قوات البيشمركة تحرر 11 قرية جنوب كركوك

بدأت تنظيف المنطقة من الألغام المزروعة من قبل المتطرفين

محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني الذي تعرض أمس مع 15 مقاتلا من البيشمركة لانفجار عبوة ناسفة، يجلس في سيارة بجانب زوجته («الشرق الأوسط»)
محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني الذي تعرض أمس مع 15 مقاتلا من البيشمركة لانفجار عبوة ناسفة، يجلس في سيارة بجانب زوجته («الشرق الأوسط»)
TT

قوات البيشمركة تحرر 11 قرية جنوب كركوك

محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني الذي تعرض أمس مع 15 مقاتلا من البيشمركة لانفجار عبوة ناسفة، يجلس في سيارة بجانب زوجته («الشرق الأوسط»)
محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني الذي تعرض أمس مع 15 مقاتلا من البيشمركة لانفجار عبوة ناسفة، يجلس في سيارة بجانب زوجته («الشرق الأوسط»)

تمكنت قوات البيشمركة، أمس، من تحرير 11 قرية تابعة لقضاء داقوق من تنظيم داعش خلال هجوم موسع من 4 محاور شنته على مواقع التنظيم في تلك القرى الاستراتيجية التي كان وجودهم فيها يهدد قضاء داقوق ومحافظة كركوك، فيما أصيب محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، وقائد قوات البيشمركة في محاور كركوك بجروح إثر تعرضه مع 15 مقاتلا من البيشمركة لانفجار عبوة ناسفة أثناء التقدم لتحرير تلك القرى.
وفي السياق ذاته، أكد العقيد ركن طارق أحمد علي الجاف، معاون آمر اللواء التاسع في قوات البيشمركة المرابطة جنوب كركوك أن قوات البيشمركة شنت في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر أمس، هجومًا موسعًا بإسناد من طائرات التحالف الدولي لتحرير 11 قرية من القرى الواقعة في أطراف قضاء داقوق، وبلغت المساحة التي حررت خلال عملية أمس نحو 150 كيلومترًا مربعًا، وتمكّنت البيشمركة من تحقيق أهدافها في وقت قياسي وبعد ساعات قليلة من انطلاق العملية.
وأضاف الجاف أن عددا من قوات البيشمركة والمتطوعين الكرد قتلوا خلال تلك المعارك، فيما أصيب عدد آخر بجروح جراء انفجار العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» في الطرق المؤدية إلى هذه القرى وداخلها، مستدركا بالقول: «مسلحو (داعش) لا يستطيعون مواجهة قوات البيشمركة، لذا يتوجهون إلى استخدام العبوات الناسفة في المعارك».
وعن أسماء القرى التي حررتها البيشمركة خلال العملية، بين الجاف بالقول: «حررنا قرى البومحمد وزنكلاوة وصمود والحشيشة وألبويوسف ودالس، و تل ربعة وكمبوز، و حسن شلال، وتبه دوسر، و سبعة نيسان».
من جانبه، ذكر ضابط في قوات البيشمركة، أن العشرات من العوائل العربية الهاربة من «داعش» تمكنت من الوصول إلى مواقع قوات البيشمركة وتسليم أنفسها، مؤكدا أن عملية التأكد من هوياتها جارية من أجل معرفة فيما إذا كان هناك مسلحون من «داعش» بين صفوفهم أو متعاونون مع التنظيم، مضيفا أن البيشمركة وزعت على هذه العوائل مياه الشرب والطعام، ورحبت بهم، ونقلتهم إلى مكان آمن لتفادي إصابتهم خلال المعارك.
في غضون ذلك، قال اللواء سعيد علي محمد، قائد اللواء الخامس لقوات البيشمركة في محور جنوب كركوك: «تنظيم داعش فخخ كل شيء في هذه المناطق بالعبوات الناسفة، العبوات التي زرعها «داعش» غالبيتها من نوع يُفجّر من خلال أجهزة الجوال، والنوع الآخر عبارة عن عبوات مرتبطة بأسلاك تنفجر عند تعثر القدم بها، وقُتل من لوائنا خلال المعركة إثر انفجار العبوات الناسفة أربعة مقاتلين وأصيب ثمانية آخرون بجروح، لكن هذه العبوات لم تستطع أن توقف تقدمنا، واستطعنا تحرير كل المناطق المحددة في الخطة، مسلحو التنظيم لم يبدوا أي مقاومة تُذكر، بل فروا من ساحة القتال تاركين خلفهم العشرات من الجثث، المرحلة الثانية من خطة قوات البيشمركة انتهت أمس بنجاح، و ستكون هناك مراحل أخرى لأننا لن نقف إلا بعد القضاء على (داعش)، الذي يشكل تهديدا للإنسانية جمعاء».
وحررت قوات البيشمركة في 26 أغسطس (آب) الماضي خلال عملية عسكرية موسعة قرى البونجم، وسماقة العليا وسماقة الصغرى وتل بصل والتمور وأبو شهاب والعليوة وقرى أخرى في جنوب غربي كركوك، حيث كان تنظيم داعش يشن منها هجمات بقذائف الهاون على قضاء داقوق ومواقع البيشمركة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.