ترتيبات الهجرة إلى أوروبا تبدأ بمغامرة في تركيا

أحد المهربين قال إنه لن يحصل على 1400 دولار إلا بعد وصول الرحلة إلى اليونان

لاجئون سوريون يصلون إلى ساحل جزيرة ليسبوس اليونانية قادمين من تركيا أمس (أ.ب)
لاجئون سوريون يصلون إلى ساحل جزيرة ليسبوس اليونانية قادمين من تركيا أمس (أ.ب)
TT

ترتيبات الهجرة إلى أوروبا تبدأ بمغامرة في تركيا

لاجئون سوريون يصلون إلى ساحل جزيرة ليسبوس اليونانية قادمين من تركيا أمس (أ.ب)
لاجئون سوريون يصلون إلى ساحل جزيرة ليسبوس اليونانية قادمين من تركيا أمس (أ.ب)

في إطار رحلات الهجرة غير الشرعية للسوريين إلى أوروبا، تتردد قصص كثيرة حول تلك المغامرة التي تبدأ بحجز مكان على متن قارب مطاطي يحمل 40 فردًا تكلفته 1400 دولار تدفع إلى المهرب.
{الشرق الأوسط} التقت أحد المهربين الذي يكنى بيوسف، سوري الجنسية من مدينة كوباني (شمال البلاد).
قال يوسف: «المركب يصل إلى اليونان بعد ساعتين ونصف الساعة من انطلاقه وثمنه 1300 - 1400 دولار للشخص، أما اليخت فيصل بعد 15 دقيقة وثمنه 2500 يورو».
ويتحدد عدد المسافرين على متن المركب حسب مساحته، ويقول يوسف: «إذا كانت مساحة اليخت 22 مترًا، فإنه يحمل 60 شخصًا، وإذا كانت 8 أمتار يحمل 13، وإذا كانت 17 مترًا يحمل 40 لكنه يصل أسرع». وتابع: «أما إذا كانت مساحة المركب 8 أمتار فإنه يتسع لـ40 شخصًا».
وخلال محاولات عدة على مدار أيام بهدف تتبع ترتيبات الهجرة مع مهرب غير شرعي، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع أكثر من مهرب، إلا أن هواتفهم كانت مغلقة، وهو ما علق عليه أحد المهاجرين الذي ما زال موجودًا في تركيا وسبق لمركبه الغرق، قائلاً: «يغيرون أرقام هواتفهم خوفًا من ملاحقتهم أمنيًا بعد الضجة الإعلامية التي تتحدث يوميًا عن وصول مهاجرين إلى اليونان، أو غرق العشرات وسط البحر، لهذا هم حريصون على التواصل مع دوائر قريبة منهم جدًا ومحل ثقة».
حرص يوسف لم يكن الأول في التعامل مع مهربي الموت، ففي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعنوان «لطالبي اللجوء والهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى أي دولة.. سوريين حصرًا» التي يتابعها ما يقرب من 20 ألف شخص وتحظى بتفاعل وتعليقات من روادها من مختلف الوطن العربي، نشر رقم هاتف لمن يرغب في الهجرة غير الشرعية من تركيا إلى اليونان، وعقب التواصل مع صاحب رقم الهاتف، قال: «حدثني عبر (واتس أب) أو (فايبر)». وبسؤاله عن السفر إلى أوروبا كتب بلهجة سورية: «ما عندي غير اليونان، بس توصل تركيا خبرني». إلا أنه لم يرد على المكالمات لاحقًا.
ولا تنتهي الرحلة بوصول المركب إلى اليونان حيث هناك مهرب آخر يقف على الساحل ينتظر هؤلاء التائهين في البلدان الأوروبية ليكون بوصلتهم إلى الجهة التي يريدونها، وكأن أرواح المهاجرين أصبحت تنحصر بين يدي مهربين كل منهما يقف على أرض يابسة، بينما يواجه المسافرون الموت في بحر تتلاعب أمواجه الغاضبة بمركبهم كلعبة المنخل في مدن الملاهي الكبرى.
المهرب السوري أكد أنه عقب الوصول إلى اليونان سيمنح المسافر رقم هاتف مهرب آخر يوصله إلى الدولة الأوروبية التي يرغب في التوجه إليها برًا، لكنه لم يحدد كم تكلفة الرحلة الجديدة مع المهرب الآخر، وهو ما يؤكد أن المهربين لا يقتصر دورهم على تجهيز المركب فحسب، بل يعملون ضمن شبكة من المهربين تبدأ من تركيا وتنتهي في أوروبا.
وتتألف شبكة المهربين للرحلات غير الشرعية من سمسار ينسق سفر المهاجرين من مدينتي بودروم وأزمير الساحليتين في تركيا، وسائق شاحنة يقل مسافرين إلى البحر، وفنادق تستقبل لاجئين، ومتاجر تبيع سترات النجاة من الغرق والمراكب المطاطية والمحرك الذي يوضع في المركب.
وبحسب المهرب، فإن المركب المطاطي لا يغرق جراء تدافع الأمواج مرجعًا ذلك إلى أنه ممتلئ بالهواء، إلا أنه عاد ليقول: «في حالة سقوط المسافرين في البحر من السهل إنقاذهم مقارنة باليخت الذي إذا غرق صعب النجاة منه»، وتابع: «سأجلب لك سترة ستكلفك 20 دولارًا، وإذا لم تصل إلى اليونان وغرقت، لا سمح الله، لن آخذ منك نقودًا، وتستطيع تركها مع أحد من أقاربك أو تركها في مكتب بريدي احصل عليها عقب وصولك».
إلا أن أحد المهاجرين الذين سافروا مع يوسف من قبل امتلأ مركبهم بالمياه نتيجة الحمولة الزائدة، وحينما اتصل بيوسف لينقذه أخبره بقدومه، لكنه تجاهلهم. كما نفى المهاجر ما تحدث عنه المهرب حول حصوله على الأموال عقب الوصول إلى اليونان، قائلاً: «وعود كاذبة بالحياة لا يطلقونها إلا ليحصلوا على المال، هؤلاء هم المهربون».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.