استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

* التغذية قبل ممارسة الرياضة
* ما النصائح الطبية حول تناول الطعام قبل ممارسة الرياضة؟
* هند ج. – المغرب.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. وبداية هناك علاقة مهمة بين تناول الطعام وممارسة الرياضة وهما يسيران معًا يدًا بيد؛ إذ يُمكن لتناول الطعام بطريقة صحيحة أن يرفع من مستوى الاستفادة من ممارسة الرياضة، والعكس صحيح. وما نأكل ومتى نأكل يُؤثر على ما سنشعر به أثناء وبعد ممارسة الرياضة، وما نستفيد منه بعد ممارسة النشاط الرياضي.
ولذا، لو يود المرء ممارسة الرياضة في الصباح، فعليه أن يستيقظ مبكرًا بما يكفي لإنهاء تناول وجبة الإفطار الخفيفة قبل ساعة من بدء التمارين الرياضية، وذلك لأن غالبية الطاقة التي حصل جسمك عليها من وجبة العشاء تم توزيعها أو استهلاكها في الجسم، ولم يتبقَ منها إلاّ القليل على هيئة مستوى السكر في الدم، وحينما لا تتناولين وجبة الإفطار قبل ممارسة التمارين الصباحية، فإن ذلك له تأثيرات سلبية على قدرات ممارسة الرياضة والاستمتاع بها وتحملها.
والمطلوب قبل ساعة من ممارسة التمارين الصباحية، أن تتناولي وجبة إفطار خفيفة تتضمن شرب عصير من الفواكه كي ترتفع نسبة سكر الدم، إضافة إلى الخبز والحليب قليل الدسم وحبوب الإفطار والموز ولبن الزبادي وغيره من مصادر الكربوهيدرات السكرية المستخدمة في إنتاج الطاقة اللازمة لممارسة النشاط الرياضي. ومن الممكن تناول قدح من القهوة إن كان ذلك عادتك، والمهم أن تكون الوجبة خفيفة وكمية القهوة أو الشاي معتدلة وقبل ساعة من بدء ممارسة الرياضة البدنية. وتابعي هذه النصائح، فلو تناولت وجبة دسمة، فإن عليك تأخير ممارسة الرياضة لمدة أربع ساعات، وفي حال تناول وجبة معتدلة - ساعتين، وفي حال وجبة خفيفة - ساعة. وهذه المدد الزمنية محسوبة طبيًا كما تقول نشرات أطباء «مايو كلينك» لأن بها يتمكن الجهاز الهضمي من القيام بمهامه في هضم الطعام ويتعامل القلب براحة في تزويد الجهاز الهضمي بالدم الكافي قبل بدء تشغيل العضلات وتطلب تزويدها هي الأخرى أيضًا بمزيد من الدم، وفي الوقت نفسه إعطاء وقت كاف لضمان توفير نسبة جيدة من السكر في الدم لاستهلاكه بصفته مصدرا للطاقة في ممارسة الرياضة الهوائية، إيروبيك.

* التعايش مع الشعور بالدوار
* ما النصائح للتعايش مع الدوار الناجم عن مشكلات دهليز الأذن؟
* وسام ف. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول إصابة والدتك باضطراب الدهليز في تراكيب الأذن، ووصف الطبيب له أدوية تُساعدها على معالجة الحالة، ولكن تبقى تساؤلات لديك حول كيفية تعايشها مع هذه المشكلة الصحية.
بداية، لاحظي أن وجود اضطراب الدهليز، وهي تراكيب على هيئة حلقات في داخل الأذن، يُؤثر على أنشطة الحياة اليومية للمُصاب بها لأن هذه التراكيب الدهليزية في الأذن لها دور كبير في ضبط الشعور بالتوازن، وبالتالي فإن الاضطراب فيها يُؤدي إلى الشعور بالدوار والتشويش الذهني. وكثير من المُصابين بحاجة إلى توجيهات حول كيفية التعايش مع هذه الحالة، وأفراد الأسرة المحيطين بها هم أيضًا بحاجة إلى معرفتها، وذلك مثلاً في أثناء حضور المناسبات الاجتماعية، أو السفر، أو تناول وجبات الطعام، ونوعية الأطعمة التي يتناولها المصاب، وكيفية التعامل مع الشعور بالإجهاد ومشكلات الإبصار وزيارة طبيب الأسنان.. وغيرها من الأنشطة في الحياة اليومية. ولاحظي أمرا مهمًا؛ وهو أن المريض باضطرابات الدهليز في الأذن يواجه صعوبات ويشعر بالإعياء سريعًا نتيجة اعتماده على الرؤية في توفير معلومات للدماغ حول التوازن، وذلك حتى لو كان جالسًا دون كبير حركة، وهذا المجهود يزداد حال وجود ضوضاء وبيئة مشغولة بكثرة الأشخاص والحركة والأصوات من حوله كما في حال الوجود في المناسبات الاجتماعية أو الأسواق أو المطاعم. وفي هذه الظروف يُعاني المُصاب بشكل أكبر حال عدم قدرته على الاعتماد على النظر إلى أشياء ثابتة من حوله تضبط لدماغه الشعور بالتوازن، لأن كل هذه الأشياء متحركة من حوله، والأشياء الثابتة كالجدران وغيرها تكون غالبًا بعيدة عنه.
هذا أمر يجدر أن يُفهم كي يفهم القريبون من الأم كيفية شعورها وما تعاني منه وما قد يُؤدي إلى تدني تواصلها مع منْ حولها أو رغبتها في عدم المشاركة بالخروج للزيارات أو الأماكن العامة. وما يُساعد فيه أفراد الأسرة قد يتمثل في انتقاء مكان على الأطراف أو قرب الجدران والبقاء معها وبجوارها إضافة إلى ارتدائها نظارة شمسية لتخفيف الضوء عنها.
وفي أثناء السفر بالطائرة قد يزداد الشعور بالدوار والإعياء نتيجة لتغيرات الضغط الجوي وصعود الطائرة وإقلاعها وهبوطها والمطبات الهوائية.. وغيرها من المتغيرات كالضوء والضجيج. وكذا الحال في السفر بالقطار أو الحافلة أو السيارة. ولذا ثمة احتياطات كعدم السفر بالطائرة عند وجود التهابات في الأنف أو الأذن مع احتقان، وتحاشي مشاهدة شاشة البرامج التلفزيونية بالطائرة، أو استخدام الكومبيوتر خلال الجلوس في السيارة أو القطار، وأيضًا تحاشي قراءة الجرائد أو الكتب. والهدف هو عدم شغل المرء بالتركيز على أشياء تزيد شعوره بالدوار وتزيد من عدم متابعته ما يحصل من التحرك. وفي المطعم مثلاً، انتقِ لها الجلوس في أماكن على هيئة حجرة صغيرة بالمطعم أو طاولة منعزلة في طرف المطعم وبعيدًا عن وسط المطعم، وأن تكون أرضية المطعم مفروشة بالسجاد كي تخفف الضجيج، وعدم الذهاب إلى المطعم في أوقات زحمة الطرقات، وتحاشي المطاعم التي تضع موسيقى عالية. ولمزيد من النصائح في أماكن أخرى يُمكن سؤال الطبيب، وقد تتيسر فرصة للكتابة عن الموضوع بشيء من التفصيل على صفحات ملحق «صحتك» في «الشرق الأوسط».



بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
TT

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

وذكرت أن قبل خمس سنوات، سمع العالم التقارير الأولى عن مرض غامض يشبه الإنفلونزا ظهر في مدينة ووهان الصينية، والمعروف الآن باسم «كوفيد - 19».

وتسبب الوباء الذي أعقب ذلك في وفاة أكثر من 14 مليون شخص، وأصيب نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة، وكذلك في صدمة للاقتصاد العالمي، وأدرك زعماء العالم أن السؤال عن جائحة أخرى ليس «ماذا إذا ظهرت الجائحة؟»، بل «متى ستظهر؟»، ووعدوا بالعمل معاً لتعزيز أنظمة الصحة العالمية، لكن المفاوضات تعثرت في عام 2024، حتى مع رصد المزيد من التهديدات والطوارئ الصحية العامة العالمية.

وإذا ظهر تهديد وبائي جديد في عام 2025، فإن الخبراء ليسوا مقتنعين بأننا سنتعامل معه بشكل أفضل من الأخير، وفقاً للصحيفة.

ما التهديدات؟

في حين يتفق الخبراء على أن جائحة أخرى أمر لا مفر منه، فمن المستحيل التنبؤ بما سيحدث، وأين سيحدث، ومتى سيحدث.

وتظهر تهديدات صحية جديدة بشكل متكرر، وأعلن مسؤولو منظمة الصحة العالمية تفشي مرض الملاريا في أفريقيا، كحالة طوارئ صحية عامة دولية في عام 2024. ومع نهاية العام، كانت فرق من المتخصصين تستكشف تفشي مرض غير معروف محتمل في منطقة نائية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعتقد الآن أنه حالات من الملاريا الشديدة وأمراض أخرى تفاقمت بسبب سوء التغذية الحاد.

وتشعر القائمة بأعمال مدير إدارة التأهب للأوبئة والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، بالقلق إزاء وضع إنفلونزا الطيور، فالفيروس لا ينتشر من إنسان إلى إنسان، ولكن كان هناك عدد متزايد من الإصابات البشرية في العام الماضي.

وقالت إنه في حين أن هناك نظام مراقبة دولياً يركز بشكل خاص على الإنفلونزا، فإن المراقبة في قطاعات مثل التجارة والزراعة، حيث يختلط البشر والحيوانات، ليست شاملة بما فيه الكفاية.

وتؤكد أن القدرة على تقييم المخاطر بشكل صحيح «تعتمد على الكشف والتسلسل وشفافية البلدان في مشاركة هذه العينات».

تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهمية الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

وتقول إن جائحة «كوفيد - 19» تركت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم «مهتزة حقاً»، وتبعتها قائمة طويلة من الأزمات الصحية الأخرى.

وأضافت: «بدأت الإنفلونزا الموسمية في الانتشار، وواجهنا الكوليرا، والزلازل، والفيضانات، والحصبة، وحمى الضنك. إن أنظمة الرعاية الصحية تنهار تحت وطأة العبء، وتعرضت القوى العاملة الصحية لدينا على مستوى العالم لضربة شديدة، ويعاني الكثيرون من اضطراب ما بعد الصدمة. ومات الكثيرون».

وقالت إن العالم لم يكن في وضع أفضل من أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بالخبرة والتكنولوجيا وأنظمة البيانات للكشف السريع عن التهديد.

وتضيف أن توسيع قدرات التسلسل الجينومي في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم، وتحسين الوصول إلى الأكسجين الطبي والوقاية من العدوى ومكافحتها، تظل «مكاسب كبيرة حقاً» بعد جائحة «كوفيد - 19». وهذا يعني أن إجابتها عمّا إذا كان العالم مستعداً للوباء التالي هي: «نعم ولا».

وتقول: «من ناحية أخرى، أعتقد أن الصعوبات والصدمة التي مررنا بها جميعاً مع (كوفيد) ومع أمراض أخرى، في سياق الحرب وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية والسياسية، لسنا مستعدين على الإطلاق للتعامل مع جائحة أخرى، ولا يريد العالم أن يسمعني على شاشة التلفزيون أقول إن الأزمة التالية تلوح في الأفق».

وتقول إن عالم الصحة العامة «يكافح من أجل الاهتمام السياسي، والمالي، والاستثمار، بدلاً من أن تعمل الدول على البقاء في حالة ثابتة من الاستعداد».

وذكرت أن الحل الطويل الأجل «يتعلق بالحصول على هذا المستوى من الاستثمار الصحيح، والتأكد من أن النظام ليس هشاً».

هل الأموال متاحة للاستعداد للوباء؟

وجد وزير الصحة الرواندي الدكتور سابين نسانزيمانا نفسه يتعامل مع تفشي مرضين رئيسيين في عام 2024: حالة الطوارئ الصحية العامة في أفريقيا، و66 حالة إصابة بفيروس «ماربورغ» في بلاده.

ويشارك في رئاسة مجلس إدارة صندوق الأوبئة، الذي أُنشئ في 2022 كآلية تمويل لمساعدة البلدان الأكثر فقراً على الاستعداد للتهديدات الوبائية الناشئة.

ويحذر نسانزيمانا مما إذا وصل الوباء التالي في عام 2025 بقوله: «للأسف، لا، العالم ليس مستعداً، ومنذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب (كوفيد) العام الماضي، حوّل العديد من القادة السياسيين انتباههم ومواردهم نحو تحديات أخرى، ونحن ندخل مرة أخرى ما نسميه دورة الإهمال، حيث ينسى الناس مدى تكلفة الوباء على الأرواح البشرية والاقتصادات ويفشلون في الانتباه إلى دروسه».

وقال إن صندوق الأوبئة «يحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من الموارد للوفاء بمهمته»،

وفي عام 2022، بدأت منظمة الصحة العالمية مفاوضات بشأن اتفاق جديد بشأن الجائحة من شأنه أن يوفر أساساً قوياً للتعاون الدولي في المستقبل، لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى نتيجة بحلول الموعد النهائي الأولي للجمعية العالمية للصحة السنوية في 2024، ويهدف المفاوضون الآن إلى تحديد موعد نهائي لاجتماع هذا العام.

جائحة «كورونا» غيّرت الكثير من المفاهيم والعادات (إ.ب.أ)

وتقول الدكتورة كلير وينهام، من قسم السياسة الصحية في كلية لندن للاقتصاد: «حتى الآن، أدت المحادثات في الواقع إلى تفاقم مستويات الثقة بين البلدان»، ولا يوجد اتفاق حول «الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم الفوائد»، وكذلك الضمانات التي تُمنح للدول الأكثر فقراً بأنها ستتمكن من الوصول إلى العلاجات واللقاحات ضد مرض وبائي مستقبلي، في مقابل تقديم عينات وبيانات تسمح بإنشاء هذه العلاجات».

وتشير الأبحاث إلى أن المزيد من المساواة في الوصول إلى اللقاحات في أثناء جائحة «كوفيد - 19» كان من الممكن أن ينقذ أكثر من مليون حياة.

وذكرت وينهام: «الحكومات متباعدة للغاية، ولا أحد على استعداد حقاً للتراجع».

وقالت آن كلير أمبرو، الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية: «نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الجائحة يكون ذا معنى».