في طرح «إيكو كور» Eko Core في الأسواق. والابتكار الجديد عبارة عن جهاز رقمي ملحق بالسماعة الطبية التقليدية يسمح بتسجيل وتقوية وإرسال بصورة لاسلكية صور موجات سمعية وصوتية إلى تطبيق «آيفون».
* صوت القلب وموجاته
ويتوافق البرنامج الذي يعتمد عليه الجهاز مع معايير الخصوصية والأمن، حسبما أوضح مبتكروه، وبمقدوره نقل أصوات القلب وصور الموجات إلى سجلات صحية إلكترونية تستخدم في المستشفيات والعيادات الطبية. ومن المقرر طرح تطبيق يعتمد على «آندرويد» في الأسواق مطلع العام المقبل.
ويباع جهاز «إيكو كور» حاليا مقابل 199 دولارًا، بينما يبلغ سعر سماعة طبية كاملة مزودة بقدرات الجهاز 299 دولارًا.
وقد عاين أطباء قلب في «مايو كلينيك» وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، تقنية «إيكو»، وأبدوا انبهارهم بها. ومن بين هؤلاء د. تشارانجيت ريهال، رئيس قسم أمراض الأوعية القلبية لدى «مايو كلينيك»، الذي قال: «قد يكون هذا أهم الابتكارات التي أدخلت على السماعة الطبية القديمة العادية في السنوات الأخيرة».
جدير بالذكر أن السماعة الطبية اخترعت عام 1816 على يد طبيب فرنسي يدعى رينيه لينيك. وتمثلت الصورة الأولى من الجهاز في ماسورة خشبية مجوفة، ويبدو أن الشعور بالخجل كان الحافز وراء إقدامه على هذا الاختراع، ذلك أنه لم يكن يشعر بارتياح تجاه وضع رأسه على صدور النساء لسماع نبضات قلوبهن. وعلى امتداد السنوات، تحسنت المواد ومستوى صوت الأداة على نحو مستمر.
كما توافرت سماعات طبية رقمية منذ قرابة عقدين، إلا أن أطباء قلب أعربوا عن اعتقادهم بأن الجيل السابق من الطرز الرقمية غالبًا ما اتسم بالضخامة والتعقيد عند استخدامها، علاوة على أنه لم يكن بإمكانها إرسال البيانات المسجلة إلى هاتف ذكي بصورة لاسلكية.
* تشخيص أدق
في المقابل، أوضح د. روبرت هارينغتون، طبيب القلب ورئيس قسم الطب بستانفورد، أن السماعات الجديدة «من المحتمل أن تزيد قدرة الطبيب على التشخيص» عبر تمكينه من الإنصات إلى دقات قلب المريض ورؤية نمطها بتفاصيل أكبر. كما أن بمقدوره الاستفادة من القدرة على تخزين أصوات نبضات القلب بسجل إلكتروني خاص بمريض معين، بحيث يمكن للأطباء مقارنة أصوات سجلت خلال زيارة حديثة بأخرى من عام أو عامين سابقين.
من جهته، ينوي د. هارينغتون استخدام تقنية «إيكو» كأداة تدريس داخل مركز ستانفورد الطبي مع الدفعة التالية من الأطباء المقيمين، بهدف استغلال قدرات التسجيل الرقمي والتشارك اللاسلكي. وأوضح أنه: «باستطاعتهم الاستماع لأصوات نبضات القلب بينما أستمع أنا إليها، ووصف الأصوات المختلفة».
جدير بالذكر أن بذرة الفكرة التي تحولت إلى جهاز «إيكو» غرست للمرة الأولى خلال صف دراسي حضره كونور لاندغراف، طالب متخصص بالهندسة الحيوية، وذلك خلال العام الدراسي الأخير له في بيركيلي. في ذلك اليوم، تحدث إلى الصف باحث من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو حول الفجوات الموجودة بالتقنيات الطبية الحديثة. وأشار بصورة خاصة إلى أحد التحديات وهو تفسير أصوات نبضات القلب ورصد أي أمر غير طبيعي بها بدقة، خاصة بالنسبة لغالبية الأطباء الذين لا يقضون سنوات في الاستماع لدقات القلب، على خلاف الحال مع أطباء القلب.
وعلق لاندغراف، 25 عامًا، الذي سبق وأن عانى من خفقان مفرط بالقلب بصورة عرضية، على هذا الموقف بقوله: «كان هذا مصدر الإلهام وراء هذه الشركة». ونجح لاندغراف في إقناع اثنين من زملائه، جيسون بيليت، 23 عامًا، المتخصص في إدارة الأعمال، وتيلور كروتش، 23 عامًا، متخصص بالهندسة ومطور برامج، بالانضمام إليه. وأوضح بيليت أن الفكرة الرئيسية دارت حول «نقل السماعة الطبية إلى القرن الـ21».
من ناحية أخرى، هناك أطباء قلب ينظرون إلى السماعة الطبية باعتبارها أداة تراثية تتعلق بالماضي يجب التخلي عنها، بالنظر إلى الدقة العلمية التي تتميز بها تقنية التشخيص فوق الصوتية، وتخطيط صدى القلب. من جهتهم، تخيل أعضاء فريق «إيكو» بادئ الأمر أنهم سيعيدون تصور أداة رصد صوت نبضات القلب على نحو أقل تكلفة عن التقنيات فوق الصوتية، لكنها تبدو مختلفة تمامًا عن السماعة الطبية التقليدية.
* قصة التصميم
ويشبه نموذج أولي للسماعة «إكو» القرص المستخدم في لعبة الهوكي، حسبما قال لاندغراف.
وعندما عرضوا فكرتهم على أطباء، تعلموا درسًا، حيث قال لاندغراف: «يعشق الأطباء السماعات الطبية. وقد كان هذا الاكتشاف صادمًا لنا، لكنه مهم للغاية». بعد سبعة أشهر، تحديدًا مطلع عام 2014، تمكن فريق «إيكو» من تطوير نموذج أولي يشبه المنتج الحالي.
وفيما وراء أدواته وتطبيق الاتصال بالهاتف الذكي، طورت الشركة برنامجا رياضيا لدعم اتخاذ القرار يقارن بين نمط نبضات قلب المريض ببيانات مكتبة مخزنة من خلال سحابة معلومات تضم أصوات لنبضات قلب. بعد ذلك، يتولى الهاتف الذكي تصنيف نتيجة نبضات قلب المريض باعتبارها طبيعة أو غير طبيعية.
وقد بدأت كلية الطب التابعة لجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو في قبول التحاق مرضى بتجربة عملية لاختبار مدى مصداقية برنامج «إيكو» التشخيصي. ومن المقرر خلال التجربة مقارنة التشخيص الذي يطرحه «إيكو» بتخطيطات صدى القلب للمرضى أنفسهم.
جدير بالذكر أن المسؤول الأول عن تقييم التجربة هو د. جون تشوربا، الباحث الذي تحدث إلى صف بيركيلي وألهم لاندغراف منذ عامين. وعلق تشوربا على الجهاز الجديد بقوله: «لديك كل هذه البيانات التي يجمعها الجهاز، لكن التساؤل الأهم هو ما إذا كان باستطاعة البرنامج تحديد الأصوات التي تنم عن وجود مرض».
وأضاف تشوربا أن التجربة العيادية من المحتمل للغاية أن تستغرق قرابة عام. ومن المقرر أن يخضع برنامج دعم اتخاذ القرار لمراجعة منفصلة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

* خدمة «نيويورك تايمز»



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».