وزير خارجية بريطانيا: على الأسد الرحيل ولا يمكن أن يكون جزءًا من الحل في سوريا

قال فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية بعد محادثات مع نظيريه الفرنسي والألماني في باريس الليلة الماضية، إنّ «الحشد العسكري الروسي يعقد الوضع»، معتبرًا أنّ الحشد العسكري يقوي شوكة الرئيس السوري بشار الأسد ويزيد «مسؤولية موسكو الأخلاقية عن الجرائم التي يرتكبها النظام».
كما تابع هاموند: «يجب على الأسد أن يرحل ولا يمكن أن يكون جزءًا من مستقبل سوريا»، مفيدًا بأنّه «سيكون من الضروري التحدث مع الأسد باعتباره طرفًا في هذه العملية إذا توصلنا إلى اتفاق بشأن سلطة انتقالية وكان الأسد جزءًا منه».
من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان يطالب على الدوام برحيل الأسد عن السلطة في سوريا أمس، أنه يمكن أن يشكل جزءًا من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية.
وردًا على سؤال بشأن الحل الممكن في سوريا قال إردوغان: «من الممكن أن تتم هذه العملية الانتقالية، من دون الأسد، كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية معه». وأضاف أمام الصحافيين: «لكن لا أحد يرى مستقبلاً للأسد في سوريا، ومن غير الممكن لهم (السوريون)، أن يقبلوا بديكتاتور تسبب بمقتل ما يصل إلى 350 ألف شخص».
وهذه التصريحات تشير إلى بعض التغييرات في الموقف التركي بشأن رحيل الأسد عن الحكم. وتأتي بعد تصريحات لعدة دول غربية ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا حلفاء تركيا في حلف الأطلسي التي بدأت تغير موقفها من النظام السوري.
من جهته، اعتبر جون كيري وزير الخارجية الأميركي السبت الماضي، أن الأسد يجب أن يتنحى عن السلطة؛ لكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع الدائر في سوريا. ويأتي تصريح هاموند اليوم مماثلاً.
أمّا أنجيلا ميركل فقد دعت أمس بدورها، إلى إشراك الأسد في الحوار لحل الأزمة السورية.
واليوم أنقرة التي كانت ترفض على الدوام وبشكل قاطع، أي حل سياسي يشمل الرئيس السوري والنظام وكانت وحتى اللحظة الأخيرة تحمّله مسؤولية القتل والدمار في بلاده، تنضم إلى دول غربية خفّفت من نبرتها تجاه مستقبل الأسد.
وتشير هذه التصريحات إلى بعض التغيير في موقف تركيا حيال الرئيس السوري، وتأتي بينما يبدو أن عدة دول غربية، بينها ألمانيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، حلفاء تركيا، في حلف الأطلسي، بدأت تغير مواقفها من النظام السوري، حيث قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، إن الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تستهدف إنهاء النزاع في سوريا، فيما رفض الرئيس الفرنسي هذا الطرح.
في المقابل، قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إن «مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر بشار الأسد»، مضيفًا: «لا يمكن حصول عملية انتقال ناجحة إلا برحيله».
ونقلت شبكة «بلومبيرغ» عن مصدرين روسيين مطلعين قولهما، إن بوتين، يستعد لتنفيذ ضربات جوية من منفردة ضد تنظيم داعش في سوريا، إذا رفضت الولايات المتحدة اقتراحه بتنسيق جهودهما سويا.
وأفاد أحد المسؤولين إن بوتين شعر بالإحباط من إحجام الولايات المتحدة عن الرد على اقتراحه «مسارًا موازيًا» لعمل عسكري مشترك يرافقه انتقال سياسي بمعزل عن الأسد، المر الذي تطلبه واشنطن، مضيفا أن بوتين مستعد للتحرك بمفرده في سوريا إذا دعت الضرورة.
وعلى صعيد متصل، نفى يوري أوشاكوف كبير المستشارين السياسيين في الكرملين اليوم (الجمعة)، ما تردد عن سعي ملح للرئيس بوتين للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية هي التي اقترحت الاجتماع.
وتتناقض تصريحات أوشاكوف مع تلك التي أطلقها المسؤولون الأميركيون في هذا الشأن.
ويتوقع أن يلتقي بوتين وأوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل وسط توتر كبير يسود أوروبا والشرق الأوسط.
وشدد أوشاكوف على أن سوريا ستكون الموضوع الرئيس في النقاش بين بوتين وأوباما، مشيرًا إلى أن الزعيمين سيتحدثان في مواضيع أخرى «تشمل الأزمة في أوكرانيا».
كما أفاد كبير المستشارين السياسيين في الكرملين اليوم، بأنّ روسيا ترحب باقتراح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإشراك مجموعة كبيرة من الدول في المحادثات الخاصة بسوريا.