كشفت مصادر بريطانية، أمس، نقلا عن تحقيقات أجرتها إدارة الاستخبارات والمعلومات البريطانية التي تضم أجهزة الاستخبارات الرئيسية، اختراق قراصنة «داعش» في سوريا لحسابات بريد إلكتروني خاصة بوزراء في الحكومة، من بينهم وزيرة الداخلية تريزا ماي.
وكشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أن التحقيقات جرت منذ فترة، لكن الحكومة لم ترد الكشف عنها قبل انتهائها، ورجحت أن يكون البريطاني في «داعش» الذي استهدفته غارة في سوريا قبل أيام، وآخر استهدفته غارة أميركية على علاقة بالتحقيق. وتطرقت التحقيقات إلى أن متطرفين في سوريا قاموا باختراق حسابات بريد إلكتروني وزارية في عملية تجسس متطورة أعلن عنها المقر العام للاتصالات الحكومية، وهو هيئة بريطانية مختصة بالأمن.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن تحقيقا أجرته هذه الوكالة المخابراتية اكتشف أن متطرفين ينتمون لتنظيم داعش كانوا يستهدفون المعلومات التي يحتفظ بها بعض أكبر الوزراء في حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وكانت «تلغراف» قد علمت بشأن هذه العملية منذ عدة أشهر، غير أنها وافقت على عدم النشر مع استمرار التحقيقات. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الأسبوع الماضي عن أول غارة لطائرة من دون طيار بريطانية في سوريا، استهدفت رياض خان، أحد عناصر «داعش». ويعتقد أن بريطانيًا آخر هو جنيد حسين قتل في غارة أميركية في سوريا، وعرف بأنه قرصان «داعش» الرئيسي. وذكرت «ديلي تلغراف» أن التجسس على حسابات البريد الإلكتروني ربما كان بقصد تحديد المناسبات المهمة التي سيحضرها مسؤولون كبار وأفراد من العائلة المالكة البريطانية، ومكانها ومواعيدها.
وكانت الصحيفة البريطانية قد نشرت، الاثنين الماضي، نبأ حول مقتل متشدد بريطاني يدعى رياض خان (21 عاما) في سوريا على يد القوات البريطانية، وقالت إنه كان يدبر مؤامرة لاغتيال ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن هذه هي المرة الأولي التي تشن فيها القوات البريطانية هجوما ضد أحد مواطنيها وهي ليست في حالة حرب.
ولفتت إلى مقتل البريطاني الثاني جنيد حسين، المعروف بالعقل الإلكتروني المدبر لتنظيم داعش، في غارة بطائرة من دون طيار على يد القوات الأميركية بعد ثلاثة أيام من الغارة البريطانية. وأفادت بأن تهديد القرصنة الأخير ظهر لأول مرة في صورة تحذير لمسؤولين أمنيين بريطانيين في مايو (أيار) الماضي، ومن المفهوم أن تحقيقات المقر العام للاتصالات الحكومية هي التي كشفت خطط «داعش» لمهاجمة بريطانيا.
وذكرت الصحيفة أنه من غير الواضح ما هي المعلومات التي تمكن المتطرفون من الوصول إليها، لكن من المعلوم أنه لا توجد أي خروقات أمنية، ومع ذلك تم إبلاغ المسؤولين بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية، بما في ذلك تغيير كلمات المرور.
واختتمت تقريرها بالقول إن هذه الفضيحة تظهر مدى تطور ما يسمى بـ«الحرب على الإرهاب» نظرا لقدرات «داعش» الإلكترونية، لافتة إلى أنه من المعروف أنه تم تجنيد قراصنة كومبيوتر من جانب هذا التنظيم الإرهابي بهدف «استهداف الغرب بفعالية».
قراصنة «داعش» تجسسوا على وزراء بريطانيين
وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي من الوزراء الذين تعرض بريدهم الإلكتروني للاختراق
قراصنة «داعش» تجسسوا على وزراء بريطانيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة