واشنطن: اختراق حكومي لتسجيلات وكالة إعلامية في إطار تحقيق حول «القاعدة»

«أسوشييتد برس» تنتقد وصول وزارة العدل لسجلاتها الهاتفية بحجة التدقيق في تسريب معلومات سرية

واشنطن: اختراق حكومي لتسجيلات وكالة إعلامية في إطار تحقيق حول «القاعدة»
TT

واشنطن: اختراق حكومي لتسجيلات وكالة إعلامية في إطار تحقيق حول «القاعدة»

واشنطن: اختراق حكومي لتسجيلات وكالة إعلامية في إطار تحقيق حول «القاعدة»

في خطوة غير معتادة، حصلت وزارة العدل الأميركية على تسجيلات هاتفية أجراها صحافيون يعملون لصالح وكالة «أسوشييتد برس» على مدى شهرين في إطار تحقيق دائر منذ عام حول الكشف عن معلومات سرية بشأن خطة فاشلة لتنظيم «القاعدة» العام الماضي.
وأكد رئيس وكالة «أسوشييتد برس» الشهر الماضي أن السلطات الفيدرالية حصلت سرا على تسجيلات الهواتف الجوالة وهواتف العمل والمنزل لمراسلين ومحررين وعدد من الصحافيين في مكاتب الوكالة العامة في واشنطن ونيويورك وهارتفورد، والرقم الرئيس لمراسلي الوكالة الذين يغطون أخبار الكونغرس، فيما وصف بأنه «تدخل هائل وغير مسبوق في أنشطة جمع الأخبار».
ويأتي هذا التحقيق الهجومي الهادف لكشف معلومات محتملة حصلت عليها وكالة «أسوشييتد برس»، في إطار محاولة إدارة أوباما ملاحقة مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين يشتبه في تسريبهم معلومات سرية. وحتى الآن، تعرض ستة مسؤولين لملاحقة قضائية، وهو ما يفوق عدد من وجهت إليهم اتهامات قضائية مماثلة في ظل الإدارات السابقة.
وفي رسالة إلى المدعي العام إريك هولدر، قال غاري برويت، رئيس وكالة «أسوشييتد برس» ورئيسها التنفيذي، إن وزارة العدل سعت إلى الحصول على معلومات تتجاوز نطاق ما يمكن لأي تحقيق تبريره، وطالبا الحكومة بإعادة التسجيلات الهاتفية وتدمير كل النسخ الأخرى. وكتب برويت في رسالته إلى هولدر: «لا يوجد تبرير محتمل لجمع كل هذه المحادثات الهاتفية الخاصة بالوكالة وصحافييها. هذه التسجيلات ربما تكشف عن اتصالات مع مصادر سرية في كل أنشطة جمع الأخبار التي قامت بها الوكالة خلال شهرين، وتقدم خريطة طريق لعمليات جمع الأخبار في الوكالة وتكشف عن معلومات بشأن أنشطة (أسوشييتد برس) والعمليات التي لا تملك الحكومة أحقية في معرفتها».
ويشكل التحقيق الحالي واحدا من تحقيقين أمر بهما الوزير هولدر في يونيو (حزيران) الماضي بشأن تسريبات لمعلومات سرية. ويدور التحقيق الثاني حول مقال لصحيفة «نيويورك تايمز» حول فيروس الكومبيوتر «ستاكس نت»، الذي تم تطويره بصورة مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير أجهزة الطرد المركزية الإيرانية في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسة.
بدأ التحقيقان في أعقاب توجيه الجمهوريين في الكونغرس اتهاما لإدارة الرئيس أوباما بتعمد نشر هذه المعلومات التي تهدف إلى إظهار صلابة الرئيس في مواجهة الإرهاب وتعزز من فرص إعادة انتخابه. وطالب الجمهوريون بتعيين مدع خاص، لكن هولدر أصر على تعيين اثنين من المدعين العامين يتمتعان بالخبرة لتولي مهمة التحقيق. لا يتوقع أن تكون المؤسسات الإخبارية ومراسلوها ومحرروها أهدافا للتحقيق، في قضية «أسوشييتد برس»، لكن التحقيقات تستهدف مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين قاموا بتسريب معلومات سرية. إلا أن خبراء قالوا إن نطاق التسجيلات التي تمت مصادرتها سرا من الوكالة وصحافييها تتخطى الحدود التي تضمنتها التحقيقات السابقة.
وقال ستيفن أفترغود، الخبير في مجال العمل السري الحكومي في «اتحاد العلماء الأميركيين»: «هذا التحقيق أوسع نطاقا وأقل تركيزا على مصدر فردي أو مراسل عن أي تحقيق آخر شهدناه. لقد استحوذوا على مجموعة كاملة من الاتصالات الصحافية، إنه اعتداء على القيم الأساسية لمجتمعنا يثير الدهشة».
من جانبه، أصدر مكتب المدعي العام الأميركي لمقاطعة كولومبيا يوم الاثنين بيانا صحافيا قال فيه إنه «لا يشترط أن نحيط المؤسسة الإخبارية علما بتحركاتنا بشكل مسبق إذا كان ذلك سيشكل تهديدا جوهريا لسلامة التحقيق». وقال بيل ميلر، المتحدث باسم المكتب: «نحن نقوم بواجباتنا بجدية في تنفيذ كل القوانين والتشريعات الفيدرالية وسياسات وزارة العدل الممكن تطبيقها، عند إصدار مذكرة لجمع التسجيلات الهاتفية للمؤسسات الإخبارية. هذه التشريعات تتطلب منا القيام بكل ما هو ممكن للحصول على المعلومات عبر وسائل بديلة قبل التفكير في إصدار مذكرة للحصول على تسجيلات هاتفية لأحد العاملين في وسائل الإعلام».
وتتطلب توجيهات وزارة العدل أن تحظى مذكرة الحصول على التسجيلات من المؤسسات الإخبارية على موافقة شخصية من المدعي العام. ولم يرد مكتب هولدر على طلبات بالتعليق على التحقيق.
وترى لوسي دالغليش، عميد كلية الصحافة في جامعة ميريلاند، أن حجم التسجيلات التي تمت مصادرتها غير مسبوق، وتقول دالغليش، المدير التنفيذي الأسبق للجنة المراسلين لحرية الصحافة: «ما يثير الأسى، هو قيام وزارة العدل بهذا الأمر بين الحين والآخر. الأمر غير العادي إلى حد بعيد هو نطاق المصادرة».
وعلى صعيد تحقيق وكالة «أسوشييتد برس»، أوضح برويت أن وزارة العدل حصلت على التسجيلات دون إعلام مؤسسته الإخبارية أو تضييق نطاق المذكرة على أمور بعينها تتعلق بالتحقيق الجاري. ويتضمن الخبر الذي نشرته وكالة «أسوشييتد برس» تفاصيل عن عملية وكالة الاستخبارات المركزية في اليمن التي أحبطت خطة لتنظيم القاعدة في ربيع عام 2012 لتفجير طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة. وكانت مكالمات المراسلين ومحرر الخبر بين المواد التي حصلت عليها وزارة العدل. وأكد برويت يوم الجمعة أن المستشار العام للوكالة، لورا مالون، تلقت رسالة من رونالد ماكين، المدعي العام لمقاطعة كولومبيا، الذي عينه هولدر لإدارة التحقيق الخاص بوكالة «أسوشييتد برس»، مشيرا إلى أن وزارة العدل حصلت على تسجيلات هاتفية أجريت من أكثر من 20 هاتفا مخصصا لوكالة «أسوشييتد برس» وصحافييها.
وفي الوقت ذاته، تجري هيئة المحلفين الكبرى في محكمة واشنطن الفيدرالية تحقيقا بشأن معلومات سرية تم تسريبها إلى وكالة «أسوشييتد برس» منذ أشهر، بحسب مسؤول حكومي مطلع على التحقيق الذي اشترط عدم ذكر اسمه لمناقشة التحقيق الجاري.
في أغلب القضايا عندما يسعى المحققون للحصول على معلومات بشأن مصدر مؤسسة إخبارية، تسعى المؤسسة بكل الطرق إلى سد الطريق أمام الحصول على تسجيلاتها الهاتفية، لكن «أسوشييتد برس» في هذه الحالة لم تكن على علم بأن تسجيلاتها قد صودرت بالفعل. ويقول مسؤولو الشرطة إن قضايا تسريب المعلومات صعبة للغاية، فهناك مئات الأشخاص الذين تتاح لهم فرصة الوصول إلى معلومات سرية. وفي تحقيق وكالة «أسوشييتد برس»، كانت معرفة تفاصيل خطة «القاعدة» ضيقة النطاق للغاية وهو ما يحد عدد الأفراد المطلعين عليها. وقال محقق حكومي سابق إن التسجيلات الهاتفية قد تكون ذات فائدة في تضييق نطاق المشتبه فيهم في تسريب المعلومات.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»

وقد خضع الكثير من مسؤولي الحكومة البارزين للاستجواب فيما يتعلق بالتحقيق في واقعة «أسوشييتد برس»، ومن بين الذين تم استجوابهم جون برينان، الذي عمل مستشار مكافحة الإرهاب في إدارة أوباما قبل توليه إدارة وكالة الاستخبارات المركزية في وقت سابق من العام الحالي.
وأكد برينان في جلسة التصديق على تعيينه في فبراير (شباط) إنه تعاون طواعية مع وزارة العدل وتم استجوابه. واعترف بالحديث إلى مسؤولين حكوميين سابقين يعملون مذيعين في قنوات إخبارية، لكنه أنكر كشف أي معلومات سرية.



مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)

رأت مسؤولة في الإدارة الكردية بشمال شرقي سوريا، السبت، أن الجهود لتحقيق السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني «انعكست» إيجاباً على أكراد سوريا، مؤكدة رغبة هؤلاء أيضاً في الحوار مع أنقرة.

وأعلن حزب العمال الكردستاني في مايو (أيار) الماضي وضع حد لكفاحه المسلّح الذي دام أربعة عقود ضد القوات التركية، نزولاً عند دعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، محوّلاً تركيزه إلى العمل السياسي الديمقراطي من أجل حقوق الأقلية الكردية في تركيا، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثار هذا التحوّل آمالاً لدى الأكراد في مختلف أنحاء المنطقة، ولا سيما في سوريا حيث يسيطر الأكراد على مساحات شاسعة من الأراضي في الشمال والشمال الشرقي.

وقالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد: «النقاشات المتعلقة بالسلام مهمة جداً (...) وقد انعكست العملية على شمال وشرق سوريا أيضاً، وكان لها تأثير علينا».

وأضافت، في كلمة بواسطة تقنية الفيديو في مؤتمر عن السلام ينظمه في إسطنبول حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي المعارض المؤيد للأكراد: «نريد عملية حوار مع تركيا، وحواراً نفهمه بوصفنا أكراداً في سوريا... نريد فتح الحدود بيننا».

الإفراج عن أوجلان

وأشادت إلهام أحمد التي تحدثت باللغة الكردية بشروع تركيا في خطوات السلام، لكنها عدّت إطلاق سراح أوجلان سيسرّع عملية السلام التي يقودها من زنزانته.

وشددت على أن الإفراج عن أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999 في الحبس الانفرادي بسجن جزيرة إيمرالي قرب إسطنبول سيتيح له دوراً أكبر بكثير، و«سيكون له تأثير أكبر وأسرع على السلام، فلا يمكن اتّخاذ خطوات سريعة وهو معتقل».

وأشادت إلهام أحمد بمقاربة أنقرة للحوار مع النظام الجديد في دمشق الذي نشأ بعد إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل عام.

وقالت: «تقيم الحكومة التركية حواراً وعلاقة مع الحكومة السورية، وكذلك ثمة قنوات تواصل بيننا وبين تركيا. نرى أن هناك مقاربة دقيقة في هذا الشأن».

وكانت تركيا طوال سنوات معادية لقوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، إذ كانت تعدّها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وتدفع باتجاه دمج هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الجيش والأجهزة الأمنية السورية.

ورغم توقيع اتفاق في 10 مارس (آذار) ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية السورية بحلول نهاية العام، حال تباين في وجهات النظر بين الطرفين دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن.

إعادة تنظيم الشرق الأوسط

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن أنقرة تدرك أن عملية السلام المنخرطة فيها مع الأكراد لا يمكن فصلها عن القضية الكردية في سوريا، وتأمل أن يستخدم أوجلان تأثيره لدى قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع فيدان، في كلمة ألقاها في «منتدى الدوحة»: «أعتقد أنه قادر على أداء دور». وأشار إلى أنه سبق أن تواصل شخصياً مع قيادة حزب العمال الكردستاني في إطار أول جهود السلام التي بُذلت بين العامَين 2009 و2013 حين كان رئيساً لجهاز الاستخبارات.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مشاركته في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)

وأضاف: «لقد توصّلنا إلى تفاهم، تخلّى عنه حزب العمال الكردستاني لاحقاً بسبب (الأحداث في) سوريا»، محذّراً من أن «التاريخ قد يعيد نفسه».

وقال: «لهذا السبب سوريا مهمة جداً. أعتقد أنه (أوجلان) قادر على أداء دور».

ورأت إلهام أحمد أن «لتركيا دوراً بالغ الأهمية في هذه العملية التاريخية في وقت يُعاد فيه تنظيم الشرق الأوسط. فعندما يتحقّق السلام في هذين البلدين، وتترسخ الديمقراطية والاستقرار بين المجتمعات الكردية والتركية والعربية، هذا سيؤثر على الشرق الأوسط برمّته».

وأكدت أن أكراد سوريا يؤمنون بأهمية التعايش «مع جميع المكونات»، ولا يريدون أن يكون البلد منقسماً.

وقالت: «نحن لا ندعم تقسيم سوريا أو أي بلد آخر. مثل هذه الانقسامات تمهد الطريق لحروب جديدة. ولهذا السبب ندعو إلى السلام».


«البوندسليغا»: في ليلة تألق كين... بايرن يحلِّق في الصدارة بخماسية في شتوتغارت

هاري كين يحتفظ بكرة المباراة بعدما سجل 3 أهداف «هاتريك» (إ.ب.أ)
هاري كين يحتفظ بكرة المباراة بعدما سجل 3 أهداف «هاتريك» (إ.ب.أ)
TT

«البوندسليغا»: في ليلة تألق كين... بايرن يحلِّق في الصدارة بخماسية في شتوتغارت

هاري كين يحتفظ بكرة المباراة بعدما سجل 3 أهداف «هاتريك» (إ.ب.أ)
هاري كين يحتفظ بكرة المباراة بعدما سجل 3 أهداف «هاتريك» (إ.ب.أ)

واصل فريق بايرن ميونيخ انطلاقته المذهلة في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، واكتسح مضيِّفه شتوتغارت 5- صفر، السبت، في الجولة الثالثة عشرة، ليحافظ على صدارته المطلقة لجدول الترتيب.

وتقمص هاري كين الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا دور البطولة، بعد تسجيله 3 أهداف (هاتريك) للنادي البافاري، عقب مشاركته بديلاً في آخر نصف ساعة من المباراة.

وجاء الفوز في وقت مثالي بالنسبة للنادي البافاري الذي يستعد لملاقاة ضيفه سبورتنغ لشبونة البرتغالي، في دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء المقبل.

وأجرى البلجيكي فينسنت كومباني مدرب بايرن ميونيخ 6 تغييرات على تشكيلته الأساسية التي فازت على يونيون برلين منتصف الأسبوع في مسابقة الكأس، وأراح بعض نجومه البارزين -مثل مانويل نوير وهاري كين- الذين بدأوا المباراة على مقاعد البدلاء.

ورغم إراحة كين، كاد المهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون أن يفتتح التسجيل للنادي البافاري في وقت مبكر، ولكن الهدف الافتتاحي جاء بطريقة غير متوقعة عبر الظهير الأيمن النمساوي كونراد لايمر؛ الذي وجد نفسه متقدماً في الملعب أكثر من أي لاعب آخر في بايرن، بعد تمريرة طويلة من الخلف، ثم سيطر على الكرة ببراعة ومررها إلى مايكل أوليسيه الذي أعادها إليه بتمريرة ذكية من تحت قدم المدافع، ليستخدم لايمر حيلة فنية مماثلة، بتسجيل الهدف بـ«كعب القدم» من بين ساقي حارس شتوتغارت المعار من بايرن، ألكسندر نوبل.

واعتقد شتوتغارت أنه أدرك التعادل في الشوط الأول عن طريق نيكولاس نارتي، إلا أن مراجعة مطولة لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار) ألغت الهدف بداعي التسلل.

وشارك كين في الدقيقة 60، وبعد 6 دقائق فقط من نزوله نجح في تسجيل الهدف الثاني للنادي البافاري، بعدما تلقى تمريرة من جوشوا كيميش، وسدد كرة قوية بقدمه اليمنى، عرفت طريقها لشباك أصحاب الأرض.

وتمكن الكرواتي الدولي يوسيب ستانيشيتش من تسجيل الهدف الثالث لبايرن في الدقيقة 78، بعد تمريرة من لويس دياز، قابلها بتسديدة زاحفة عرفت طريقها لشباك الحارس نوبل.

واحتسب الحكم ضربة جزاء لبايرن ميونيخ في الدقيقة 81، تزامنت مع طرد لورينز أسينيون لاعب شتوتغارت، ليسجل منها كين الهدف الثاني له والرابع لفريقه.

وقبل دقيقتين من النهاية، نال كين لقب «هاتريك»، بعدما تلقى تمريرة من أوليسيه، وسدد من زاوية صعبة إلى داخل شباك الفريق المنافس.

وواصل كين قائد منتخب إنجلترا توهجه في الموسم الحالي، ورفع رصيده في صدارة قائمة هدافي «البوندسليغا» إلى 17 هدفاً.

ورفع بايرن ميونيخ رصيده في الصدارة إلى 37 نقطة، وتوقف رصيد شتوتغارت عند 22 نقطة في المركز السادس.

ويأمل فريق لايبزيغ، صاحب المركز الثاني، في تقليص فارق الصدارة البالغ 11 نقطة مع بايرن بعد 13 مباراة فقط، عندما يستضيف آينتراخت فرانكفورت في وقت لاحق من اليوم.

من ناحية أخرى، انتهت أول مباراة لفريق أوغسبورغ بعد إقالة المدرب ساندرو فاغنر بفوز على أرضه بنتيجة 2-صفر على باير ليفركوزن صاحب المركز الرابع.

وسجل ديميتريوس جيانووليس هدفاً مبكراً لأوغسبورغ، بعد تمريرة رائعة من كيفن شلوتيربيك، ثم أضاف أنطون كادي الهدف الثاني بضربة رأس، ليحقق الفريق الفوز الرابع فقط للفريق، وذلك في أول ظهور للمدرب المؤقت مانويل باوم.

وفي صراع القاع أيضاً، أنهى فولفسبورغ سلسلة من 4 مباريات بلا فوز، محققاً فوزاً بنتيجة 3-1 على أرضه أمام يونيون برلين، وتقدم فولفسبورغ بهدفين سجلهما كل من باتريك فيمر -وهو هدفه الأول هذا الموسم- ومحمد عمورة بتسديدة قوية.

وفي الشوط الثاني، سجل لوفرو ماير الهدف الثالث لفولفسبورغ في الدقيقة 59، وبعدها بتسع دقائق استفاد يونيون برلين من الهدف العكسي الذي سجله كونستانتينوس كوليراكيس بالخطأ في مرماه.

وابتعد فريق هايدنهايم خطوة مهمة عن دائرة الهبوط، بفضل فوزه الثمين على فرايبورغ 2-1.

وتقدم يوهان مانزامبي بهدف لفرايبورغ في الدقيقة 40؛ لكن باتريك ماينكا أدرك التعادل لهايدنهايم في الدقيقة 59، ثم خطف ستيفن شيمر هدف الفوز القاتل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.

ورفع هايدنهايم رصيده إلى 11 نقطة في المركز الثالث من القاع، بفارق نقطة واحدة عن آخر مراكز الأمان.

وتعادل سانت باولي صاحب المركز قبل الأخير مع مضيفه كولن 1-1.

وتقدم كولن بهدف سجله سعيد الملا، ثم تعادل ريكي-جاد جونز لسانت باولي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.

أما فريق ماينز متذيل الترتيب بست نقاط، فخسر أمس (الجمعة) صفر-1 على أرضه أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، بينما يواجه هامبورغ صاحب المركز الرابع من القاع فريق فيردر بريمن الأحد، وفي اليوم ذاته يستقبل بوروسيا دورتموند صاحب المركز الثالث فريق هوفنهايم.


الفن المعاصر من الجمالية إلى صناعة القيمة

الفن المعاصر من الجمالية إلى صناعة القيمة
TT

الفن المعاصر من الجمالية إلى صناعة القيمة

الفن المعاصر من الجمالية إلى صناعة القيمة

لعل من أهم سمات الكتابات النقدية المواكبة لتحولات الفن المعاصر عبر العالم، تلك التي تقرنه دوماً بمسعى الانزياح الجذري بدلالات كلمة «فن»، على نحو يجعله معاكساً في كثير من الأحيان لتقاليد التشكيل البصري الخاضع للقواعد، في الرسم والصباغة والنحت، ومناهضاً لثقافة التحفة المرتكزة على مفاهيم فلسفية، متصلة بأذواق نخب محدودة ذات تكوين فني متين. لتنتقل إلى كونها شاملة لـ«أغراض» تجارية متباينة، موجهة لطبقة جديدة من الأثرياء، منفصلة عن المعايير الجمالية والأكاديمية المستقرة، وخاضعة لنوازع استهلاك المنتج الفاخر، وما يتصل به من رغائب إبراز الرفاه. وهو الفهم الذي يبرز للنظر انتقال الفن من وضع «التعبير الثقافي» إلى كونه تمثيلاً «لانتماء طبقي».

في هذا السياق، يتموضع كتاب «الفن المعاصر، التلاعب والجغرافيا السياسية» (منشورات إيرول، باريس، 2025) - Art contemporain, manipulation et géopolitique- وهو الإصدار الأخير للناقدة ومؤرخة الفن الفرنسية أود دو كيروس Aude de Kirros، التي اكتسبت شهرتها عبر العقود الثلاثة الأخيرة بوصفها من أكبر الباحثات المرتابات في واقع الفن اليوم، ومن أشد المعترضين على اختراقات الفن المعاصر لقواعد التشكيل البصري، ومن أكثر النقاد تشدداً في تحليل معايير تصنيف الأعمال ومنحها معادلات مالية. هي القادمة إلى عوالم الأروقة والمتاحف ومزادات الأعمال الفنية من مسار تعليمي توزع بين معهد الدراسات السياسية، وكلية الحقوق، ومحترفات الحفر (الغرافيك) في باريس، لتنتج أعمالاً بنكهة فلسفية لا تخفي تولعها بالسياسة والاقتصاد والسوسيولوجيا، من قبيل: «الفن الخفي، المنشقّون عن الفن المعاصر»، و«السنوات السوداء للرسم: 1983 – 2013»، و«قداسة الفن المعاصر، الأساقفة والمفتشون والمفوّضون»، و«خديعة الفن المعاصر، طوباوية مالية». إصدارات جعلت إسهاماتها المكثّفة في الحياة الفنية تتجلى عبر إدراك ناضج لعمق التحوّلات التي شهدها الفن عبر أصقاع الكون.

يتناول الكتاب موضوع الفن المعاصر في صلاته بما يمكن وسمه بـ«صناعة القيمة»، عبر تحليل نقدي لسوق الفن المعاصر، يضع تحت مجهر الاختبار السياقات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، متجاوزاً التحليل المستند إلى قراءة وتأويل مرتكزات الخطاب الجمالي البحت؛ إذ تناقش أود دو كيروس تلك المرتكزات بوصفها عتبات لما بعدها، انطلاقاً من افتراض نقدي يرى أن الفن المعاصر، خاصة الأعمال التي تباع بأسعار خيالية، لا تعكس في وضعها ذاك «ذوقاً» أو «تعبيراً فنياً» فقط، عبر صور لا تخلو من تطرف، بل إنها غدت، على نحو ظاهر، تتخطى منطلقات الأسلوب «المفاهيمي»، الزاهد في أشكال اللوحة والمنحوتة المأثورتين، لتتحول إلى أداة نافذة شديدة التأثير في أيدي النخب والمؤسسات المالية والجهات الحكومية، توظفها بحرص ووفق شروط معقدة لخدمة مصالحها الخاصة. وبتعبير الباحثة في إحدى فقرات الكتاب: «لقد توقّف الفن المعاصر عن أن يكون مجرد مفهوم صرف، محصور تداوله في دائرة صغيرة من (السعداء المعدودين) الذين يتغذّون على غموضه. وأصبح فنّاً (جامعاً لكل شيء)، يضمّ كل المفاهيم: الفن، والموضة، والتصميم، وما سوى ذلك» (ص 16).

يمتد الكتاب على 4 فصول، ومقدمة، وخلاصات، وفهارس، في أزيد من 350 صفحة، تتخذ العناوين الفرعية التالية: «فنون في زمن الحرب» وهو الفصل الأول المشتمل على مبحثين، تدرس في الأول «البدايات الطوباوية للفن العالمي ما بين 1917 - 1991»، وتعالج في الثاني «التحوّل ذو الطابع الهيمني للفن ما بين 1990 - 2000 »، وتخصص الفصل الثاني: لـ«الحقبة العالمية في عقدي 2000- 2020» وتتناول فيه عبر مبحثين قضايا: «أوج النموذج الهيمني»، ثم «بزوغ العصر متعدد الأقطاب»، وتتناول في فصل ثالث: «خرائطية الفن المعاصر: من الهيمنة إلى التنافس»، وفي الفصل الرابع والأخير الموسوم بـ«قوى جديدة وتقنيات جديدة: ثورة الفن عالمياً»، تخوض في تحولات العقود الفنية الأخيرة عبر مبحثين، أولهما عن: «آخر حروب الفن، سنوات 2010–2020»، والثاني عن «التحولات النسقية للفن المعاصر ما بين 2020–2024».

والحق أن التحليل النقدي في هذا الكتاب، الذي لا يخلو من نبرة سجالية ملحوظة، يذهب في مجمله إلى تبني نظرة تاريخية محكومة ببنية الصراع السياسي - الاقتصادي، حيث يوَظَّف الفن المعاصر، من جهة، من حيث هو نتاج لقضايا العنصرية والعولمة وتغير المناخ والتحول الجنسي... ومن جهة ثانية، بوصفه حصيلة للتحكم المؤسساتي، وهو ما يبرر الانتشار السريع لتيارات الفن المعاصر المتفاقمة عبر العالم، وسعيها لإخضاع ما سواها. ولا غرابة بعد ذلك أن لا تالو الباحثة جهداً في إبراز أن عالماً يفيض بالصور والعروض والاحتفالات الفنية، التي روّجت لها إقامات فنية وأروقة ومتاحف شهيرة عبر العالم من نيويورك إلى سيدني، ومن لندن إلى باريس ومن داكار إلى دبي،... أصبح معها الفن المعاصر المدعوم مؤسساتياً والمسنود مالياً، عبر سياسات حكومية شتى، الأكثر حضوراً، على نحو يغمر المشهد بشكل شبه كلي، حيث بات يشكل واجهة براقة تحجب خلفها ما تبقى من تجارب فنية أخرى.

وغير عصي عن البيان أن هذا الوهج المتصل لا يكشف حقيقة الفن، بل يخلق واجهة مكتفية بذاتها، بحيث يبدو كل ما يقع خارج دائرة الضوء كأنه غير موجود أصلاً. وشيئاً فشيئاً تنزلق أعمال استثنائية كثيرة من داخل هذا المشهد المزدحم إلى منطقة العتمة، لا لأنها تعجز عن التأثير، بل لكونها تفتقد لمجال يسمح لها بالتجلي. ومع مرور الوقت، لا تتوارى هذا التجارب إلى الخلفية فحسب، بل تُدفَع إلى حالة من الانمحاء تجعل وجودها نفسه موضوعاً للشك، ويحتاج من يشتغل عليها إلى إثبات أنها ما تزال حية.

ولا ينفصل الدور التحكمي للمؤسسات الفنية الكبرى من إقامات وأروقة ومتاحف، التي تسلط أود دو كيروس عليها الضوء، عن وظائف المُموِّلين الخواص، وبعض الحكومات في تشكيل الذوق العام، والتلاعب بقيمة الأعمال الفنية، ما يُرسخ هيمنة المركز الغربي على المشهد الفني العالمي من جهة، ولا يترك لمفاهيم من قبيل «الجمهور الفني» و«جامعي الأعمال الفنية» و«تلقي المعارض»، دلالات واضحة، خارج ما تكسبها إياه تلك المؤسسات والسياسيات المتصلة بها، بحيث يتجلى الأمر كما تبرزه الباحثة في أكثر من موضع في الكتاب، من حيث هو «صناعة» لاعبين كبار، لهم قدم في الواجهة البراقة لأعمال «التركيب الفني» و«الهوت كوتير» و«تصاميم المجوهرات» و«أعمال الديكور»... وقدم في الخلفية المعتمة للمال ورهاناته ومضارباته ومآزقه.

ولا جرم بعد ذلك أن تكون «صناعة القيمة» تعريفاً مهذباً لما يمكن أن يكون عليه «التلاعب بسوق التحف»، وسرعان ما تكشف الباحثة الفرنسة، التي تعلن عن نفسها كأحد أصوات مقاومة هذا الدور التحكمي، عن آليات التلاعب التي تُمارس في هذا القطاع، من خلال وسطاء يجعلون القيمة تبدو غير طبيعية، بل «مُؤمَّنة» من خلال شبكة مغلقة، يتم فيها تحديد الأسعار وتضخيمها، عبر تكتلات من جامعي التحف والمستشارين وصالات المزادات الكبرى، ما يخلق نوعاً من التداول من الداخل (délit d’initiés)؛ إنها شبكة الوسطاء نفسها التي تنتهي إلى قولبة «العمل الفني» وأصحابه، باعتبارهم «منتجات» يتم الترويج لهم، وفقاً لمنطق السوق، بدلاً من الجدارة الفنية. ما دامت أعمال الفن المعاصر لم تعد تقيَّم، بناء على معايير جمالية أو فنية، بل أصبحت تدار باعتبارها منتجاً مالياً مشتقاً، داخل سوق يمكن وسمها حسب الباحثة بـ«يوتوبيا مالية» (Utopie financière) تُنتج قيمة لأشياء قد لا تمتلكها في الأصل.

يتبنى الكتاب في مجمله نظرة تاريخية محكومة ببنية الصراع السياسي ــ الاقتصادي

وتدريجياً تخلص أود دو كيروس، عبر مباحث الكتاب وفصوله، إلى محصلة، تتولى فيها تلك المؤسسات المتحكمة في القيم الفنية وما يوازيها من أنصبة مالية، تشريع سوق لا يعكس حقيقة المنجز، بل حقيقة افتراضية متواضع عليها من قبل سلسلة الوسطاء، الأمر الذي سيسهل معه أن تتحول الأعمال الفنية التي باتت لها تلك القدرة التجريدية الكبرى للقيم المنقولة، إلى جعل سوق الفن ملاذاً مالياً، يعتبر مرتادوه من رجال أعمال، ومنتهزي فرص، ومغامرين، الأعمال الفنية بمنزلة أصول آمنة مربحة، خاصة بعد الأزمات الاقتصادية الكبرى، مثل أزمة 2008، التي لاحظت الكاتبة بصددها أن سوق الفن (على عكس الأسواق الأخرى) استمر في تسجيل مبيعات قياسية، ما دلّ على انفصاله عن الاقتصاد الحقيقي وتحوله إلى مكان آمن لاستثمار الأرصدة الجامدة، بالقدر نفسه الذي مثّل فيه فضاءً تبادلياً استثنائياً لغسيل الأموال، والتهرب الضريبي. وبتعبير الباحثة، فـ«جيل جامعي التحف الفنية الذي كان يحدّد الذوق في نهاية القرن العشرين لم يعد موجوداً. كان هذا الجيل أنغلوساكسونياً وأوروبياً، غنياً ومثقفاً أو راغباً في أن يكون كذلك. أما الموجة الجديدة فهي تتجاوزه في الثراء، ولم تعد لكلمة (فن) في عرفها المعنى نفسه... لهذا من الطبيعي أن تتكيّف دور المزادات لتقدم لهذا الجيل الجديد مزيجاً بارعاً، وغير متجانس، مما قد يرغب في استهلاكه؛ من العمل الفني إلى حقيبة اليد، ومن غرض التصميم إلى الموضة» (ص 15- 16).

ولعل تحول دلالة «الفن»، واختلال توازن القيمة الإبداعية والمالية، وخضوع أثمان التحف لتحكم مؤسسات كبرى، مع اتساع سوق الفن ليشمل صناعات فاخرة شتى تغري بالاستثمار، كلها عوامل أسهمت بحسب كتاب «الفن المعاصر: التلاعب والجغرافيا السياسية» في الرهان على القوة الناعمة للفن، ليس داخل الاقتصاد فقط، بل ضمن سياقات جيوسياسية متعددة، حيث أضحى سوق الفن ساحة معركة غير مباشرة بين القوى التقليدية (أوروبا والولايات المتحدة) والقوى الصاعدة (الصين ودول الخليج)، هذه الأخيرة التي دخلت مضمار المنافسة بخطط مستقبلية لتَبْيِئَةِ منتجات الفن المعاصر ضمن محيطها، ليس بهدف اكتساب شرعية ثقافية مضافة فقط، بل بقصد تحدي الهيمنة الغربية القديمة. إنه التنافس ذاته الذي ضاعف من أسعار الأعمال الفنية، وحوّلها إلى «سلاح» في أيدي النخب المالية والسياسة المتصارعة. وبتعبير موجز، فقد مثّلت الجغرافيا السياسية للفن، بحسب أود دي كيروس، السبيل إلى الكشف عن «تحوّل العمل الفني من كونه قيمة جمالية إلى رمز للقوة»، ونقطة ارتكاز في شبكات النفوذ العالمية التي تربط بين الإبداع والمال، والسلطة، والعلاقات الدولية في عالمنا المعاصر.