السعودية: سيولة سوق الأسهم الأسبوعية تقفز إلى أعلى مستوياتها في سنة

بلغت نحو 10.4 مليار دولار

مؤشر سوق الأسهم السعودية نجح أمس في اختراق حاجز 9100 نقطة («الشرق الأوسط»)
مؤشر سوق الأسهم السعودية نجح أمس في اختراق حاجز 9100 نقطة («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية: سيولة سوق الأسهم الأسبوعية تقفز إلى أعلى مستوياتها في سنة

مؤشر سوق الأسهم السعودية نجح أمس في اختراق حاجز 9100 نقطة («الشرق الأوسط»)
مؤشر سوق الأسهم السعودية نجح أمس في اختراق حاجز 9100 نقطة («الشرق الأوسط»)

حققت السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية قفزة تاريخية جديدة على المستوى الأسبوعي، إذ قفزت خلال الأسبوع الجاري إلى مستويات 39.3 مليار ريال (10.4 مليار دولار)، في أعلى مستوى جرى تحقيقه على المدى الأسبوعي منذ نحو عام من التداولات.
وعزا مختصون خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أمس ارتفاع السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الجاري إلى نجاح مؤشر السوق في اختراق حاجز تسعة آلاف نقطة لأول مرة منذ نحو سبعين شهرا، وانحسار الفرص الاستثمارية في الأسواق الأخرى المنافسة كالسوق العقارية، وأسواق الذهب.
وتعد سوق الأسهم السعودية من أكثر أسواق المنطقة استقرارا في تعاملاتها منذ نحو أربعة عشر شهرا، إذ واصل مؤشر السوق خلال هذه الفترة صعوده الإيجابي الذي بدأه من مستويات 6800 نقطة، إلى أن نجح خلال تعاملاته أمس في اختراق حاجز 9100 نقطة، في اختراق تاريخي جديد يحققه مؤشر السوق العام.
وفي هذا الخصوص، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية في ختام تعاملاته الأسبوعية أمس (الخميس) عند مستويات 9106 نقاط، وهو أعلى مستوى جرى تحقيقه منذ نحو سبعين شهرا، وسط سيولة نقدية متداولة أمس بلغ حجمها نحو 7.5 مليار ريال (ملياري دولار)، بينما أغلقت أسهم تسع وسبعين شركة على ارتفاع، مقابل تراجع أسعار أسهم ست وخمسين شركة أخرى مدرجة في تعاملات السوق.
وفي تعاملات السوق السعودية أمس، جاءت أسهم شركات «كيان السعودية»، وشركة «سابك»، ومصرف «الإنماء»، وشركة «دار الأركان»، وشركة «معادن»، ومصرف «الراجحي»، كأكثر الشركات المدرجة نشاطا بالقيمة، وسط مضاربات محمومة شهدها قطاع «التأمين» من خلال سيولة نقدية متداولة بلغ حجمها نحو 800 مليون ريال (213.3 مليون دولار).
وتعليقا على هذه التطورات، أكد خالد اليحيى المحلل الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن ارتفاع حجم السيولة النقدية في سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الجاري ساهم بصورة كبيرة في نجاح مؤشر السوق العام في اختراق حاجز تسعة آلاف نقطة، ومن ثم مستويات 9100 نقطة. وأرجع اليحيى ارتفاع حجم السيولة النقدية المتداولة أمس، إلى انحسار الفرص الاستثمارية في أسواق العقارات، والذهب، وقال إنه «في السعودية بدأ الطلب على السوق العقارية يتراجع، كما أن الأسعار دخلت في مسار هابط، وبالتالي مخاوف السيولة الاستثمارية ترتفع تجاه هذه السوق، مقابل أداء إيجابي لسوق الأسهم المحلية». ولفت اليحيى إلى أن السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية من المتوقع أن تصل إلى 42 مليار ريال (11.2 مليار دولار) كمعدل تداولات أسبوعي خلال الربع الثاني من العام الجاري، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي الآمن للمملكة ساهم بشكل كبير جدا في تحسن أداء سوق الأسهم المحلية خلال الفترة الماضية.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور غانم السليم الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن سوق الأسهم السعودية لم تشهد خلال تداولات العام الجاري عمليات تخارج ملحوظة، مضيفا: «هنالك قوتان متضادتان في الاتجاه، الأولى قوة بيع والأخرى قوة شراء، ولكن القوة الشرائية كانت أكبر، مما دفع مؤشر السوق نحو اختراق نقاط مقاومة مهمة جدا عجز عنها طوال السنوات الخمس الماضية».
وتوقع السليم أن يدخل مؤشر السوق في عمليات جني أرباح محدودة خلال تعاملات الأسبوع المقبل، مبينا أن مؤشر السوق العام مؤهل للمحافظة على مستويات تسعة آلاف نقطة مع نهاية تعاملات الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن الفرص الاستثمارية في السوق من المتوقع أن تتجدد مع دخول المؤشر العام في موجة جني الأرباح المتوقعة.
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تعيش فيه مرحلة الاستثمار الطويل المدى في السوق السعودية خلال الفترة الحالية تغيرات كبرى بحسب مختصين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إذ أكد هؤلاء أن الاستثمار في سوق الأسهم بدأ يسحب البساط من تحت الاستثمار في السوق العقارية خلال هذه الأيام، يأتي ذلك في ظل حالة الركود الملحوظة التي تسيطر على السوق العقارية في البلاد.
ولفت هؤلاء إلى أن كثيرا من الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية توزع أرباحا سنوية تتراوح بين 5 و8 في المائة، وسط أفضلية مطلقة بأن يكون هنالك عائد مجز على رأس المال في الوقت ذاته، خصوصا في ظل بداية دورة جديدة لسوق الأسهم السعودية، انطلقت من مستويات 6800 نقطة مع مطلع العام الماضي. ولفت هؤلاء حينها، إلى أن الاستثمار في القطاع العقاري بدأ يشوبه الخطر خلال الفترة الحالية، وتأتي هذه التلميحات في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الإسكان في البلاد اتخاذ خطوات فعلية نحو معالجة قضية السكن، في ظل اهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين، الذي أقر أخيرا مشروع «أرض وقرض».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.