استئناف الحوار السياسي.. والاحتجاجات تعود لتونس

دعوات للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية

استئناف الحوار السياسي.. والاحتجاجات تعود لتونس
TT

استئناف الحوار السياسي.. والاحتجاجات تعود لتونس

استئناف الحوار السياسي.. والاحتجاجات تعود لتونس

استأنف رباعي الوساطة في الحوار الوطني بتونس، أمس، الجلسات الهادفة إلى استكمال المسارات الثلاثة (الحكومي والتأسيسي والانتخابي) في ظل تساؤل عميق عن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لحكومة مهدي جمعة بعد عودة الاحتجاجات الاجتماعية والإضرابات (إضراب القضاة في أربع ولايات تونسية وإضراب موظفي التلفزيون التونسي).
وتضم جلسات الحوار 21 حزبا سياسيا شاركوا في مختلف جوانب الحوار بالإضافة إلى الرباعي المكون من اتحاد الشغل (نقابة العمال) واتحاد أصحاب الأعمال ورابطة حقوق الإنسان ونقابة المحامين. وناقش الأفرقاء السياسيون المسار التأسيسي وخاصة ما يتعلق بالقانون الانتخابي وكذلك المسار الحكومي. ويسود خلاف حاد بين الأحزاب المشاركة في الحوار حول مقترح الجمع بين الانتخابات المقبلة بشقيها الرئاسي والبرلماني، ودعا أكثر من حزب سياسي خاصة من الأحزاب التي كانت في صفوف المعارضة إلى الفصل بين الموعدين الانتخابيين وأن تكون البداية بالانتخابات الرئاسية وأن تكون المدة الفاصلة عن الانتخابات البرلمانية في حدود شهرين.
وترفض الأحزاب ذات التمثيل الأكثر في المجلس التأسيسي (البرلمان) الجمع بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وبشأن إمكانية الجمع أو الفصل بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتأثير ذلك على مصداقية العملية الانتخابية، قال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الجمع بين الموعدين ممكنة وكانت ناجحة في عدة بلدان من بينها البرازيل إلا أنها تتطلب إمكانات أكثر ووقتا أطول لتهيئة الظروف الملائمة لإجرائها. وأضاف أن الهيئة لا يمكنها الحسم في هذا الموضوع، وأن أمره موكول إلى الأحزاب السياسية.
في غضون ذلك، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن اختيار التونسي نبيل السالمي مديرا تنفيذيا للهيئة، وذلك بعد دراسة 27 ملفا استوفت كلها الشروط المطلوبة. والسالمي متخرج في المدرسة القومية للإدارة في تونس وتولى عدة مناصب داخل الإدارة التونسية.
على صعيد آخر، أعلن عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أحد الأطراف الراعية للحوار، عن تشكيل لجنة تضم ممثلي الرباعي وستة أحزاب سياسية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها ستكون مكلفة مهمة دعم ومساندة حكومة جمعة والمساعدة على تذليل الصعوبات التي تقف في طريقها، على حد تعبيره.
وشهد يوم أمس خلافا حادا بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر المنظمات العمالية) بسبب إشارة حكومة جمعة في منشور لها، إلى فرضية مراجعة بعض الاتفاقات المبرمة بين الحكومة والمنظمات النقابية. وعد اتحاد الشغل أن الحكومة تراجعت عن موقف سابق يقضي بإعتباره المحاور الوحيد في مجال التفاوض الاجتماعي.
وبشأن الوضع الاجتماعي وعودة المطالبة بالتنمية والتشغيل، شهدت مدينة المتلوي الواقعة في ولاية قفصة جنوب غربي تونس اشتباكات ومواجهات مع قوات الأمن طوال الليلة قبل الماضية، وتجددت أمس، وذلك على أثر الإعلان عن النتائج الأولية لإختبار توظيف الموظفين في شركة البيئة والغراسة.
وأغلق المحتجون الطريق الرابطة بين المتلوي وأم العرائس والسكة الحديدية على مستوى مغسلة الفوسفات بواسطة السيارات والآلات الجارفة والشاحنات، ونصب المحتجون خيمة فوق السكة الحديدية المخصصة لنقل مادة الفوسفات من منجم «كاف الدور» (أكبر مناجم الفوسفات) في اتجاه محطة الأرتال. كما أغلقت المدارس الإعدادية والثانوية وبعض المؤسسات الإدارية أبوابها إضافة إلى الإدارة العامة لشركة {فوسفات قفصة}. وشهدت مدينة المتلوي تعزيزات أمنية كبيرة.
وكانت منطقة الحوض المنجمي التي تضم مدن المتلوي والرديف وأم العرائس قد شهدت أحداثا دامية سنة 2008 على خلفية اتهامات بالتلاعب في اختبار الموظفين في شركة {فوسفات قفصة}.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.