بوادر صراع في قطاع سيارات الفئة الرابعة الفاخرة وتنافس على طرح نماذج الدفع البديل

معرض فرانكفورت للسيارات 2015

لقطة من معرض فرانكفورت في دورته الحالية،  «بوغاتي شيرون»: أقوى سيارة في المعرض
لقطة من معرض فرانكفورت في دورته الحالية، «بوغاتي شيرون»: أقوى سيارة في المعرض
TT

بوادر صراع في قطاع سيارات الفئة الرابعة الفاخرة وتنافس على طرح نماذج الدفع البديل

لقطة من معرض فرانكفورت في دورته الحالية،  «بوغاتي شيرون»: أقوى سيارة في المعرض
لقطة من معرض فرانكفورت في دورته الحالية، «بوغاتي شيرون»: أقوى سيارة في المعرض

كان معرض فرانكفورت للسيارات هذا العام بمثابة استعراض لعضلات الشركات الألمانية التي استقلت كل منها بمبنى كامل متعدد الطوابق، لكي تعرض فيه أحدث تقنيات التصميم والدفع والقدرة. وأرادت كل شركة أن تسجل نقاطًا منذ أول أيام المعرض، وهو يوم مخصص للإعلام، بتقديم نموذج واحد على الأقل لكل منها تريد به خطف الأنظار والانتباه.
من ناحية أخرى، جرى صراع من نوع آخر بين الفئة الرباعية الرياضية السوبر التي مثلتها سيارة «بنتايغا» من إنتاج «بنتلي» و«إف بيس» من إنتاج «جاغوار». وتعد هاتان السيارتان بشائر صراع مقبل في هذا القطاع الذي تستعد شركات مثل «رولزرويس» و«أستون مارتن» و«مازيراتي» و«فيراري» و«لامبورغيني» دخوله قريبًا.
الازدحام الإعلامي غير العادي في أول أيام المعرض، وزخم المعروضات المتنوعة خصوصا من أنواع السيارات الصغيرة ونماذج الدفع البديل من كهربائي إلى هايبرد، لم يخفِ مخاوف متزايدة في أركان الصناعة من تباطؤ في الاقتصاد الصيني وهبوط في الطلب على السيارات في أكبر سوق عالمية لها. واعتمدت شركات السيارات في السنوات الأخيرة على السوق الصينية في تحقيق نسب نمو لافتة زادت في أغلب الأحيان عليه 10 في المائة.
أما إحصاءات هذا العام حتى شهر أغسطس (آب) الماضي فتأتي مخيبة للآمال لجهة تراجع مبيعات معظم الشركات، خصوصا في القطاع الألماني الفاخر الذي عاند موجات التراجع في أوروبا لسنوات طويلة. وتأمل الشركات أن ينتهي التراجع الصيني قريبًا إلى نمو مستقر بنسب معقولة سوف تقبلها الصناعة بكل ارتياح ابتداء من عام 2016.
وتألقت الشركات الألمانية بما قدمته هذا العام من أفكار جديدة فكان استعراض شركة «مرسيدس بنز» لفئة مكشوفة جديدة للسيرة الفاخرة «إس كلاس»، بينما كشفت «بي إم دبليو» عن الفئة السابعة الجديدة ذات التقنيات المتعددة من التواصل بالإشارة إلى توفير نقطة اتصالات دائمة داخل السيارة لكل الأجهزة الجوالة داخلها. أما شركة «أودي» فقدمت طراز «إي ترون كواترو» الكهربائي الرباعي الرياضي الذي يوفر مدى يصل إلى 300 ميل قبل الحاجة إلى شحن سريع للبطاريات يمكن إنجازه في نصف ساعة.
سيارة «أودي» لن تصل إلى الأسواق قبل عام 2018، وهي سيارة واقعية وليست تجريبية أو افتراضية. ولكنها لا تأتي بمفاجأة كاملة تقلب بها المعايير في الأسواق على اعتبار أن معظم المزايا التي توفرها هذه السيارة متاحة الآن بالفعل في السيارة الأميركية «تيسلا».
وتتميز سيارة «أودي» بأنها من النوع الرباعي بخلاف «تيسلا» السيدان، كما أنها تعد بمدى أطول وبدفع رباعي وقوة إنجاز من الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.6 ثانية.
من ناحيتها، قدمت شركة «بورشه» فئة «911» الجديدة التي تأتي هذه المرة بشاحن توربيني خلافًا للأجيال السابقة. وتريد الشركة تحجيم محركات هذه الفئة مع رفع طاقتها من أجل تحقيق اقتصاد أفضل في استهلاك الوقود والبث الكربوني. وقد لا يرضى عشاق «911» التقليديين بهذه النقلة نحو الدفع التوربيني.
وتنوي شركة «مرسيدس بنز» بناء المزيد من فئات «إس كلاس»، كما قال رئيس الشركة الدكتور دايتر زيتشه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في المعرض حيث أشار إلى أن الشركة تنوي بناء عائلة كاملة من أنواع «إس كلاس»، كان آخرها الفئة المكشوفة التي ظهرت في المعرض.
وفي القطاع الصغير، ظهرت سيارات مبتكرة مثل «ميني كلوب مان» ذات الباب الخلفي المزدوج، وهي مستعارة من نموذج تاريخي اشتهر في ستينات القرن الماضي. كما كشفت شركة «مرسيدس بنز» عن أحدث فئات السيارة الصغيرة «سمارت»، وهي بسقف مكشوف مخصصة لراكبين واسمها «سمارت فور تو كابريو». ومن شركة «فولكس فاغن» ظهرت مجموعة كبيرة من السيارات الشعبية الصغيرة منها «آدم» و«غولف كابرو» و«جي تي أي» بالإضافة إلى أنواع «بولو».

* القطاع السوبر
وجرى الكشف عن الكثير من السيارات السوبر في معرض فرانكفورت، وهي سيارات نادرة لا يراها معظم المهتمين بالصناعة إلا في المعارض، بينما لا يحظى بتجربتها واقتنائها سوى قلة من المحظوظين.
وعلى قمة هذا القطاع كانت السيارة «دون» المكشوفة من «رولزرويس» التي لفتت الأنظار بشدة في المعرض هذا العام. وهي لن تصل إلى الأسواق قبل العام المقبل، ويقال إن إنتاج أول عام لها قد بيع بالكامل.
من جهة أخرى، ظهرت سيارة «لامبورغيني أوراكان سبايدر»، وهي بمحرك مكون من عشر أسطوانات، مع نظام دفع على كل العجلات، وهي تنطلق من نقطة الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 3.4 ثانية وتزيد سرعتها عن 200 ميل في الساعة. وهي تصل إلى الأسواق في العام المقبل، وتحمل تقنيات وقف نصف أسطوانات المحرك عند عدم الحاجة إليها ووقف تشغيل المحرك عند توقف السيارة.
من السيارات السوبر الأخرى كانت «فيراري 488 سبايدر جي تي بي»، وهي تمتلك من القدرة ما يعادل 660 حصان، بفضل محرك من ثماني أسطوانات ينطلق بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 3 ثوانٍ. وهي من النوع المكشوف، وتصل إلى الأسواق بعد ستة أشهر فقط من الكشف عن فئة «جي تي بي» الكوبيه.
أما شركة «بوغاتي»، فقد كشفت عن فئة افتراضية قالت إنها سوف تكون خليفة طراز «فيرون». الطراز الجديد اسمه «شيرون»، وهي من الفئة الهايبر التي تتفوق على الفئات السوبر. وهي ذات مواصفات غير عادية بقدرة تصل إلى 1627 حصانًا و1500 نيوتن/ متر من عزم الدوران بفضل محرك مكون من 16 أسطوانة سعته ثمانية لترات. وهذا يعني ببساطة أن هذه السيارة يمكنها تحقيق الانطلاق من الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون ثانيتين فقط، وإلى سرعة قصوى تصل إلى 270 ميلا في الساعة.

* شركات أخرى
وعلى رغم كل جهود الشركات الألمانية للاستئثار بالاهتمام الإعلامي، فإن الشركات الأخرى تألقت أيضًا بمعروضاتها، حيث توجهت شركة «هيونداي» الكورية نحو المزيد من القوة بالكشف عن قطاع «إن» الرياضي فيها، بالإضافة إلى الكثير من فئاتها الجديدة في المعرض.
وعرضت شركة «الفاروميو» فئة «جوليا»، وهي سيارة صالون مدمجة تنافس بها سيارات مثل الفئة الثالثة من بي «إم دبليو» و«إكس إي» من «جاغوار»، وهي تصل إلى الأسواق في عام 2016. من الأنواع العملية ظهرت سيارات جديدة لفئات «أودي - إيه 4»، و«أوبل أسترا» و«رينو ميغان» و«كيا سول». وعرضت شركة «تويوتا» الجيل الجديد من السيارة الناجحة «برايوس»، وهي الجيل الرابع من السيارة الهايبرد. وهي تنطلق بمحرك سعته 1.8 لتر وتقول الشركة إنها سوف ترسخ معايير جديدة في اقتصادية التشغيل عندما تصل إلى الأسواق في العام المقبل.
وفاجأت «تويوتا» الأسواق بالكشف عن طراز «سي إتش آر»، وهي سيارة افتراضية هايبرد «كروس أوفر». وتؤكد الشركة أنها سوف تبني هذه السيارة لكي تكون جاهزة للعرض في معرض جنيف المقبل.
وفي القطاع الرباعي المدمج تألقت «إكس 1» الجديدة من «بي إم دبليو»، والتصميم الجديد لـ«ستروين كاكتوس»، و«دي إس 4 كروسباك»، و«فورد إيدج» و«إنفينيتي - كيو 30»، و«كيا سبورتاج»، و«مازدا كويرو»، و«نيسان غريبز». كما قدمت شركة «فولكس فاغن» الجيل الجديد من سيارات «تيغوان» الرباعية الرياضية المدمجة.



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.