رئيس الكونغو يدعو لإجراء استفتاء على تعديل الدستور ليدخل غمار الانتخابات

المعارضة تتهمه بخلق أزمة خطيرة في البلاد

رئيس الكونغو يدعو لإجراء استفتاء على تعديل الدستور ليدخل غمار الانتخابات
TT

رئيس الكونغو يدعو لإجراء استفتاء على تعديل الدستور ليدخل غمار الانتخابات

رئيس الكونغو يدعو لإجراء استفتاء على تعديل الدستور ليدخل غمار الانتخابات

أعلن رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو، البالغ من العمر 71 عاما، أمس إجراء استفتاء على تعديل دستوري من شأنه السماح له بخوض الانتخابات لولاية ثالثة العام المقبل، على اعتبار أن الدستور الحالي يمنعه من الترشح للرئاسة مرة أخرى في البلد المنتج للنفط، الذي حكمه طيلة 31 عاما في فترتين منفصلتين.
وكان نجيسو قد دعا في يوليو (تموز) الماضي إلى منتدى وطني لمناقشة إجراء بعض الإصلاحات، بينها رفع الحد الأقصى لسن الترشح للرئاسة، وإلغاء قيد الفترتين في المنصب ليعزز توقعات بأنه سيسعى لتمديد حكمه عبر صناديق الاقتراع العام المقبل.
وقال ساسو نجيسو في خطاب أول من أمس: «قررت إعطاء صوتا للشعب بشكل مباشر من أجل اتخاذ قرار بشأن صياغة مشروع قانون المبادئ الأساسية للجمهورية»، على الرغم من أنه أقال في أغسطس (آب) الماضي وزيرين جهرا بمعارضة التعديلات الدستورية المزمعة.
ورغم أن نجيسو لم يحدد موعدا محددا لذلك، إلا أنه قال إن تشكيل لجنة مكلفة وضع «مشروع دستور» والدعوة إلى «التصويت في الاستفتاء» سيكون في مستقبل «قريب».
ولكن هذه الخطوة لاقت احتجاجات المعارضة التي تتهمه بفتح «أزمة خطيرة» في البلاد، إذ قال كليمان مييراسا، الذي يقود حزبا معارضا ينتمي إلى الجبهة الجمهورية لاحترام النظام الدستوري والتناوب الديمقراطي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه «الخطوة تغرق البلاد في الفوضى وفي أزمة خطيرة».



أفريقيا ترد على ماكرون: لولانا «لكانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية»

ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

أفريقيا ترد على ماكرون: لولانا «لكانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية»

ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)

ندّدت تشاد والسنغال بشدّة بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين واتّهم فيها دول الساحل بأنها «لم تشكر» بلاده على الدعم الذي قدّمته للقارة في مكافحة التمرد الإرهابي.

وقال ماكرون الإثنين إنّ بلاده كانت «محقّة» في تدخّلها عسكريا في منطقة الساحل «ضدّ الإرهاب منذ عام 2013»، لكنّ القادة الأفارقة «نسوا أن يقولوا شكرا» لفرنسا على هذا الدعم. وأضاف أنّه لولا هذا التدخّل العسكري الفرنسي «لما كان لأيّ من» هؤلاء القادة الأفارقة أن يحكم اليوم دولة ذات سيادة. وأدلى ماكرون بكلامه هذا خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم. وأضاف الرئيس الفرنسي بنبرة ملؤها السخرية «لا يهمّ، سيأتي هذا (الشكر) مع الوقت».

وأثارت هذه التصريحات استنكارا شديدا في كلّ من نجامينا ودكار. وفي بيان أصدره وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله أعربت نجامينا عن «قلقها العميق عقب تصريحات (...) ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة». وفي بيانه الذي تلاه التلفزيون الرسمي أكّد الوزير التشادي أنّه «ليست لديه أيّ مشكلة مع فرنسا»، لكن بالمقابل «يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي».

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بالقوة الاستعمارية السابقة. وشدّد الوزير التشادي على أنّ «الشعب التشادي يتطلّع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة».

بدوره، ندّد بتصريح ماكرون رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، مؤكّدا في بيان أنّه لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي «لربّما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية».

وفي كلمته أمام السفراء الفرنسيين في العالم قال ماكرون إنّ قرار سحب القوات الفرنسية من أفريقيا اتّخذته باريس بالتشاور والتنسيق مع هذه الدول. وقال الرئيس الفرنسي «لقد اقترحنا على رؤساء دول أفريقية إعادة تنظيم وجودنا، وبما أنّنا مهذّبون للغاية، فقد تركنا لهم أسبقية الإعلان» عن هذه الانسحابات. واضطرت فرنسا رغما عنها لسحب قواتها من دول أفريقية عديدة في السنوات الأخيرة.

وبالنسبة لسونكو الذي أعلنت بلاده في الأسابيع الأخيرة إنهاء أيّ وجود عسكري فرنسي على أراضيها خلال العام الجاري فإنّ ما أدلى به ماكرون «خاطئ بالكامل» إذ «لم يتمّ إجراء أيّ نقاش أو مفاوضات حتى الآن، والقرار الذي اتّخذته السنغال نابع من إرادتها الوحيدة، كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة».

كما هاجم رئيس الوزراء السنغالي الرئيس الفرنسي بسبب تهمة «الجحود» التي وجّهها سيّد الإليزيه لقادة هذه الدول الأفريقية. وقال سونكو إنّ «فرنسا لا تمتلك لا القدرة ولا الشرعية لضمان أمن أفريقيا وسيادتها. بل على العكس من ذلك، فقد ساهمت في كثير من الأحيان في زعزعة استقرار بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة لوحظت على استقرار وأمن منطقة الساحل».

بدوره، شدّد وزير الخارجية التشادي على «الدور الحاسم» لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين وهو دور «لم تعترف به فرنسا أبدا»، فضلا عن «التضحيات التي قدّمها الجنود الأفارقة». وأضاف كلام الله «خلال 60 عاما من الوجود الفرنسي (...) كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، من دون أيّ تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي».