القوات الأفغانية تستعيد السيطرة على معظم قندوز

القوات الأفغانية تستعيد السيطرة على معظم قندوز
TT

القوات الأفغانية تستعيد السيطرة على معظم قندوز

القوات الأفغانية تستعيد السيطرة على معظم قندوز

تبدي حركة طالبان مقاومة في مواجهة القوات الأفغانية بمدينة قندوز اليوم (الجمعة)، بعد يوم من استعادة القوات الحكومية السيطرة على معظم أنحاء المدينة الشمالية التي سقطت في أيدي متشددي الحركة في أكبر نصر لهم منذ بدء تمردهم قبل 14 عامًا.
وفي مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان، قال الجيش الأميركي إنّ «طائرة نقل عسكرية أميركية تحطمت في مطار بعد منتصف الليل بوقت قليل، فقتل 11 شخصًا كانوا على متنها».
من جهّتها، أعلنت طالبان أنّها أسقطت الطائرة، لكن الجيش الأميركي الذي ما زال ينشر بضع آلاف من قواته في أفغانستان بعد انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي، ذكر أنه لم ترد تقارير عن نيران معادية، ووصف التحطم بأنه حادث.
وذكر ناويد فوروتان، وهو متحدث باسم حاكم إقليم بدخشان بشمال شرقي أفغانستان، أن «طالبان سيطرت على منطقة واردوج بالإقليم في وقت متأخر أمس، بعد قتال عنيف».
وقال سكان قندوز، وهي مدينة استراتيجية يعيش فيها 300 ألف شخص وسقطت في أيدي طالبان إثر هجوم خاطف قبل فجر يوم الاثنين، إنّ «معظم مقاتلي الحركة هربوا، لكن بعضهم ما زالوا يتحصنون في منازل المدنيين ويقاتلون الجيش».
وأفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني اليوم، أن طالبان متهمة بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وتعذيب ونهب وإحراق مبان حكومية أثناء سيطرتها على المدينة لمدة ثلاثة أيام. وأضاف: «أفغانستان ملتزمة بمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم؛ لذا شكلت لجنة مدنية لتقييم الخسائر التي وقعت نتيجة وجود طالبان».
إلى ذلك ذكر متحدث باسم وزارة الصحة أنّ 60 شخصًا على الأقل قتلوا في الاشتباكات حتى اليوم. وأضاف أن «مستشفيات قندوز عالجت نحو 466 مصابًا».
وقال أحمد ساهيل اليوم، ويعمل منتجًا في قناة تلفزيونية أفغانية محلية بالمدينة، إنّ «أناسًا كثيرين ما زالوا يخشون الخروج من منازلهم»، مضيفًا: «غادر مقاتلو طالبان الذين يعرفون قندوز المدينة بالفعل، لكن مقاتلين أجانب كثيرين لم يتمكنوا من الفرار ويختبئون في منازل الناس ببعض المناطق في وسط المدينة وما زالوا يقاومون».
ووصف حمد لله دانيشي، القائم بأعمال حاكم إقليم قندوز العاصمة، بأنّها هادئة، وقال إنّه لا يوجد «قتال كبير». لكنه أقر بأنّه لم يُطرد المقاتلون بالكامل من قندوز. وتابع: «لا يزال هناك مقاتلون من طالبان في منازل ومبان مدنية.. إنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية».
وعلى صعيد متصل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّ قلقها يتزايد بشأن سلامة المواطنين داخل المدينة ونقص الإمدادات الطبية والعاملين في المجال الطبي.
وأفاد بيتر اسميث أوي، وهو طبيب تابع للصليب الأحمر يعمل في المدينة: «لدينا نقص شديد في العاملين بالمستشفيات.. لا يمكن للطاقم الطبي في المدينة الوصول إلى المستشفيات بسبب استمرار القتال».
وأضاف الصليب الأحمر أنه يملك إمدادات طبية طارئة يمكن نقلها جوًا بمجرد تحسن الوضع الأمني في مطار قندوز.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.