ميثاق شرف يجمع علماء الدين في اليمن لمواجهة الحوثيين

مستشار وزير الشؤون الإسلامية: نعمل مع علماء صنعاء لتوحيد الصفوف

ميثاق شرف يجمع علماء الدين في اليمن لمواجهة الحوثيين
TT

ميثاق شرف يجمع علماء الدين في اليمن لمواجهة الحوثيين

ميثاق شرف يجمع علماء الدين في اليمن لمواجهة الحوثيين

يدخل علماء الدين في اليمن مرحلة جديدة خلال الفترة القادمة من خلال التوقيع على ميثاق شرف بين العلماء، والذي يهدف للتغلب على الخلافات وتوحيد الصف لمواجهة حزب «أنصار الله» أو ما يعرف بجماعة الحوثيين، وآلية التعامل مع هذا التوجه الذي فرق وأوجد الانقسام على الساحة اليمنية.
ويعد هذا الميثاق، الذي من المتوقع أن تلتزم به كل المدارس الدينية، ملزمًا على كل العلماء للحفاظ على وحدة اليمن، من المخاطر التي تحدق به سياسيًا وعسكريًا ودينيًا، على أن تخدم بنود هذا الميثاق عموم اليمين وتوحد آراءهم في مواجهة الحوثيين.
وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور إبراهيم الزيد مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي والمشرف على حملة الحجاج اليمنية، إن البرنامج جمع نخبة من العلماء اليمنيين في العاصمة السعودية «الرياض» خلال الستة أشهر الماضية، إضافة إلى نخبة من علماء السعودية، برعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ونتجت عنه كثير من المخرجات، أهمها ميثاق شرف بين علماء اليمن أنفسهم ويهدف إلى التغلب على الخلافات وتوحيد الصف لمواجهة الخطر الكبير الجاثم على اليمن، والذي من المتوقع أن يعلن كامل تفاصيله خلال الأيام المقبلة.
وأضاف الدكتور الزيد، أن من أبرز التوصيات التي نجمت عن سلسلة اللقاءات بين علماء اليمن والسعودية توحيد الجهود لمكافحة الخطر الحوثي وفلول المخلوع علي عبد الله صالح كون بقائهما يعد خطرًا مدمرًا للمنطقة بأكملها وكذلك توعية الشعب اليمني الطيب المسالم، الذي بفطرته محب للدين ومحب للعلم والعلماء بالأخطار المحدقة بهم.
واستطرد الدكتور إبراهيم الزيد المشرف على حملة الحج اليمنية: «إن الحملة تأتي ضمن فعاليات وأنشطة برامج التواصل مع علماء اليمن، وقد تم تأسيس هذا البرنامج بأمر سامٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل 6 أشهر، وذلك قبل انطلاق الأعمال العسكرية في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وذلك بهدف إيجاد رؤية علمية وفكرية بين العلماء».
وأضاف قائلاً: «يمثل التواصل مع علماء اليمن أحسن الوسائل لمعالجة المشكلة الواقعة في اليمن الشقيقة، حيث نعتقد أن علماء اليمن معنا قلبًا وقالبًا في رفض هذا الكائن الغريب الذي استوطن اليمن واختطفها وما حصل من انحراف كبير من استيلاء على السلطة من قبل ميليشيات حوثية مرتبطة بقوى إقليمية ودولية بعيده عن صفاء الإسلام والعروبة ونقائها، وبعيدًا عن الجزيرة العربية، هذا الأمر يرفضه الطبع العربي الأصيل والأخلاق الإسلامية الكريمة والعلم والفكر الأصيل في اليمن».
وأردف: «علماء اليمن خير سلاح لردع ورفض هذا الانحراف ذلك لكونهم أعرف الناس باليمن وبحجم الخطر الذي يحدق ببلادهم وهم القادرون بإذن الله مع بقية القوى الأخرى على تطهير اليمن من هذا الشر». مشيرًا إلى أن البرنامج يأتي لتقوية الصلة بين علماء السعودية واليمن وإتاحة الفرصة أمام العلماء والدعاة في اليمن للنهوض بمسؤوليتهم تجاه الخطر المحدق ليس باليمن على الجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية، منوهًا أن التمدد والتوغل الصفوي يضر بالإقليم والمنطقة كاملة».
وقال: «وضع علماء السعودية أيديهم مع علماء اليمن للتعاون والتكاتف لطرد هذا الشر عن أرض اليمن الشقيقة، وما ميز هذا البرنامج تلاقي اليمنيين تحت مظلة واحدة، وتحدث عدد من المشايخ اليمنيين بأنهم استفادوا من هذا البرنامج رغم أنهم في محنة كبيرة إلا أنه استطاع أن يقرب اليمنيين إلى بعضهم، رغم اختلافهم الإقليمي والجغرافي، بتنوع المدارس الفقهية التي جمعها البرنامج».
وشدد الزيد أن توجيهات المسؤولين المستمرة دومًا هي التعامل مع اليمنيين كأخوة وعلى قدم المساواة مع المدارس الفقهية شافعية أو زيدية والتي كانت من مشكلات اليمن أن الحوثي استطاع أن يدخل من خلال هذه الخلافات واستثمارها لصالحه كإثارة النعرات القبلية والمذهبية إلا أن برنامج التواصل مع علماء اليمن كان يقظًا لهذه الخلافات وتعامل مع جميع مكونات المجتمع اليمني وهو أحد أسرار نجاحه.
وتمثل استضافة علماء اليمن خلال موسم الحج امتدادًا لبرامج التواصل مع علماء العالم بأسره، حيث كانت البداية بعلماء اليمن لما يمثله هذا البلد من أهمية وجوار وكونه يمر بأزمة حقيقية ومحتاج للعلماء.
وكان الدكتور صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية، أكد في وقت سابق أن السعودية تبذل جهودًا كبيرة للم شمل الدعاة لتعزيز وحدتهم فيما بينهم على اختلاف آرائهم وأفكارهم كونه يجب عليهم أن يتفقوا لمواجهة الاستعمار الحديث الذي يتطلب مواجهة متحدة لا يمكن أن يكون إلا بالتفاف القلوب، مرجعًا تنظيم السعودية للبرامج الدعوية في الداخل والخارج على هذا الأساس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.