السعودية تعلن احتجاز الحوثيين اثنين من جنودها وعسيري يحمل الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما

أنباء عن مقتل القيادي الإصلاحي محمد قحطان في معتقله

السعودية تعلن احتجاز الحوثيين اثنين من جنودها وعسيري يحمل الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما
TT

السعودية تعلن احتجاز الحوثيين اثنين من جنودها وعسيري يحمل الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما

السعودية تعلن احتجاز الحوثيين اثنين من جنودها وعسيري يحمل الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما

أفاد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري باعتقال ميليشيات الحوثي والمخلوع لجنديين سعوديين بعد أن ضلا طريقهما داخل الأراضي اليمنية حيث تقود الرياض تحالفا عربيا ضد المتمردين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واتهم العميد العسيري الحوثيين بانتهاك معاهدات جنيف عبر نشر صور للجنديين المحتجزين في الإعلام ومحملا الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما.وقال «سنفعل كل ما بوسعنا لإيجادهما وإعادتهما إلى السعودية في أسرع وقت».
وقبل عام سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم أو تواطؤ قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل مواليا لعلي عبد الله صالح. وأتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسعية انطلق فيها الحوثيون الذي ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء.
وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب ووصلوا إلى عدن التي كان الرئيس الشرعي للبلاد المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل إليها من صنعاء.
ومع وصول المتمردين إلى عدن، أطلق تحالف يضم 10 دول تقريبا بقيادة السعودية، في 26 مارس (آذار) عملية عسكرية ضد الحوثيين ودعما لشرعية هادي الذي انتقل إلى الرياض وعاد منها أمس إلى عدن.
على صعيد آخر، قال القيادي السابق في حركة «أنصار الله» الحوثية، علي البخيتي، إن «معلومات أكيدة وصلت إليه من داخل الحركة، بمقتل القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، السياسي البارز محمد قحطان، في غارة جوية، بعد وضعه في مكان مستهدف بالقصف كدرع بشري»، غير أن أسرة قحطان رفضت التعامل مع هذا الخبر.
وقالت الأسرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «محمد قحطان مختف قسريا بعد أن اعتقلته جماعة الحوثي من منزله بصنعاء منذ 160 يوما، ولن نتعامل أو نتعاطى إلا مع معلومات رسمية من قبل الجماعة التي نحملها مسؤولية سلامته ومسؤولية الكشف عن مصيره ونشعر بالقلق البالغ على سلامته ونحتفظ بحقنا القانوني في مساءلة قيادة الجماعة عن جريمة الاختفاء القسري».
ومحمد قحطان البالغ من العمر (60 عاما)، من مواليد منطقة الأصروم في مديرية العدين بمحافظة إب، في وسط اليمن، ويحمل شهادة الليسانس في القانون من جامعة صنعاء، وهو عضو في الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح (المكتب السياسي) وأحد مؤسسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك في اليمن، وهو أب لأربعة أبناء وخمس بنات.
وقد اختطفت الميليشيات الحوثية القيادي قحطان من منزله في 5 أبريل (نيسان) الماضي، إلى جهة مجهولة، وتقول أسرته إنها «لا تعلم عنه شيئا، حتى هذه اللحظة، ولم تتمكن من الاتصال به أو زيارته، كما أنها تحمل الحوثيين كل المسؤولية عن سلامته».
ويحتجز الحوثيون المئات من نشطاء الأحزاب السياسية ونشطاء منظمات المجتمع المدني في سجون سرية، منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء، قبل عام، ويمنع الحوثيون أهالي المعتقلين والمنظمات الحقوقية والإنسانية من زيارتهم، وقد قام الحوثيون، الأشهر الماضية، بوضع عدد من المعتقلين في مواقع معرضة للقصف، وقد توفي عدد من المعتقلين، بينهم صحافيان، جراء قصف مواقع وضع فيها معتقلون كدروع بشرية.
وفي التطورات الميدانية، واصلت القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها في المواجهات الدائرة بمحافظة مأرب، على حساب الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا التقدم، تزامن مع قصف كثيف لطائرات التحالف على مواقع المتمردين، إلى ذلك، شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الحوثية والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح»، وقال شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن «سلسلة غارات استهدفت، مجددا، قاعدة الديلمي الجوية بشمال العاصمة، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت فندقا في منطقة سعوان شمال صنعاء، تتخذ منها الميليشيات الحوثية، مقرا لعدد من القيادات، وحسب مصادر موثوقة، فقد قتل في القصف نحو 15 مسلحا حوثيا، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بالمباني ومعارض السيارات والمحال التجارية المجاورة للفندق».



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.