إسرائيل تشن غارات على غزة بعد محاولة استهداف عسقلان

تل أبيب حملت حماس المسؤولية.. والسلفيون يؤكدون مواصلة إطلاق الصواريخ

إسرائيل تشن غارات على غزة بعد محاولة استهداف عسقلان
TT

إسرائيل تشن غارات على غزة بعد محاولة استهداف عسقلان

إسرائيل تشن غارات على غزة بعد محاولة استهداف عسقلان

شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على قطاع غزة، ردًا على إطلاق صواريخ من غزة، وذلك بعد أسابيع طويلة من الهدوء، وهو ما ينذر بعودة التصعيد إلى المنطقة، خصوصا في ظل التوتر الحاصل في المسجد الأقصى بالقدس، بعد الاقتحامات الإسرائيلية العنيفة المتكررة له.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية معسكرات تدريب تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأراضي أخرى في بيت حانون وحي الزيتون، لكن دون تسجيل إصابات.
وكان عدد من الفلسطينيين قد أطلقوا من غزة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة ما لا يقل عن صاروخين على إسرائيل، فسقط أحدهما فوق حافلة في «سديروت» دون أن يؤدي ذلك لإصابة أحد، فيما أسقط نظام القبة الحديدية الإسرائيلي صاروخا ثانيا كان يستهدف عسقلان.
ودوت صفارات الإنذار قبل منتصف الليل بنصف ساعة تقريبا، محذرة من انطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه عسقلان، وقالت مصادر إسرائيلية إن القبة الصاروخية التي تم نصبها بجوار أسدود قبل يوم واحد فقط، تحسبا من قيام «الجهاد الإسلامي» بإنهاء التهدئة، على خلفية إعادة اعتقال المعتقل الإداري محمد علان، اعترضت الصاروخ وأسقطته.
وهذه أول مرة يستهدف فيها فلسطينيون عسقلان منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، العام الماضي. ويأتي هذا الهجوم فيما وقعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في مدينة القدس، وفي مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بسبب التوتر الذي يخيم على المسجد الأقصى.
وأعلنت أمس الجماعة السلفية، المعروفة باسم «سرية الشيخ عمر حديد»، مسؤوليتها عن الصواريخ على عسقلان، وتنتمي هذه الجماعة إلى التيار السلفي المتشدد في غزة، وقد تبنت أكثر من مرة إطلاق صواريخ على إسرائيل، على الرغم من معارضة حماس، ولذلك ظلت حماس تلاحق أفراد هذه المجموعة لعدة شهور بسبب إطلاق الصواريخ، وذلك بعد تبادل رسائل مع إسرائيل أكدت فيها أن الحركة لا تقف خلف إطلاق الصواريخ المتقطع، وتريد الحفاظ على التهدئة.
وبهذا الخصوص، قال أبو العيناء الأنصاري، المسؤول في التيار «السلفي الجهادي» في غزة، أمس، إن إطلاق الصواريخ سيتواصل طالما بقي الأقصى معرضا للخطر، وذلك في تحدٍّ جديد لسلطة حماس، مضيفا قوله: «إنهم يعملون على إحراج الفصائل من أجل جرّها إلى المعركة».
وكانت حماس والجهاد الإسلامي قد هددتا بإنهاء التهدئة مع إسرائيل إذا تواصل المس بالأقصى. ولم تعقب حماس على تهديدات السلفيين بمواصلة إطلاق الصواريخ. لكن مراقبين توقعوا أن تعمد الحركة إلى توسيع الاعتقالات بحق السلفيين.
وأصبحت علاقة حماس بالسلفيين متوترة منذ قتل الحركة الإسلامية لمسؤول ومنظر الجماعة السلفية أبو النور المقدسي، وآخرين في 2009، بعد إعلانهم مباشرة إقامة ولاية إسلامية في غزة. وقد ساءت العلاقة بين حماس والسلفيين على نحو خاص في أبريل (نيسان) الماضي، بعدما دخلت قوات تنظيم داعش إلى مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا، فدعمها السلفيون وعارضتها حماس بشدة.
وعلى الرغم من مواجهة حماس للسلفيين، فقد أكد ناطق عسكري إسرائيلي أن حماس هي صاحبة السيادة في قطاع غزة، وبالتالي فإنها تتحمل المسؤولية عن أي صواريخ تطلق من القطاع، وأضاف أن «إسرائيل لن تتسامح مع إطلاق النار باتجاه أراضيها، وستواصل العمل بحزم ضد أي محاولة لخرق الهدوء في جنوب البلاد».
وفي غضون ذلك، استنكرت حكومة الوفاق الوطني سياسة التصعيد الإسرائيلي التي تنتهجها سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد أبناء الشعب في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
ودعت الحكومة المجتمع الدولي ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة إلى التدخل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية، التي كان آخرها سلسلة الاقتحامات والانتهاكات للمسجد الأقصى المبارك، وشن غارات على عدة مواقع في قطاع غزة المحاصر.
واعتبر الناطق باسم حكومة الوفاق إيهاب بسيسو أن هذه السياسة التصعيدية تأتي في إطار مساعي حكومة الاحتلال الهادفة إلى تقويض الجهود السياسية الفلسطينية والدولية، وتدمير مساعي حل الدولتين، وقتل أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مشددا على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المحتلة، وإقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.