واصل السويسري روجيه فيدرر المصنف ثانيا مشواره نحو الفوز بلقب بطولة أميركا المفتوحة المقامة على ملاعب فلاشينغ ميدوز، آخر البطولات الأربع الكبرى للتنس، للمرة الأولى منذ 2008 والسادسة في مسيرته الأسطورية بعدما بلغ دور الثمانية بفوزه على الأميركي جون ايسنر الثالث عشر 7 - 6 (7 - صفر) و7 - 6 (8 - 6) و7 - 5.
واحتاج فيدرر، الباحث عن لقبه الكبير الأول منذ 2012 حين توج بطلا لويمبلدون والثامن عشر في مسيرته الأسطورية، إلى ساعتين و39 دقيقة لكي يتخلص من عقبة ايسنر ويحقق فوزه الخامس على عملاق الإرسالات الساحقة من أصل ست مواجهات بينهما، محافظا على سجله المميز ضد الأميركيين في هذه البطولة حيث لم يخسر أي مواجهة مع منافس من بلاد «العم سام» منذ الدور الرابع لنسخة 2001 حين سقط أمام اندري اغاسي. ولم تكن المباراة سهلة على فيدرر، الفائز بلقب هذه البطولة في خمسة أعوام متتالية بين 2004 و2008 ووصل إلى النهائي عام 2009 ونصف النهائي العام الماضي، لكنه تمكن بخبرته من تجاوز عقبة ايسنر ليواجه في دور الثمانية الفرنسي ريشار غاسكيه الثاني عشر الذي أطاح بالتشيكي توماس بيرديتش السادس بالفوز عليه 2 - 6 و6 - 3 و6 - 4 و6 - 1. وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها غاسكيه إلى دور الثمانية من البطولة الأميركية بعد عام 2013 حين انتهى مشواره في نصف النهائي، كما أنها المرة الرابعة التي يصل فيها إلى هذه المرحلة في البطولات الكبرى (وصل إلى نصف نهائي ويمبلدون عامي 2007 و2015). وسيكون من الصعب على غاسكيه أن يصل مجددا إلى دور الأربعة في مواجهة فيدرر الذي خسر مرتين فقط من أصل مواجهاته الـ16 السابقة مع منافسه الأميركي الذي خرج فائزا من المواجهة الوحيدة التي جمعتهما هذا الموسم وكانت في دور الثمانية لدورة دبي. وقال فيدرر: «إنني مدرك لحجم التحدي أمام ريشار، الذي فزت عليه لإهداء سويسرا لقب كأس ديفيز في العام الماضي».
ومن جهته، فشل بيرديتش في الوصول إلى دور الثمانية في فلاشينغ ميدوز للمرة الثانية على التوالي والثالثة في مسيرته (وصل إلى نصف النهائي عام 2012)، وسيكون عليه الانتظار حتى العام المقبل لمحاولة تكرار إنجاز 2010 حين وصل إلى النهائي الأول والأخير له في بطولات الغراند سلام وكان في ويمبلدون حين خسر أمام الإسباني رافاييل نادال الذي سبقه وودع فلاشينغ ميدوز من الدور الثالث على يد الإيطالي فابيو فونييني.
ولم تكن حال البريطاني أندي موراي الثالث وبطل 2012 أفضل من بيرديتش ونادال إذ انتهى مشواره عند الدور الرابع بخسارته أمام الجنوب أفريقي كيفن أندرسون الخامس عشر 6 - 7 (5 - 7) و3 - 6 و7 - 6 (7 - 2) و6 - 7 (صفر - 7). وهذه المرة الأولى التي يفشل فيها موراي في الوصول على أقله إلى دور الثمانية لفلاشينغ ميدوز منذ 2010 حين خرج من الدور الثالث قبل أن ينجح بعدها في الوصول على أقله إلى ربع النهائي في مشاركاته الـ18 التالية في بطولات الغراند سلام.
أما بالنسبة لكيفن أندرسون الذي احتاج إلى 4 ساعات و18 دقيقة لكي يحقق فوزه الثاني على موراي من أصل 7 مواجهات بينهما، فهو يصل إلى دور الثمانية للمرة الأولى على الإطلاق في بطولات الغراند سلام وهو ضرب موعدا في مواجهته المقبلة مع السويسري ستانيسلاس فافرينكا الخامس الذي سبقه إلى دور الثمانية على حساب الأميركي دونالد يونغ. ويأمل أندرسون في أن يجدد تفوقه على بطل أستراليا المفتوحة لعام 2014 ورولان غاروس الفرنسية لهذا العام إذ سبق أن تغلب عليه هذا العام في دور الـ16 لدورة كوينز، كما أنه يتفوق على السويسري في المواجهات المباشرة بأربعة انتصارات مقابل ثلاث هزائم.
وقال أندرسون عقب الفوز: «إنني عاجز عن إيجاد الكلمات. لقد حافظت على تماسكي وقدمت واحدة من أفضل المباريات في حياتي.. التأهل لدور الثمانية يمنحني شعورا مذهلا. بعدما خسرت المجموعة الثالثة أدركت أنه يجب علي الصمود. آندي (موراي) مثل المقاتل. لعبت ضربات الإرسال جيدا وقد ساعدني ذلك في المجموعة الرابعة». وقال موراي الفائز باللقب عام 2012: «كانت مباراة صعبة. هذا الملعب ملعب أرمسترونغ أسرع بكثير من ملعب آرثر آش».
وتأهل فافرينكا إلى دور الثمانية بالبطولة للعام الثالث على التوالي بفوزه على يانغ 6 - 4 و2 - 6 و6 - 3 و6 - 4. وفقد فافرينكا أعصابه وحطم مضربه بعد خسارة المجموعة الثانية لكنه استعاد هدوءه بعدها وحسم المباراة، التي استغرقت أقل من ساعتين بقليل، لصالحه. وقال فافرينكا: «لم يكن أفضل عرض ممكن ولكنني سعيد بشكل عام. أعتقد أنها أفضل مباراة قدمتها حتى الآن في البطولة. لقد عشت لحظات جيدة على الملعب».
ولدى السيدات، تأهلت التشيكية بترا كيفتوفا المصنفة خامسة إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في مسيرتها وذلك بفوزها على البريطانية جوهانا كونتا 7 - 5 و6 - 3. ونجحت كفيتوفا في فك عقدتها مع فلاشينغ ميدوز التي ودعتها في العامين السابقين من الدور الثالث، بعدما سبق لها أن بلغت على أقله دور الثمانية في البطولات الكبرى الثلاث الأخرى وتوجت بطلة لويمبلدون عامي 2011 و2014. وضربت كفيتوفا موعدا في دور الثمانية مع الإيطالية فلافيا بينيتا السادسة والعشرين والتي تغلبت بدورها على الأسترالية سامانتا ستوسور الثانية والعشرين 6 - 4 و6 - 4.
وهذه المرة الرابعة على التوالي التي تصل فيها بينيتا إلى الدور ربع النهائي في هذه البطولة منذ 2011 (غابت عن نسخة 2012) والسادسة في مسيرتها الاحترافية، بينما وصلت إلى هذا الدور مرة واحدة في البطولات الكبرى الثلاث الأخرى وكانت عام 2014 في أستراليا المفتوحة. وتبقى أفضل نتيجة لبينيتا وصولها إلى نصف النهائي عام 2013 حين انتهى مشوارها على يد البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا التي قد تواجهها في هذا الدور مجددا في حال فوز الأخيرة على الرومانية سيمونا هاليب المصنفة ثانية والإيطالية على كفيتوفا التي سبق أن تواجهت معها في ست مناسبات وفازت كل منهما بثلاث مباريات لكن آخر هذه المواجهات يعود إلى دور الـ16 من مسابقة التنس في أولمبياد لندن 2012 (فازت كفيتوفا 6 - 3 و6 - صفر).
واستفادت هاليب التي تعاني من الإصابة، من أخطاء سابينه ليزيسكي وتغلبت عليها 6 - 7 (6 - 8) و7 - 5 و6 - 2 لتتأهل إلى دور الثمانية. واحتاجت هاليب للعلاج في نهاية المجموعة الثانية بسبب مشكلة تعاني منها في الفخذ الأيسر لكنها واصلت اللعب وحسمت المباراة وبطاقة التأهل. وقالت هاليب: «لقد كانت مباراة مجنونة، كافحت حتى النهاية، وقدمت كل ما لدي من أجل الفوز».
فيدرر يواصل مشواره نحو اللقب.. وموراي يودع فلاشينغ ميدوز
فافرينكا وهاليب وكيفتوفا إلى دور الثمانية ببطولة أميركا المفتوحة للتنس
فيدرر يواصل مشواره نحو اللقب.. وموراي يودع فلاشينغ ميدوز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة