«المرونة» أهم مكتسبات سوق دبي العقارية لمواجهة الأزمات والتحديات خلال العقد السابق

القطاع بدأ يعود لميزان العرض والطلب والتشريعات.. وأنظمة البيع تقلل من المضاربات

«المرونة» أهم مكتسبات سوق دبي العقارية لمواجهة الأزمات والتحديات خلال العقد السابق
TT

«المرونة» أهم مكتسبات سوق دبي العقارية لمواجهة الأزمات والتحديات خلال العقد السابق

«المرونة» أهم مكتسبات سوق دبي العقارية لمواجهة الأزمات والتحديات خلال العقد السابق

يعتقد الخبراء أن سوق دبي العقارية خرج بمكتسبات كثيرة بسبب الأحداث التي شهدها خلال العقد الماضي من متغيرات محلية وأزمات عالمية، وهو ما يجعل القطاع يملك قوة ومرونة عالية لمواجهة التحديات الحالية، ويخضع لعمليات العرض والطلب ويعمل على تحييد المضاربات، خاصة مع القوانين والتشريعات الحكومية، وأنظمة البيع عند شركات التطوير العقاري.
وقال سيد حبيب الله رئيس قسم الخدمات المصرفية، تايلر ويسينغ - الشرق الأوسط: «بغض النظر عن الحالة الراهنة للسوق العقارية، فقد أظهرت الإمارات أنها تمتلك سوقا عقارية تتسم بكثير من القوة والمرونة، وإذا ما أضفنا إلى ذلك الزخم الكبير الذي سيوفره معرض إكسبو 2020، نستطيع القول إن «الآفاق المستقبلية تبدو إيجابية وواعدة».
من جهته قال بريت شافر، المدير التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي للعقارات: «تعتبر دبي اليوم مركزًا رئيسيًا لقطاع المال والأعمال يربط الشرق الأوسط ببقية العالم. وقد كان للتطور الذي شهدته الإمارة في المجالين السياحي والتجاري، فضلاً عن نضوج القطاع العقاري، أثر مباشر في هذا النمو اللافت والذي تعزز من خلال فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 الذي من المتوقع أن يوفر نحو 300 ألف فرصة عمل (40 في المائة منها دائمة)، كما من المنتظر أن يجذب 25 مليون زائر. ولا شك أن هذا الزخم سيعزز من نشاط القطاع العقاري بشقّيه التجاري والسكني».
وينتظر أن تشهد السوق العقارية دخول وحدات عقارية متعددة الاستخدامات خلال الخمس سنوات المقبلة، مما تجعل السوق العقارية في دبي في حركة متواصلة، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وتلك العوامل تجعل من دبي سوقا واعدة خلال المستقبل القريب».
وقد قال علي راشد لوتاه، رئيس شركة نخيل العقارية، في وقت سابق: «سوق دبي حرة ومحكومة بالعرض والطلب، وإن الاستقرار الذي تتمتع به دبي عن غيرها يسهم بشكل كبير في جاذبية السوق، في الوقت الذي يتم تصحيح بعد الأسعار التي شهدت ارتفاعًا عاليًا، وبالتالي فإن السوق تصحح نفسها بنفسها»، مؤكدًا أنه لا يوجد تمويل كبير من البنوك بما يتعلق بشراء الأفراد للوحدات العقارية، مما يبعد الخوف من وجود مشكلات تمويلية أو عقارية في القطاع.
من جانبه، قال سايمون تاونسند: «يعد القطاع العقاري محط اهتمام ونقاش مستمرين، وأعتقد أن الجمع بين خبراء القطاع على اختلاف مجالات تخصصهم يساعد كثيرًا على معالجة مصادر القلق والإجابة عن استفسارات المستثمرين حول أسواق العقارات المحلية أو الإقليمية أو الدولية».
من جهته قال إسماعيل الحمادي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الرواد للاستشارات العقارية إن «عقارات دبي واصلت ارتفاعها السنوي بنسبة ناهزت الـ2.5 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي 2015».
وقال الحمادي إن «حجم التصرفات العقارية تجاوز 129 مليار درهم (35 مليار دولار) خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام حسب دائرة الأراضي والأملاك بدبي مقارنة بـ57.6 مليار درهم (15.6 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وإن نحو 20 ألف مستثمر ينتمون إلى 142 جنسية مختلفة ضخوا ما يقرب من 53 مليار درهم (14.4 مليار دولار) ابتداء من شهر يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران)».
وأضاف: «على الرغم من انخفاض أسعار العقارات السكنية مثلا بنسبة تخطت 3 في المائة في الربع الثاني من العام الحالي إلا نسبة الارتفاع على أساس سنوي بلغت 2.5 في المائة»، مشيرًا إلى أن ذلك تم بفضل تداخل عدة عوامل أسهمت في إبقاء الحيوية والنشاط التي تعد من أهم سمات عقارات دبي. وقد شهدت السوق موجة بيع نشطة على الخارطة في ظل إدراك المطورين العقاريين أن ذوي الدخل المحدود باتوا عنصرا مهما في إنعاش السوق وجزءا من معادلة النمو المستمرة.
وأوضح الحمادي أن تلك المشروعات كان لها الفضل في تسجيل تصرفات عقارية قياسية في دبي خلال الأشهر الماضية، وأشار إلى أن أحد أيام شهر يونيو الماضي شهد وحده فقط تصرفات عقارية بقيمة 1.2 مليار درهم (326 مليون دولار).
ولفت إلى أن وجود شركات تطوير ذات استثمارات عالية، يعد عامل حسم آخر في دعم قوة القطاع العقاري عبر الخطط الاستراتيجية متوسطة وطويلة الأمد، مثل شركة إعمار العقارية، والتي تصل أصولها العقارية نحو 159 مليار درهم (43.2 مليار دولار) مع 216 مليون متر مربع، لافتا في الوقت ذاته إلى النتائج الفصلية التي أعلنتها الشركة مؤخرًا إذ وصلت صافي أرباحها إلى 2.2 مليار درهم (598 مليون دولار) خلال الأشهر الستة الماضية بزيادة قدرها 12 في المائة.
وتوقع أن تسهم مشاريع البنية التحتية لمعرض إكسبو 2020 في خلق حالة من الاستقرار المستدام لأسعار العقار في إمارة دبي لا سيما في ظل إطلاق مشاريع عملاقة مثل مشروع «ميدان ون» الذي تم كشف النقاب عنه قبل أيام قليلة فقط، وهو عبارة عن مشروع سكني وتجاري وسياحي يشيد على مساحة 3.6 مليون متر مربع.
واستشهد الحمادي بالأرقام الرسمية التي جرى الإعلان عنها في وقت سابق أن البنية التحتية تحتاج إلى استثمارات بقيمة 8.8 مليار دولار مع عوائد متوقع جنيها تبلغ 23 مليار دولار وفقا لبنك أوف أميركا ميريل لينش.
وأكد الحمادي أن الخطوة الحكومية بتحرير أسعار النفط تحمل في طياتها انعكاسات إيجابية على قطاع التشييد والعقارات، لا سيما أن أسعار الديزل جرى تخفيضها مما يعد بنسب نمو مطردة على المديين المتوسط والبعيد.
وعلى الرغم من توقعات بانخفاض الأسعار في سوق دبي بدخول وحدات عقارية جديدة للسوق العقارية في دبي، فإن استمرارية التداولات متوقعة، حيث قال جون ستيفنز، المدير العالم لشركة استيكو العقارية: «لقد جذبت عوائد الربح كثيرا من المستثمرين، وهو ما يؤشر على توجه السوق للانتعاش بالنسبة لعمليات البيع خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولكن مع دخول ما يقارب 7 آلاف وحدة سكنية إلى القطاع، فإننا نتوقع أن تساهم في زيادة الهبوط في أسعار الإيجارات خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى دخول 13 ألف وحدة سكنية خلال عام 2016».



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.