وزير داخلية جزائري سابق يثير جدلاً حول جنرالات كانوا وراء تولي بوتفليقة الحكم

أعاد وزير الداخلية الجزائرية السابق دحو ولد قابلية، طرح النقاش حول قضية قديمة تتعلق بضباط الجيش النافذين الذين كانوا وراء تولي عبد العزيز بوتفليقة الرئاسة في 1999. فقد صرح للصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، أن قائد المخابرات المعزول محمد مدين، كان أحد الجنرالات الستة الذين «قذفوا ببوتفليقة إلى سُدة الحكم».
الجديد في كلام ولد قابلية المنشور أول من أمس، أنه يأتي على لسان شخص يعد من أكثر المسؤولين وفاء لرئيس الجمهورية، وكونه يذكر بالأسماء العساكر الذين وافقوا على عودة بوتفليقة إلى الحكم، بعد أكثر من 20 سنة قضاها في منفاه الاختياري. فقد قال إن «أول من كانوا وراء ترشح بوتفليقة إلى الرئاسة، هم الراحل العربي بلخير الذي كان (عراب جنرالات المؤسسة العسكرية) ومحمد تواتي المسمى (المخ) كناية على دهائه وفطنته، وعبد الحميد جوادي الذي كان أحد مهندسي إقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، على إثر فوز الإسلاميين بانتخابات البرلمان نهاية 1991».
ويأتي بعد هؤلاء الجنرالات، بحسب ولد قابلية، وزير الدفاع الأسبق خالد نزار ورئيس أركان الجيش الراحل محمد العماري. ثم يأتي، حسب التصنيف من حيث الأهمية، الجنرال مدين الشهير بـ«توفيق» مدير الاستعلام والأمن (المخابرات العسكرية) الذي أقاله بوتفليقة الشهر الحالي. والمثير في علاقة بوتفليقة بكل هؤلاء الضباط، أنه اختلف معهم بخصوص شؤون إدارة الحكم. وباستثناء نزار، كلهم تعرضوا للإقالة أو الإبعاد إلى مناصب أخرى أقل أهمية. فمن مدير الديوان برئاسة الجمهورية، نقل بوتفليقة الجنرال القوي سابقا العربي بلخير إلى المغرب سفيرا. ويشاع أن خلافا حادا بين الرجلين نشب بسبب احتجاج الجنرال على «السلطات الكبيرة» التي يستأثر بها السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المرشح لخلافته. ونزار هو الوحيد ممن جهر بخصومته مع الرئيس وانسحب من المشهد نهائيا.
وقال ولد قابلية بشأن علاقة بوتفليقة المتوترة بقادة الجيش: «لقد كان حريصا على أن يكون صاحب القرار من دون منازع. لم يكن يتحمل أن يشاركه أحد في السلطة. وبذكائه وقدرته على المناورة، أخذ كل وقته لبسط سلطته. أبعد الجنرال العماري في نهاية ولايته الأولى، وفي بداية الثانية جاء دور بلخير ومعه جنرالات لم يكونوا محل ثقة بالنسبة إليه، أمثال الجنرال فضيل (شريف) قائد الناحية العسكرية الأولى والجنرال كمال عبد الرحيم قائد الناحية العسكرية الثانية. وفي كل هذه التغييرات، كان مدعوما من طرف الجنرال توفيق. وقد كان يحضر، وفق خطة مدروسة منذ زمن طويل، إلى إصلاح الدولة بشكل عميق».
ويأخذ وزير الداخلية السابق على الرئيس، أنه أجرى تغييرات هامة في الدولة بما فيها جهاز المخابرات «بعيدا عن الشفافية». ولأول مرة يصدر عن ولد قابلية انتقاد ضد الرئيس، وهو الذي كان معروفا بشدة ولائه له. ولكن أكثر ما يعرف عن ولد قابلية، أنه كان أحد مسؤولي «وزارة التسليح والاتصالات العامة» في الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية، نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي. وهي «مخابرات الثورة» أسسها المجاهد الكبير عبد الحفيظ بوصوف.