فتيات الإنستغرام يعلمنك فنون الجمال وتقنياته الجديدة

سطوتهن تزيد في عالم الموضة والماكياج بمباركة الشركات

هايدي حمود تستعرض طريقة الـ«ستروبينغ» على حسابها الخاص  -  وهنا تستعرض هايدي طريقة الـ«بيكينغ»
هايدي حمود تستعرض طريقة الـ«ستروبينغ» على حسابها الخاص - وهنا تستعرض هايدي طريقة الـ«بيكينغ»
TT

فتيات الإنستغرام يعلمنك فنون الجمال وتقنياته الجديدة

هايدي حمود تستعرض طريقة الـ«ستروبينغ» على حسابها الخاص  -  وهنا تستعرض هايدي طريقة الـ«بيكينغ»
هايدي حمود تستعرض طريقة الـ«ستروبينغ» على حسابها الخاص - وهنا تستعرض هايدي طريقة الـ«بيكينغ»

في هذه الأيام، حيث عالم الموضة مشغول بما يجري على منصات عروض الأزياء، فإن صناع الجمال أيضا يتابعونه باهتمام شديد ويأملون أن ينولهم منه الكثير. فالاهتمام في هذه الفترة لا يكون منصبا على الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل أيضا على تسريحات الشعر وأساليب التجميل التي يتفنن فيها الخبراء، وتستغلها شركات التجميل فيما بعد. ورغم أن عروض الأزياء هي المصدر الأول للاتجاهات الجديدة إلا أنها ليست الوحيدة، بعد أن دخلت مواقع الـ«إنستغرام» على الخط واقتطعت لنفسها قطعة دسمة من كعكة النفوذ والتأثير على الشارع. أكبر دليل على هذا النقاشات الدائرة حول أحدث صيحات الماكياج ودفعت ببعض الأسماء إلى الواجهة لتتابعهن الكثير من الفتيات إما على الإنستغرام أو الـ«يوتيوب» لتعلم هذه الأساليب، ونذكر منها بعض المواقع مثل «بيلاديلون» @Belladelune و«هايدي ميك أب ارتيست» @heidimakeupartist و«هدى بيوتي» (@hudabeauty وهلم جرا. من الاتجاهات التي اجتاحت عالم الموضة بواسطة هذه الوسائل، تحديد ملامح الوجه «كونتورينغ» و«بيكينغ»، وهو أسلوب لوضع بودرة الوجه على نحو يساعد في إضاءة مناطق بعينها و«ستروبينغ»، وهو أيضا عبارة عن تحديد ملامح الوجه بالبودرة على نحو يجعلها مضيئة، من دون التركيز على مناطق أخرى بتغميقها أكثر.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن أسماء هذه التقينات وأساليبها قد تبدو جديدة لكنها ليست كذلك، إذ لها جذور عميقة في عالم السينما واستعملت منذ عقود طويلة، لكن ما قامت به وسائل التواصل، والإنستغرام تحديدا، إنه نشرها أكثر وجعل تداولها سهلا، حسب ما أكده خبير التجميل، بيو نيلسون، الذي يتعاون مع النجمتين نيكول ريتشي وكريستين ستيوارت، موضحًا أن من أبرز صيحات التجميل التي أطلقها «إنستغرام» التالي:
* «كونتورينغ»
يعود الفضل في رواجه إلى النجمة جينيفر لوبيز، ومن بعدها كيم كاردشيان. ويعتمد هذا الأسلوب بصورة أساسية على رسم ظلال أغمق لنحت عظام الخدين والأنف وخط الفك، علما أنه استخدم في السابق لتحديد ملامح الوجه في الأعمال الفنية المسرحية وبداخل استوديوهات التصوير السينمائية. فقد برهن أن استعمال الظلال المبالغ فيها والداكنة تلعب كمضاد للإضاءة الشديدة، التي رغم ضرورتها كانت تمحو ملامح الوجه وتخفي تقاطيعه تماما. وتم اكتشاف جمالياته بعد استعمال في صور «السيلفي»، الأمر الذي جعله ينتشر انتشار النار في الهشيم بين مستعملات الإنستغرام.
* نجاح وشعبية «كونتورينغ» جعلته يفرز أساليب أخرى مثل «ستروبينغ»
يشبع الـ«كونتورينغ»، من ناحية اعتماده على إضاءة أجزاء من الوجه، مع فرق أن بودرة الإضاءة توضع على تفاحة الخد بشكل خفيف، ثم يجري جرها لأعلى، وإن كان بعض نجوم الـ«إنستغرام» يستخدمون هذا الأسلوب على نحو مفرط تجعلهم أشبه بالمخلوقات الفضائية الغريبة أو المهرجين، حسب رأي نيلسون، الذي ينصح بتجنب استخدام أسلوب التحديد مع الأنف. يعلل ذلك بأنه: «من السهل جدًا أن تقع في أخطاء لدى القيام به». في المقابل، فإن وضع لمسة تحديد أسفل الخدين يجعل الوجه يبدو نحيفًا بصورة مذهلة.
ومثلما الحال مع «كونتورينغ»، بدأ استخدام هذا الأسلوب داخل استوديوهات التصوير. واستخدمه خبير التجميل بهوليوود، بين ناي، في صور الأبيض والأسود داخل بيئة محددة بدقة، حسبما أوضح نيلسون، الأمر الذي كان مبهرا على شرط عدم استعماله على كامل الوجه حتى لا يبدو لامعا ودهنيًا. في المقابل، يمكن الحصول على مظهر جذاب باستخدام مسحة من بودرة إضاءة على عظام الخدين أو الجزء المسمى «قوس كيوبيد»، وهي المنطقة المنحنية التي تعلو مباشرة منتصف الشفا العليا.
* «بيكينغ»
يعد أسلوبا آخرا من أساليب الـ«كونتورينغ»، لكنه لا يقوم على التحديد المباشر، وإنما يرمي لتوزيع الإضاءة عبر استغلال المساحات السلبية باستخدام كريم الأساس، ثم وضع بودرة لونها فاتح للغاية (أو مضيئة) بسخاء، أسفل العينين وفوق الخدين، ثم تترك ما بين 5 و10 دقائق قبل مسحها. ويسهم هذا الأسلوب في إعداد الوجه لمساحيق التجميل الرئيسة. والنتيجة أنه يخلق حول الخدين والعينين مسحة ناعمة مضيئة، ويجعل المنطقة أسفل الخدين منطقة مظللة بعض الشيء. أما الجانب السلبي، فهو أن هذا الأسلوب عادة ما يجري استخدامه مع ألوان قوية وبصورة مكثفة، الأمر الذي لا يبدو طبيعيا أو جذابا في الحياة اليومية.
* الحواجب الكثيفة
عودتها لساحة الموضة والجمال ليس خبرا جديدا، وبما أنه ليست كل نساء العالم يتمتعن بحواجب كثيفة، فإن سوق منتجاتها انتعشت بصورة كبيرة، وهناك أنواع كثيرة من الأقلام والبودرات والكريمات لملء الفراغات أو رسم الحواجب للحصول على الشكل المناسب. وطبعا التقطت بنات الإنستغرام هذه الموجة وركبنها كل بطريقتها وحسب بيئتها ومفهومها للجمال، مما دفع نيلسون لتوضيح الأمر بأن تحديد الحواجب بشكل مبالغ فيه وبكثافة لافتة يجعلها تبدو غير طبيعية، لهذا ينصح بتجنب أقلام الحواجب دهنية الملمس، والاستعاضة عنها ببودرة أو قلم مع استعمال لونين حتى تبدو الحواجب طبيعية وتؤدي وظيفتها بأن تضفي المزيد من الجمال والنضارة على الوجه وليس العكس.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».