انزعاج أميركي من استخدام روسيا الأجواء العراقية والإيرانية لتسليح سوريا

مصادر عراقية: فصائل موالية لإيران تلعب بالنار تجاه قوات أميركية

جانب من مظاهرة احتجاجية ضد الفساد بالقرب من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ب)
جانب من مظاهرة احتجاجية ضد الفساد بالقرب من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ب)
TT

انزعاج أميركي من استخدام روسيا الأجواء العراقية والإيرانية لتسليح سوريا

جانب من مظاهرة احتجاجية ضد الفساد بالقرب من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ب)
جانب من مظاهرة احتجاجية ضد الفساد بالقرب من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ب)

كشف مصدر عراقي مطلع عن انزعاج الولايات المتحدة من قيام روسيا بإرسال أسلحة إلى سوريا عبر إيران والعراق بطائرات روسية تعبر الأجواء العراقية دون تفتيش.
وقال المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إن «السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز كان أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي يعبر فيها عن انزعاج الإدارة الأميركية من مرور طائرات الشحن الروسية المتوجهة إلى سوريا والتي تحمل أسلحة إلى نظام الرئيس بشار الأشد طالبًا منع مرور هذه الطائرات». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته أن «الطائرات سمح لها بالنزول في مطار بغداد على أن يتم إنزال صناديقها ومن ثم يتم نقلها ثانية عبر طائرات عراقية إلى سوريا» مشيرًا إلى أن «ضابطًا عراقيًا أمر بتفتيش إحدى الطائرات غير أنه وبعد جدل جاءت الأوامر من العبادي شخصيا بعدم تفتيشها وهو ما أزعج الأميركيين حيال هذا الأمر».
وفي موازاة ذلك، فإنه في الوقت الذي بدا للمراقبين السياسيين أن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة بعد توقيع الاتفاق النووي قد بدأت تشهد تراجعًا في التوتر على صعيد موقف كلا الطرفين من الأوضاع في كل من العراق وسوريا فإن الدخول الأميركي المكثف في الآونة الأخيرة في محافظة الأنبار وإصرارها على عدم منح قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل عسكرية موالية لإيران وتدين بولاية الفقيه (عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله) فرصة للمشاركة الواسعة في معركة تحرير الأنبار فإنه وعلى أثر هذه التطورات ومنها طلب واشنطن منع مرور طائرات الشحن الروسية إلى سوريا عبر العراق فإنه وطبقًا لما كشفه المصدر العراقي المطلع فإن صواريخ الكاتيوشا التي سقطت أول من أمس على عدد من أحياء العاصمة العراقية الغربية منها تحديدًا كانت تستهدف القوات الأميركية الموجودة في معسكر النصر القريب من مطار بغداد». وأوضح المصدر أن «الجهات المسؤولة تمكنت من مسك سيارات تعود لبعض الفصائل المسلحة لكنه جرى تغيير المكان الذي تم فيه مسك السيارات بما يعطي الانطباع بأن الفاعل قد يكون تنظيم داعش هو الذي قام بذلك». ويرى المصدر المطلع أن «إطلاق مثل هذه الصواريخ التي وقعت في عدة أحياء غالبيتها شيعية وذهب ضحيتها عدد من المواطنين العراقيين بين قتيل وجريح إنما هي رسائل إيرانية بالنيابة سواء لجهة إصرار واشنطن على المضي بتسليح العشائر السنية في الأنبار وقطعها شوطا كبيرا في هذا الاتجاه والذي تزامن مع تعزيز وجودها العسكري على الأرض هناك أو لجهة وقوفها بالضد من تساهل العراق على عهد العبادي بقيام موسكو إرسال أسلحة إلى سوريا مثلما كان عليه الأمر على عهد المالكي بقيام إيران بإرسال أسلحة إلى سوريا عبر العراق من أجل إسعاف نظام الرئيس بشار الأسد» عادًا أن «إيران تريد الإيحاء لواشنطن أن العراق وسوريا لا يزالان منطقتي نفوذ لها حتى مع توقيع الاتفاق النووي».
وحول ما إذا كان هناك شرط أميركي لإخراج «الحشد الشعبي» قبل استئناف معركة الأنبار قال المصدر المطلع، إنه «من الواضح أن الأميركيين هذه المرة ليسوا بصدد إعطاء دور مهم للحشد الشعبي في معركة تحرير الأنبار لأن تجربة تكريت لا تزال ماثلة في أذهانهم حيث إنهم رغم الدور الذي قاموا به فإن (الحشد الشعبي) وقياداته شنوا حملة على الأميركيين ليس بوصفهم لم يشاركوا في معركة تحرير تكريت بل إنهم يساعدون (داعش) بينما يقول الأميركيون إنه ما كان يمكن حسم معركة تكريت التي توقفت لأكثر من شهر لولا الطائرات الأميركية ولذلك فإن الأميركيين مصرون هذه المرة على عدم مشاركة (الحشد الشعبي) وإنهم على ما تفصح مصادرهم لديهم تفاهمات بهذا الصدد مع العبادي نفسه».
إلى ذلك، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهالي الأنبار وحكومتها المحلية طالما طالبوا من الحكومة العراقية أن تقوم بمسؤوليتها كاملة حيال تحرير الأنبار من تنظيم داعش وذلك من خلال تعزيز دور العشائر عبر عمليات التسليح والتدريب، لكن هذا لم يحصل إلا بشكل بسيط في وقت يجري فيه تدريب وتسليح (الحشد الشعبي)». وأضاف الكربولي أن «أهالي الأنبار رحبوا بالحشد الشعبي لأنهم يريدون في النهاية تحرير محافظتهم من منطلق أن استقرار الأنبار هو استقرار لكل العراق، ولكن ما نواجهه هو أنه لم يتم تدريب العشائر وتسليحها كما لا تزال المماطلات قائمة بشأن عدم تشريع قانون الحرس الوطني الأمر الذي جعل العشائر والحكومة المحلية تتجه إلى الأميركان لغرض التسليح والتجهيز والتدريب».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».