مسؤول عراقي سابق: إيران دعمت {داعش} بصورة مباشرة وغير مباشرة

كشف عن معلومات قدمها بهذا الشأن خلال خدمته في حكومة المالكي الثانية

مسؤول عراقي سابق: إيران دعمت {داعش} بصورة مباشرة وغير مباشرة
TT

مسؤول عراقي سابق: إيران دعمت {داعش} بصورة مباشرة وغير مباشرة

مسؤول عراقي سابق: إيران دعمت {داعش} بصورة مباشرة وغير مباشرة

تتداول الأوساط السياسية والأمنية، بما فيها الشيعية المعتدلة غير المرتبطة بإيران، معلومات عن دعم طهران لتنظيم داعش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة «من أجل إدامة الوضع القلق في العراق وإضعاف قدراته، وليتاح لها (إيران) المزيد من التغلغل في الشأن الداخلي العراقي»، حسبما أكد مسؤول أمني عراقي كان قد شغل منصبا بارزا ورفيعا في الحكومة السابقة.
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد توافرت لدينا في عهد حكومة نوري المالكي الثانية معلومات مؤكدة عن قيام إيران بتقديم دعم مباشر وغير مباشر لتنظيم داعش، وقدمنا هذه المعلومات للقائد العام للقوات المسلحة (المالكي) وهمش عليها (للحفظ ويمنع تداول هذه المعلومات)، لكننا كجهة أمنية (سابقا) واصلنا كتابة هذه التقارير وإرسالها إلى مكتب القائد العام». وأشار المسؤول السابق إلى أنه «من ضمن هذه المعلومات رصدنا اجتماعات بين ضباط كبار من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني وقيادات من تنظيم داعش تمت في سوريا وعلى الحدود العراقية - السورية»، مضيفا أنه ليس متأكدا مما إذا سليماني نفسه قد اجتمع مع قيادات من تنظيم داعش.
وحسب المسؤول السابق فإن «طهران كانت قد دعمت تنظيم القاعدة ودعمت القيادي في التنظيم أبو مصعب الزرقاوي سابقا، ثم دعمت في ما بعد تنظيم داعش»، لافتا إلى أن «تنظيم داعش لم يقم بأي عمل إرهابي في إيران أو حتى على مقربة منها ولا ضد مصالحها في العراق، بينما انتشر في عموم المنطقة بشكل سريع ولافت».
وحول الدعم المباشر الذي يدعي المسؤول الأمني العراقي السابق (وهو شيعي) أن طهران قدمته لتنظيم داعش، قال: «إيران كانت قد قدمت السلاح مباشرة إلى تنظيم داعش في البداية على الأقل، كما قدمت دعما لوجيستيا واستشارات من قبل ضباط كبار في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وكانت هناك لقاءات منتظمة بينهم وبين قيادات التنظيم المسلح تمت داخل الأراضي السورية وعلى الحدود العراقية - السورية»، مشيرا إلى أنه لا يعلم ما إذا كان هذا التعاون لا يزال قائما أم لا.
من ناحية ثانية، يرى المسؤول السابق أن «ما تقوم به الميليشيات العراقية المسلحة هو خدمة لـ(داعش) الذي يتخذ من العمليات التي تقوم بها هذه الميلشيات ذريعة لعمليات انتقامية في مناطق معينة ببغداد، والعكس صحيح، إذ إن وجود (داعش) أنعش وجود الميليشيات وقوى من حضورها في الشارع العراقي خاصة في بغداد».
وحول مصلحة طهران في دعم تنظيم داعش، قال المسؤول الأمني السابق إن «إدامة القتال بين القوات العراقية والتنظيم المسلح ستبقي العراق ضعيفا للغاية وتبرر التدخل العسكري الذي قامت به فصائل فيلق القدس الإيراني وإشراف سليماني بنفسه على معارك آمرلي وتكريت، كما أن تنظيم داعش هدد استقرار إقليم كردستان وأثر على اقتصاده، وشغل قوات البيشمركة الكردية بمعارك كبيرة أبعدتها عن حراسة ومراقبة الحدود العراقية - الإيرانية في إقليم كردستان العراق». وأضاف قائلا: «معروف أن إيران لا تريد عراقا مستقرا آمنا، بل تريده ممزقا وضعيفا كي توغل بتدخلها في الشأن الأمني والعسكري إضافة للشأن السياسي العراقي».
وعن أهداف إيران من وراء دعم ميليشيات الحشد الشعبي، يرى المسؤول الأمني السابق أن «هدف طهران والقيادات الشيعية القريبة أو المرتبطة بإيران هو السيطرة على المناطق السنية وتغيير الخارطة السكانية لهذه المناطق، مثل تكريت التي تعتبر المعقل المهم للسنة العرب في العراق، إضافة إلى الأنبار ونينوى وكركوك». وأضاف «وهذا ما تحقق لهم على الأرض حتى الآن في تكريت وبعض المناطق المحيطة بها في محافظة صلاح الدين وكذلك في الأنبار عندما تمت السيطرة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي على قضاء النخيب التابع للأنبار وإلحاقه قسريا وبصورة غير قانونية بمحافظة كربلاء بحجة الدفاع عن مدينة كربلاء التي لم يصلها تنظيم داعش، ولم ينفذ أي عملية إرهابية فيها أو على حدودها».



ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
TT

ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)

أثار ظهور لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة في إعلان ترويجي لـ«استاد الأهلي» الجديد، جدلاً وانتقادات في مصر، وسط ردود فعل متباينة تجاه اللاعب، وموقفه القانوني، في ظل إدراج اسمه على قوائم «الإرهاب»، الصادرة بموجب قانون «الكيانات الإرهابية»، منذ سنوات.

وظهرت صورة أبو تريكة، فضلاً عن مشاركته بالتعليق الصوتي في إعلان يستهدف حصول النادي على مساهمات من الجمهور في عملية بناء الاستاد الجديد، مقابل وضع أسمائهم على «طوب البناء»، الذي سيشيَّد به المشروع.

وحظي الظهور الأول للاعب المصري المعتزل، على الشاشات المصرية، بعد غياب سنوات، بتباين في ردود الفعل، ففي وقت عبَّر فيه البعض عن غضبهم من ظهوره كونه مدرجاً على قوائم «الإرهاب»، أبدى آخرون تفاؤلاً على أساس أن الأمر يمكن عدُّه تمهيداً لحذفه من القائمة.

وصدر بحق أبو تريكة قرارات عدة قبل سنوات بالإدراج على قوائم «الإرهاب»، على خلفية «مساهمته في شركة سياحة اتهم أحد أعضائها بتمويل جماعة (الإخوان) المحظورة».

وجاءت أبرز الانتقادات الموجهة لظهور اللاعب من المستشارة مروة بركات، نجلة النائب العام المصري الأسبق هشام بركات، الذي تعرض للاغتيال عام 2015 بسيارة مفخخة. وكتبت مروة بركات في تدوينة عبر حسابها على «فيسبوك»، ترفض فيها ظهوره، وتؤكد عدم قبول ما وصفته بـمحاولة «تبييض الوجه».

موقف المستشارة المصرية دعمها فيه عدد من الإعلاميين من بينهم الإعلامي أحمد موسى الذي عدّ ظهور أبو تريكة بمثابة «عدم احترام لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب».

كما دعمها الإعلامي عمرو أديب في تدوينة عبر «إكس»، مؤكداً «عدم اختلاط الأمور، مهما حاولوا تغيير الحقيقة لسبب أو لآخر».

وبحسب مسؤول في النادي الأهلي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه، فإن الإعلان نُفذ من خلال شركة «القلعة الحمراء» المنبثقة عن شركة «الأهلي للإنشاءات الرياضية»، وبتنسيق مع مجلس الإدارة، مشيراً إلى أن «النادي لا ينوي في الوقت الحالي التعليق على السجالات حول الإعلان».

بينما قال عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب عادل حمودة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس لم يتفق حتى الآن على وضع ما أثير حول الإعلان في جدول أعماله ومناقشته القريبة»، مضيفاً أن «الأهم من وجهة نظره هو مدى التزام الإعلان بالقانون من عدمه»، وهو متروك للجهات القانونية المعنية لتوضحه.

رأي دعمته عضو المجلس، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة منى الحديدي التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «اللاعب شخصية عامة، ولم يصدر بحقه أي حكم قضائي حتى الآن»، مشيرة إلى أن «قناعتها الشخصية بأن حذف الإعلان سيعد بمثابة تقييد، على أساس أن القضاء لم يفصل في الاتهام الموجه له بدعم الإرهاب».

وبحسب المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي لـ«الشرق الأوسط»، فإن ظهور أبو تريكة في الإعلان «لا يعد مخالفة قانونية انطلاقاً من قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهو لم يُحَلْ حتى الآن للمحاكمة، أو يصدر بحقه حكم قضائي نهائي».

وأضاف العوضي أن قانون «الكيانات الإرهابية» لا يتضمن نصاً مباشراً يمنع المدرج بقوائم (الإرهابيين) من العمل الخاص، لكنه يفرض عليهم قيوداً عدة، وفي الوقت نفسه لا يعد الإدراج بمثابة إثبات للانتماء لجماعات إرهابية في ظل وجود العديد من الأشخاص المدرجين والذين لم يتم استدعاؤهم للتحقيق»، مشيراً إلى أن «اللاعب مُدْرج منذ سنوات، وهناك قيود بالفعل مفروضة عليه بموجب الإدراج، لكن في النهاية لم يُحَل للمحاكمة، وبالتالي لا يوجد ما يمنعه من الاشتراك في الإعلان».

وعبَّر عدد من جماهير النادي الأهلي عن تفاؤلاهم بظهور تريكة، على أمل حذفه من قائمة «الإرهاب»، وإمكانية عودته لمصر. وقال الإعلامي أحمد شوبير حارس مرمي الأهلي الأسبق إن الجماهير سعيدة بظهور أبو تريكة لرصيده لديهم لما قدمه للمنتخب والنادي الأهلي.

وشارك لاعب المنتخب المصري السابق إبراهيم سعيد بتدوينة مدافعاً عن أبو تريكة، معتبراً أنه سيظل أسطورة للكرة المصرية والنادي الأهلي.