الجيش المصري يعلن بدء العملية الشاملة «حق الشهيد» بشمال سيناء

للقضاء على العناصر الإرهابية بالمنطقة

الجيش المصري يعلن بدء العملية الشاملة «حق الشهيد» بشمال سيناء
TT

الجيش المصري يعلن بدء العملية الشاملة «حق الشهيد» بشمال سيناء

الجيش المصري يعلن بدء العملية الشاملة «حق الشهيد» بشمال سيناء

أعلنت القوات المسلحة المصرية عن قيامها وعناصر من الشرطة المدنية فجر أمس (الاثنين) ببدء العملية الشاملة «حق الشهيد» للقضاء على العناصر الإرهابية بمناطق (رفح - الشيخ زويد – العريش) بشمال سيناء، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لاقتلاع جذور الإرهاب.
وأكدت القوات المسلحة، في بيان مساء أمس (الاثنين)، أن عناصر من الجيش الثاني الميداني مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية، قامت بمداهمة البؤر الإرهابية بالمناطق المشار إليها، والقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها.
وأوضحت أن النتائج الأولية للحملة أسفرت عن قتل 29 عنصرا إرهابيا وتدمير المناطق التي تتمركز بها، بالإضافة إلى عدد من العربات والأدوات التي تستخدمها تلك العناصر الإرهابية في عملياتها الإجرامية، مشيرة إلى أن العناصر المتخصصة من القوات المسلحة قامت بتطهير المواقع والمنشآت والطرق الرئيسية بتلك المناطق من العبوات الناسفة التي قامت تلك العناصر الإجرامية بنشرها.
وأضاف البيان: «خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية انفجرت عبوة ناسفة في إحدى مركبات القوات المسلحة مما أسفر عن استشهاد ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين، نسأل الله أن يتغمد الشهيدين بفسيح جناته والشفاء العاجل للمصابين».
وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بتكثيف إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق والممتلكات العامة والخاصة بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح والطرق المؤدية إليها، مبينا أن القوات المسلحة تواصل عملياتها لتطهير وملاحقة العناصر الإرهابية بإصرار لا يلين لتحقيق أمن الوطن وتأمين شعب مصر العظيم من شرور هؤلاء الإرهابيين.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، تكثفت الهجمات المسلحة في مصر، مستهدفة بشكل خاص قوات الأمن في سيناء حيث قتل مئات من رجال الجيش والشرطة في القتال الدائر بين قوات الأمن والفرع المصري لتنظيم داعش.
وفي الأول من يوليو (تموز)، شن التنظيم سلسلة هجمات على الأجهزة الأمنية في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء قتل خلالها 21 جنديا، وفق الجيش.
لكن القاهرة ومدن دلتا النيل لم تبق في منأى من هذه الهجمات، حيث سقط فيها عشرات الشرطيين بالرصاص أو عبر العبوات الناسفة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.