تجدد الصدامات في باحة الأقصى و«فلسطينيو 48» يهبون للدفاع عنه

إسرائيل أعلنت وضعه {تحت تصرف} المسلمين في آخر أيام العيد

«فلسطينيو 48» تظاهروا أمام مسجد قبة الصخرة في القدس بعد صدامات مع الأمن الإسرائيلي (أ.ف.ب)
«فلسطينيو 48» تظاهروا أمام مسجد قبة الصخرة في القدس بعد صدامات مع الأمن الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

تجدد الصدامات في باحة الأقصى و«فلسطينيو 48» يهبون للدفاع عنه

«فلسطينيو 48» تظاهروا أمام مسجد قبة الصخرة في القدس بعد صدامات مع الأمن الإسرائيلي (أ.ف.ب)
«فلسطينيو 48» تظاهروا أمام مسجد قبة الصخرة في القدس بعد صدامات مع الأمن الإسرائيلي (أ.ف.ب)

تجددت الصدامات في باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس القديمة، بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمصلين المسلمين والمرابطين والمرابطات، في أعقاب محاولة لإدخال مجموعة من المستوطنين اليهود للصلاة في المكان، وتصدي المسلمين لهم. وقد اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى وألقت القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية في باحات المسجد.
وروى شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى في ساعات الصباح الأولى، من بابي المغاربة والسلسلة، وتمركزت في ساحة باب المغاربة. وكانت سلطات الاحتلال، قد أعلنت عن إلغاء القيود على المصلين المسلمين في اليوم الرابع من عيد الأضحى، لكنها أدخلت معهم مجموعة من المستوطنين اليهود، ثم بدأت بإطلاق قنابل صوتية وأعيرة مطاطية تجاه المصلين والشبان الذين ردوا بالتكبيرات والهتافات المناصرة للمسجد الأقصى.
وكانت جماعات يهودية متطرفة، قد دعت إلى تنظيم اقتحامات جماعية للأقصى، وحمل (ثمار العرش) وإدخالها إلى الأقصى عشية «عيد العرش - المظلة». فتصدى لهم العشرات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى، الذين حضروا للمشاركة في نشاطات «الغضب والنفير»، الذي أعلنته القيادة السياسية والشعبية للمواطنين العرب في إسرائيل (لجنة المتابعة العليا)، والحركة الإسلامية، وجمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية. ووقف على رأس المتصدين أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة (رئيس القائمة)، وجمال زحالقة، ومسعود غنايم، ويوسف جبارين. ومع تقدم الساعات، بدأت وفود المصلين من «فلسطينيي 48» تتدفق بالألوف على المسجد، فانسحبت قوات الاحتلال إلى الوراء وتركتهم يتظاهرون ويقيمون صلوات العيد.
وكان المئات من المصلين والمرابطين والمرابطات من أبناء الحركة الإسلامية وقياداتها، قد اعتكفوا الليلة الثالثة من ليالي العيد في المسجد الأقصى، عقب الدعوات التي أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد بمناسبة عيد العرش العبري. وحاولت قوات الاحتلال تشويش وصولهم، إذ نشرت قواتها في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ودققت في هويات الداخلين إلى المسجد واحتجزت بعضها، كما منعت قوات الاحتلال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، من الدخول إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي دفعه للرباط عند أعتابه.
من ناحيتها، قالت مصادر إسرائيلية، إن ملثمين فلسطينيين في داخل باحة الأقصى، بدأوا يرشقون أفراد الأمن بالحجارة وما تيسر لديهم من حاجات، وأنهم أقاموا المتاريس داخل الحرم القدسي الشريف، فاضطرت الشرطة إلى التدخل لتفريقهم وإزالة المتاريس، مستخدمة وسائل تفريق المظاهرات. وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه بسبب حلول اليوم الرابع والأخير من أيام عيد الأضحى المبارك، قررت السلطات الإسرائيلية عدم السماح بزيارة يهود إلى باحة الأقصى، وفتح الحرم القدسي أمام المصلين المسلمين من دون أي قيود على السن، لكل من يحمل الهوية الزرقاء، أي لمواطني إسرائيل العرب ولسكان مدينة القدس فقط، بينما بقية الفلسطينيين من الضفة الغربية وضعهم منوط بقرار وزير الدفاع، على حد قول المصادر الإسرائيلية.
ولكن الفلسطينيين فندوا هذا الكلام، مؤكدين أن الشرطة حاولت جس نبض المرابطين فأدخلت مصلين يهودا. وفقط عندما أيقنت أن الأمر سيثير صدامات، تراجعت.
ونظم المشاركون في النفير العام، سلسلة نشاطات وفعاليات داخل المسجد الأقصى، إذ انطلقوا في مسيرة حاشدة جابت أرجاء المسجد الأقصى، مرددين شعارات مناصرة له، ورافعين لافتات تندد باعتداءات الاحتلال والمستوطنين وانتهاكاتهم. كما عُقد مؤتمر صحافي، شارك فيه ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية في القدس والداخل، إلى جانب النواب العرب. وعلى هامش فعاليات النفير، التقى القادة السياسيون في الأقصى، بمسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وبحثوا تصعيد الاحتلال بحق المسجد والمصلين فيه، وتطرقوا إلى سبل مواجهة هذا التصعيد محليا ودوليا.
الجدير ذكره أن الشرطة الإسرائيلية ما زالت تضيّق على حركة الداخلين إلى الأقصى، وتغلق حتى الآن بوابات المسجد وأبقت على ثلاث منها فقط مفتوحة هي، باب حطة وباب المجلس وباب السلسلة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.