مصادر كردية: «داعش» يخندق الموصل من جهتها الشمالية الشرقية

مقتل قياديين بارزين بالتنظيم المتطرف في المدينة وغربها

مصادر كردية: «داعش» يخندق الموصل من جهتها الشمالية الشرقية
TT

مصادر كردية: «داعش» يخندق الموصل من جهتها الشمالية الشرقية

مصادر كردية: «داعش» يخندق الموصل من جهتها الشمالية الشرقية

كشفت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» عن أن اثنين من قادة تنظيم داعش البارزين قتلا أمس في مدينة الموصل وغربها، فيما بدأ التنظيم باتخاذ تدابير استعدادًا لعملية تحرير الموصل المرتقبة تتضمن حفر خندق آخر من الجهة الشمالية الشرقية للمدينة.
وأعلن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، أن انفجار عبوة ناسفة في مطار الموصل أمس «أسفر عن مقتل القيادي البارز في التنظيم أبو إياد العفري، الذي كان يشرف على الاغتيالات داخل الموصل»، مضيفًا أنه «قتل في الانفجار أيضًا ستة مسلحين من مرافقي العفري». وتابع: «كما عثر أهالي منطقة المجموعة الثقافية (شمال الموصل) أمس على جثث خمسة نساء مسلحات من كتيبة الخنساء النسوية التابعة للتنظيم كانت على جثثهن آثار إطلاقات نارية، فيما قتل التنظيم الصحافي يحيى الحمد مدير إذاعة الرشيد في الموصل بعد اعتقاله قبل أيام وسلم جثته إلى ذويه».
بدوره، أكد مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، مقتل «والي تنظيم داعش في ولاية الجزيرة والبادية (المناطق الواقعة غرب الموصل)، عمار مصطفى يوسف العفري، و13 مسلحًا من التنظيم في غارة جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت موكبه في المنطقة الرابطة بين قضائي سنجار وتلعفر». وتابع سورجي أن تنظيم داعش أعدم أمس «خمسة مختارين من أهالي ناحية حمام العليل (جنوب الموصل) وسط سوق الناحية رميا بالرصاص، بينما قصفت طائرات التحالف الدولي نقطة تفتيش تابعة للتنظيم في حي القادسية في قضاء تلعفر، وبحسب المعلومات الواردة إلينا قتل في القصف ستة مسلحين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، ودمرت الغارة أربع آليات».
وحسب سورجي نظم «داعش» أمس «استعراضًا عسكريًا موسعًا لأكثر من 250 من مسلحيه الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر في أحياء وادي حجر والمنصور والوحدة وسومر بعد أن أنهوا تدريباتهم في معسكرات تدريب الأطفال التابعة للتنظيم في منطقة الغابات في الموصل»، مضيفًا أن هذه الاستعراضات العسكرية «تأتي بهدف رفع معنويات مسلحي التنظيم وإخافة الأهالي والاستعداد لعملية تحرير الموصل المرتقبة». وكشف سورجي عن أن التنظيم بدأ منذ يومين بحرف خندق في الجهة الشمالية الشرقية من الموصل استعدادًا لمعركة تحريرها، موضحًا أن التنظيم «يعمل على حفر الخندق أثناء الليل فقط خوفًا من استهداف آلياته من قبل طيران التحالف الدولي».
وبالتزامن مع الأحداث الحالية في الموصل والاستعدادات لعملية تحريرها، ترى أحد الفصائل السنية، أن الحكومة الاتحادية غير جادة في عملية تحريرها. وأضاف العقيد مازن السامرائي، الضابط في الجيش العراقي السابق والناطق الرسمي باسم جبهة الخلاص الوطني في العراق: «نحن كقوة سنية في الساحة السياسية نرى أن الحكومة غير جادة في مسألة تحرير الموصل إذ إنها ألغت معسكر الحشد الوطني ونقلت أفراده إلى محافظة ديالي وبغداد، الأمر الذي تسبب في تسرب مقاتلي هذه القوات بالكامل، وحتى هذه اللحظة الحكومة لم توفر الأسلحة والأعتدة اللازمة للتدريب رغم أن أهالي الموصل عازمون على التحرير، والقوى السنية الفاعلة تروم المشاركة في عملية التحرير، بما فيها جبهة الخلاص الوطني التي نحن جزء منها، ولدينا متطوعون من الضباط والمراتب، ولا ينقصنا سوى الدعم الحكومي والدولي».



الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)

بالتزامن مع تحذيرها من تفاقم الأزمة الإنسانية، ووصول أعداد المحتاجين للمساعدات العاجلة إلى أكثر من 19 مليون شخص، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام الحالي لمساعدة أكثر من 10 ملايين محتاج.

ويأتي ذلك في ظل تراجع حاد للعملة اليمنية، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بعد تجاوز سعر الدولار 2160 ريالاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، التي عجزت عن سداد رواتب الموظفين منذ 4 أشهر، بعد أكثر من عامين من تسبب الجماعة الحوثية في توقف تصدير النفط، واشتداد أزمات الخدمات العامة، وانقطاع الكهرباء في عدن حيث العاصمة المؤقتة للبلاد لأكثر من نصف اليوم.

ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمانحين إلى توفير مبلغ 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي، لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأكثر من 19.5 مليون شخص.

وجاءت الدعوة على لسان جوليان هارنيس، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، الذي طالب بتقديم الدعم اللازم لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً وتقديم المساعدات المنقذة للحياة لـ10.5 مليون شخص، مشيراً إلى أن الجهود السابقة خلال العام الماضي، شملت أكثر من 8 ملايين شخص بدعم تجاوز 1.4 مليار دولار.

نصف الأطفال اليمنيين يعانون من سوء تغذية وتعدّ النساء والفتيات من الفئات الأكثر ضعفاً (الأمم المتحدة)

وشدَّد هاريس على أن الاحتياجات خلال العام الحالي تتطلب استجابة أوسع وأكثر شمولية لتحقيق الاستقرار وبناء قدرة المجتمعات على الصمود، منوهاً بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية، والظروف المناخية القاسية، والتطورات العسكرية الإقليمية أسهمت في مضاعفة الاحتياجات الإنسانية.

ويواجه نصف السكان تقريباً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويعيش أكثر من 13 مليون شخص في ظل نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، بينما تعمل 40 في المائة من المرافق الصحية بشكل جزئي أو لا تعمل.

وكانت الأمم المتحدة طالبت العام الماضي بـ2.7 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية، لكنها لم تحصل سوى على تعهدات ضئيلة، ما تسبب في عجز كبير في تلبية احتياجات المستهدفين.

تناقض الاحتياجات والمطالب

ويؤكد جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أرقام الاحتياجات الإنسانية التي تعلن عنها الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية، لكنه يشير إلى التناقض بين ما تعلن عنه من احتياجات ومساعيها للحصول على تمويل لتلبية تلك الاحتياجات، إلى جانب عدم قدرتها على الوصول إلى المستهدفين بسبب نقص المعلومات والبيانات، بالإضافة إلى التغيرات الديموغرافية الحاصلة بفعل النزوح.

استمرار الصراع ترك اليمنيين في حالة احتياج دائم للمساعدات (الأمم المتحدة)

وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أعرب بلفقيه عن مخاوفه من عدم إمكانية الحصول على المبالغ المطلوبة لصالح الاستجابة الإنسانية بسبب سوء الترويج للأزمة الإنسانية في اليمن لدى المانحين، لافتاً إلى أن طرق تعامل المنظمات الدولية والأممية في الإغاثة لم تتغير منذ عام 2015، رغم فشلها في تلبية احتياجات اليمنيين، وإنهاء الأزمة الإنسانية أو الحد منها.

وقبيل إطلاقها خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، حذّرت الأمم المتحدة، من اشتداد الأزمة الإنسانية في اليمن، بعد تجاوز أعداد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية هذا العام 19.5 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.3 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي، مبدية قلقها على الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية، وعلى الفئات الأكثر تهميشاً من بينهم، مثل النساء والفتيات والنازحين البالغ عددهم 4.8 مليون شخص.

وقالت نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جويس مسويا، أمام مجلس الأمن الدولي إنّ اليمنيين ما زالوا يواجهون أزمة خطرة على الصعيدين الإنساني وحماية المدنيين، مشيرة إلى أن تقديرات النداء الإنساني للعام الحالي الذي يجري إعداده، كشفت عن تفاقم الأزمة.

وباء الكوليرا عاد للتفشي في اليمن بالتزامن مع ضعف القطاع الصحي (رويترز)

ووفق حديث مسويا، فإنّ نحو 17 مليون يمني، أي ما يقدر بنصف سكان البلاد، لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وما يقرب من نصف الأطفال دون سنّ الخامسة يعانون من تأخر خَطرٍ في النمو بسبب سوء التغذية، مع انتشار مروّع لوباء الكوليرا، بينما يعاني النظام الصحي من ضغوط شديدة.

انهيار العملة

وواصلت العملة اليمنية تراجعها إلى أدنى المستويات، وتجاوز سعر العملات الأجنبية المتداولة في البلاد 2160 ريالاً للدولار الواحد، و565 ريالاً أمام الريال السعودي، بعد أن ظلت تتراجع منذ منتصف العام الماضي، وهي الفترة التي شهدت تراجع الحكومة اليمنية عن قراراتها بفرض حصار على البنوك التجارية المتواطئة مع الجماعة الحوثية.

ويرجع الخبراء الاقتصاديون اليمنيون هذا الانهيار المتواصل للعملة إلى الممارسات الحوثية ضد الأنشطة الاقتصادية الحكومية، مثل الاعتداء على مواني تصدير النفط الخام ومنع تصديره، وإجبار الشركات التجارية على الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، إلى جانب المضاربة غير المشروعة بالعملة، وسياسات الإنفاق الحكومية غير المضبوطة وتفشي الفساد.

العملة اليمنية واصلت تدهورها الحاد خلال الأشهر الستة الماضية (رويترز)

ويقدر الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار الفجوة التمويلية لأعمال الإغاثة والاستجابة الإنسانية، بأكثر من 3 مليارات دولار، ويقول إن تراكمات هذا العجز خلال السنوات الماضية أوصل نسبة تغطية الاحتياجات الإنسانية في البلاد إلى 52 في المائة.

ولمح النجار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى تضرر الاقتصاد اليمني بفعل أزمة البحر الأحمر وما سببته من تحول طرق التجارة العالمية أو ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، مع عدم بروز إمكانية لتحسن اقتصادي دون توقف الجماعة الحوثية عن ممارساتها أو إلزامها بالكف عنها، بالتوازي مع إجراءات داخلية لتحسين الإيرادات.

استهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر ضاعف من تدهور الاقتصاد اليمني (أ.ف.ب)

وحثّ النجار الحكومة اليمنية على اتباع سياسات تزيد من كفاءة تحصيل الإيرادات المحلية، وتخفيف فاتورة الاستيراد، ومن ذلك تشجيع الأنشطة الزراعية والسمكية وتوفير فرص عمل جديدة في هذين القطاعين اللذين يشكلان ما نسبته 30 في المائة من حجم القوى العاملة في الريف، وتشجيع زراعة عدد من المحاصيل الضرورية.

يشار إلى أن انهيار العملة المحلية وعجز الحكومة عن توفير الموارد تسبب في توقف رواتب الموظفين العموميين منذ 4 أشهر، إلى جانب توقف كثير من الخدمات العامة الضرورية، ومن ذلك انقطاع الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن لمدد متفاوتة تصل إلى 14 ساعة يومياً.