«فيفا» يوقف وارنر عن كل الأنشطة الكروية مدى الحياة

بلاتر متمسك بالبقاء في منصبه حتى فبراير المقبل.. وبلاتيني يعرض التعاون مع لجنة الأخلاقيات

«فيفا» يوقف وارنر عن كل الأنشطة الكروية مدى الحياة
TT

«فيفا» يوقف وارنر عن كل الأنشطة الكروية مدى الحياة

«فيفا» يوقف وارنر عن كل الأنشطة الكروية مدى الحياة

عوقب النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الترينيدادي جاك وارنر بالإيقاف لمدى الحياة عن كل الأنشطة الكروية، وذلك بقرار من الغرفة القضائية في لجنة الأخلاقيات التابعة لفيفا أمس.
وقالت لجنة الأخلاقيات في بيان، إنها وجدت وارنر «مذنبًا بمخالفات سوء سلوك كثيرة ارتكبها بشكل متواصل ومتكرر خلال فترة تسلمه مناصب رفيعة مختلفة في مواقع مؤثرة ضمن فيفا واتحاد الكونكاكاف».
ويشمل إيقاف الترينيدادي البالغ من العمر 72 عامًا جميع الأنشطة الكروية على الصعيدين المحلي والدولي بمفعول بدأ اعتبارًا من 25 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وأضاف البيان: «في مناصبه كمسؤول كروي، كان لاعبًا رئيسيًا في خطط تنطوي على عرض وقبول وتسلم دفعات غير معلنة وغير مشروعة، فضلاً عن أعمال احتيال أخرى».
ويواجه وارنر حاليًا خطر تسليمه إلى الولايات المتحدة التي وجهت إليه 12 تهمة تتعلق بالاحتيال والابتزاز وغسل الأموال وذات صلة في فضائح الفساد التي يتخبط بها فيفا حاليًا.
وقد حدد القضاء الترينيدادي يوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعدًا لجلسة الاستماع في قضية تسليم وارنر إلى الولايات المتحدة.
وكان وارنر من بين الشخصيات الـ14 المتهمين من قبل القضاء الأميركي في 27 مايو (أيار) بتلقي رشى بقيمة 150 مليون دولار أميركي منذ تسعينات القرن الماضي في إطار مناصبهم المختلفة في كرة القدم.
وبحسب اتهامات المحققين الأميركيين، فإن وارنر تلقى جزءًا كبيرًا من مبلغ 10 ملايين دولار أميركي تلقاه الاتحاد الكاريبي من جنوب أفريقيا مقابل حصول الأخيرة على 3 أصوات للفوز بتنظيم كأس العالم 2010.
ورفض وارنر الذي كان نائبًا سابقًا في برلمان بلاده، دومًا الاتهامات متحدثًا عن مؤامرة لمساعدة خصومه السياسيين المحليين في ترينيداد وتوباغو.
كما زعمت شبكة «إس آر إف» السويسرية أن رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر المستقيل من منصبه باع حقوق نقل مونديالي 2010 و2014 لوارنر بسعر بخس.
وأكدت الشبكة أن بلاتر وقع على منح وارنر حقوق نقل مونديالي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 مقابل 600 ألف دولار، أي بنسبة 5 في المائة من قيمتها الأصلية.
وأشارت إلى أن وارنر كان لدى توقيع الصفقة التي تمت عام 2005 أحد أبرز زعماء فيفا بالإضافة إلى شغله منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي).
ونشرت الشبكة السويسرية عقدًا موقعًا من بلاتر باع فيه حقوق نقل كأس العالم 2010 مقابل 250 ألف دولار، وحقوق نقل مونديال 2014 مقابل 350 ألف دولار.
وبحسب جيمي فولر الخبير في مكافحة أعمال الرشى في فيفا فإن هذا المبلغ يمثل 5 في المائة من القيمة الحقيقية للعقدين.
ويواجه فيفا أسوأ أزمة في تاريخه وكان آخر فصولها قرار القضاء السويسري فتح إجراء جزائي بحق بلاتر والاستماع إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني في قضية تحويل مبلغ مليوني فرنك سويسري إلى الأخير لقاء أعمال قام بها لمصلحة فيفا بين يناير (كانون الثاني) عام 1999 ويونيو (حزيران) 2002.
وقد أكد بلاتر عبر محاميه أنه باقٍ في منصبه كرئيس لفيفا ولن يتركه قبل انتخابات فبراير (شباط) المقبل رغم الإجراء القضائي بحقه.
وقال محامي بلاتر، ريتشارد كولن، في بيان: «توجه الرئيس بلاتر إلى العاملين في فيفا وقال لهم إنه يتعاون مع السلطات، مؤكدًا مرة أخرى أنه لم يقم بأي شيء غير لائق وغير قانوني كما أكد أنه باقٍ كرئيس لفيفا». كما أكد كولن أن مبلغ المليوني فرنك سويسري الذي دفع إلى بلاتيني، المرشح الأوفر حظًا لخلافة بلاتر في الانتخابات الاستثنائية المقررة في فبراير المقبل، كان «تعويضًا شرعيًا» لقاء أعمال قام بها الفرنسي لمصلحة فيفا.
ومنذ 27 مايو الماضي تاريخ توقيف شخصيات رفيعة المستوى في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي بقرارات من القضاء الأميركي وعشية انتخاب بلاتر رئيسًا لولاية خامسة، يعيش الاتحاد الدولي سلسلة من الفضائح المدوية المتتالية التي لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه.
وكان من المقرر أن يتحدث بلاتر يوم الجمعة في مؤتمر صحافي في الساعة الثانية بالتوقيت الأوروبي بعد اجتماع اللجنة التنفيذية في زيوريخ، وتحديدًا عن الشبهات التي طالت الأمين العام جيروم فالكه وأدت إلى إقالته الأسبوع قبل الماضي.
لكن تم تأجيل المؤتمر ساعة إضافية قبل أن يلغى نهائيًا في الوقت الذي احتشد في القاعة نحو 150 صحافيًا من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية قبل أن يعلن القضاء السويسري السبب الحقيقي لذلك وهو فتح إجراء جزائي ضد بلاتر «الاشتباه في سوء الإدارة الجنائي والاختلاس».
وبسبب التحقيقات المستمرة أشار كولن إلى أن بلاتر لن يجيب عن أي أسئلة أخرى في هذا الوقت.
من جهته، أكد بلاتيني أنه سيتعاون بشكل وثيق مع لجنة الانضباط التابعة للفيفا خلال التحقيقات التي تجريها من أجل الحفاظ على سمعة الاتحاد الأوروبي المؤسسة التي يترأسها.
وقال بلاتيني، الذي خضع للاستجواب يوم الجمعة أمام النيابة العامة في سويسرا، في خطاب أرسله إلى أعضاء «يويفا»: «لقد كتبت للجنة الانضباط لأقول لهم إنه يمكنني الحضور وتزويدهم بأي معلومات إضافية يمكن أن تكون ضرورية من أجل توضيح الموضوع».
وأضاف بلاتيني: «أدرك أن هذه الاتهامات يمكنها أن تضر بصورتي وسمعتي، وبالتالي بصورة (يويفا) أيضًا وهي المؤسسة التي أفخر برئاستها».
وقال اللاعب الفرنسي الدولي السابق: «لم يتم اتهامي بأي أفعال خاطئة.. لقد عملت بفترة دوام كامل في الفيفا في الفترة من 1998 حتى 2002 في مجموعة واسعة من الأمور المتعلقة بكرة القدم».
وقال بلاتيني، إن بعد الدفعة الأولى للأعمال التي تمت، تم دفع المبلغ المالي المستحق المقدر بمليوني فرانك سويسري في فبراير 2011 وتم إعلانه بالكامل للسلطات المختصة وفقًا للقانون السويسري.
على جانب آخر، طالب نجم المنتخب البرازيلي السابق زيكو لجنة القيم بالفيفا بتقديم «توضيح فوري» بشأن التحقيقات الحالية مع بلاتر وبلاتيني، وهو الأمر الذي شدد عليه أيضًا الكوري الجنوبي تشانغ مونغ جوون، النائب السابق لرئيس الفيفا والمرشح لخلافة بلاتر. وطالب كل من زيكو ونشانغ بتشكيل فريق عمل طوارئ لإدارة الفيفا، مؤكدًا أن الاتحاد الدولي يشهد «انهيارًا كليًا».
وأوضح تشانغ أن فريق الطوارئ «سيمكن سكرتارية الفيفا من العمل دون انقطاع» خلال أزمة القيادة. ووصف تشانغ يوم الجمعة الماضي الذي تم فيه توجيه الاتهام لبلاتر بأنه «يوم حزين آخر للفيفا» في ظل فضائح الفساد التي تطيح بالاتحاد الدولي والاعتقالات، وكذلك لائحة الاتهام لمسؤولين بارزين في كرة القدم ضمن تحقيقات تجريها الولايات المتحدة.
على جانب آخر، وجه النجم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا انتقاداته مجددا للقائمين على إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم، محذرا من أن الفيفا لا يزال يضم أشخاصا محتالين، على خلفية قضية الفساد الكبيرة التي تحقق فيها السلطات القضائية الأميركية.وقال مارادونا في مقابلة نشرتها صحيفة «أوليه» الأرجنتينية الرياضية: «لا يزال هناك أشخاص محتالون في الفيفا.. أنا مستمر في دعم مشروع الأمير الأردني علي بن الحسين من أجل جعل الفيفا أكثر شفافية».
وهاجم القائد والمدير الفني السابق للمنتخب الأرجنتيني، رئيس الـ«يويفا» بلاتيني وقال: «لقد قلت إن رجلا يعمل بجانب فاسد مثل بلاتر لا يمكنه أن يكون مغفلا.. فلتتذكر يا بلاتيني.. لقد قال إنه سيبتعد عن الفيفا وسيمنح صوته للأمير عليّ، ولكنه كاذب وسيخضعه القضاء السويسري للتحقيق».
من ناحية أخرى، دعم مارادونا إعادة اختيار رئيس نادي بوكا جونيورز، دانييل أنخليسي، لفترة رئاسة جديدة، مشيدا بدوره في إرجاع اللاعب كارلوس تيفيز مرة أخرى لصفوف الفريق. واختتم مارادونا الفائز ببطولة كأس العالم عام 1986 مع المنتخب الأرجنتيني والذي اعترف بأنه أحد أنصار بوكا جونيورز، قائلا: «الفضل كله يعود هنا لدانييل أنخليسي الذي يتعين عليه أن يستمر في النادي للحفاظ على مسيرته الناجحة».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.