الجامعة الأردنية.. من الريادة إلى التفوق

نافذة على مؤسسة تعليمية

تحتفل الجامعة الأردنية بتخريج {الفوج الخمسين} هذا العام
تحتفل الجامعة الأردنية بتخريج {الفوج الخمسين} هذا العام
TT

الجامعة الأردنية.. من الريادة إلى التفوق

تحتفل الجامعة الأردنية بتخريج {الفوج الخمسين} هذا العام
تحتفل الجامعة الأردنية بتخريج {الفوج الخمسين} هذا العام

هي الجامعة الأولى في الأردن، وتسمى «الجامعة الأم»، تأسست الجامعة عام 1962 بمرسوم ملكي في منطقة الجبيهة شمال العاصمة عمان. حاليا المنطقة المحيطة بالجامعة واحدة من المناطق الحضرية في عمان وتسمى «لواء الجامعة»، وتحتفل هذا العام بتخرج «الفوج الخمسين» من خريجيها.
والجامعة الأردنية مؤسسة قديمة وحديثة على حد سواء، فرغم أن تاريخ تأسيسها يعود إلى عام 1962، فإنها لم تتخل عن مواكبة التقدم المعرفي، وسعت دائما لطلب الأفضل والأجود من التعليم، واليوم صارت مركزا أكاديميا وبحثيا عريقا، وهي تضع بين أيدي طلاب العلم صفوة النتاج المعرفي، فتقدم لهم 3500 مبحث، تدرس في 18 كلية. وفي تصنيف حديث للجامعات على مستوى المنطقة العربية، احتلت الجامعة الأردنية المرتبة الثامنة من بين أفضل مائة جامعة في العالم العربي.
واتصالا بالتقدم العلمي، أنشئت كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات عام 2000، وتضم الأقسام الآتية: قسم علم الحاسوب، وقسم أنظمة المعلومات الحاسوبية، وقسم تكنولوجيا معلومات الأعمال.
أما كلية العلوم، فتعد من أولى كليات الجامعة، وأنشئت عام 1965. وفي عام 2008، بلغ أعضاء هيئة التدريس 130 عضوا، وناهز الطلبة نحو 3500 طالب. وتضم كلية العلوم عدة أقسام هي: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والعلوم الحياتية، والجيولوجيا، والتحاليل الطبية.
وتم تأسيس قسم الحاسوب عام 1985 في كلية العلوم، حيث كان البرنامج قبل ذلك جزءا من قسم الرياضيات. وفي عام 1995 أطلق القسم برنامجي البكالوريوس والماجستير في علوم الحاسوب (مسار الرسالة والامتحان شامل). وتم إلحاق القسم بكلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات بعد إنشائها في عام 2000.
أما كلية الهندسة والتكنولوجيا، فهي إحدى أكبر كليات الجامعة الأردنية، وتقع على أعلى قمة فيها. تأسست عام 1975، وتضم كلية الهندسة عددا من الأقسام يبلغ عددها ثمانية، وهي: الهندسة المدنية، وهندسة الحاسوب، والهندسة الكهربائية، والهندسة المعمارية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الصناعية، وهندسة الميكاترونكس.
وتضم الجامعة الأردنية كذلك كلية الأعمال، التي تقوم بإعطاء درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتضم الأقسام التالية: المحاسبة، وإدارة الأعمال، ونظم المعلومات الإدارية، والتسويق، والتمويل، واقتصاد الأعمال، والإدارة العامة.
كما تضم الجامعة كلية طب الأسنان، وكلية الطب البشري، والأخيرة تعد من الكليات القوية في الجامعة وتأسست عام 1972، وتمنح درجة البكالوريوس في تخصص «دكتور في الطب». وتضم كثيرا من الأقسام والمختبرات داخلها، ويربطها جسر خاص بمستشفى الجامعة الأردنية الذي يتدرب فيه طلاب الكلية طوال المرحلة السريرية. ومستشفى الجامعة الأردنية، هو أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة الأردنية عمان، وتم افتتاحه في عام 1973، وهو أول مستشفى جامعي تعليمي في الأردن.
كما تشمل الجامعة الأردنية أيضا كلية الدراسات العليا. وكان أول برنامج ماجستير في الجامعة الأردنية في الإدارة والتوجيه التربوي في العام الجامعي 1968 - 1969، وتمنح الكلية حاليا درجتي الدكتوراه والماجستير، إلى جانب شهادة الاختصاص العالي في الطب وطب الأسنان.
وتتعاون كلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية مع كل من: معهد الإعلام الأردني لمنح درجة الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث، والمركز الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثة لمنح درجتي الدبلوم العالي والماجستير.
ويبلغ عدد الطلاب الإجمالي في الجامعة الأردنية نحو 45 ألف طالب، بينهم نحو 12 في المائة من الطلاب الأجانب تحت ما يسمى «البرنامج الدولي». وتجاوز عدد خريجي الجامعة مائتي ألف، ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس نحو 1200 مدرس نحو ثلثهم ممن يحملون درجة الأستاذية (بروفسور) من خريجي الجامعات الأميركية والأوروبية والآسيوية والعربية، بالإضافة إلى خريجي الجامعة الأردنية نفسها.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.