قطاع غزة.. من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم

1.76 مليون نسمة يعيشون في 360 كيلومترًا مربعًا

قطاع غزة.. من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم
TT

قطاع غزة.. من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم

قطاع غزة.. من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم

في المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني، على شاطئ البحر المتوسط، في مساحة لا تزيد على 360 كيلومترا مربعا (كلم)، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 5 و15 كلم، يعيش في قطاع غزة أكثر من 1.76 مليون نسمة. هذا يعني أن القطاع من أكثر الكيانات كثافة سكانية في العالم.
تبلغ نسبة الكثافة فيه، وفقا لأرقام حديثة، 26 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد، أما في المخيمات، فترتفع الكثافة السكانية إلى حدود 55 ألف ساكن تقريبا بالكيلومتر المربع.
يقع قطاع غزة جنوب غربي فلسطين، شمال شرقي شبه جزيرة سيناء، ويشكل تقريبا 1.33 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية. وهو يسمى «قطاع غزة» نسبة لكبرى مدنه مدينة غزة.
كان قطاع غزة ضمن منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى إنهائه في مايو (أيار) 1948. وفي «خطة تقسيم فلسطين» كان القطاع ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية، غير أن هذه الخطة لم تطبق مطلقًا، وفقدت سريانها إثر تداعيات حرب 1948.
بين 1948 و1956 خضع القطاع لحكم عسكري مصري، ثم احتله الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزءًا من العمليات العسكرية المتعلقة بـ«أزمة السويس».
وفي مارس (آذار) 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع، فجدّدت مصر الحكم العسكري على القطاع.
في «حرب يونيو» (حزيران) 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع كامل شبه جزيرة سيناء. وفي 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب «معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية»، غير أن القطاع ظل تحت الحكم العسكري الإسرائيلي؛ إذ فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه.
دخلت إلى بعض مناطقه السلطة الوطنية الفلسطينية بعد توقيع «اتفاقية أوسلو» في عام 1993. وفي فبراير (شباط) 2005، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية، وسحب المستوطنين من القطاع. وتم الانتهاء من العملية في 12 سبتمبر (أيلول) 2005 بإعلانها إنهاء الحكم العسكري في القطاع.
يشكل القطاع مع الضفة الغربية، الجزء الفلسطيني من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والأراضي التي تسعى السلطة الفلسطينية لإنشاء دولة ضمن حدودها. ويوجد في القطاع 44 تجمعًا سكانيًا، أهمها: غزة ورفح وخان يونس وبني سهيلا وخزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة ودير البلح وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»