واشنطن تعيد هيكلة برنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة «المعتدلين»

تشمل تغيير أماكنهم وتزويدهم بمعلومات أفضل

واشنطن تعيد هيكلة برنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة «المعتدلين»
TT

واشنطن تعيد هيكلة برنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة «المعتدلين»

واشنطن تعيد هيكلة برنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة «المعتدلين»

تعتزم الولايات المتحدة إجراء إعادة هيكلة شاملة لبرنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة على قتال تنظيم داعش في سوريا، بحسب ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس. ويعتبر هذا القرار بمثابة اعتراف بعدم فعالية هذه القوة الناشئة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية لم تكشف عن هوياتهم.
وتعرض كثير من عناصر أول دفعة من المقاتلين الذين جرى تدريبهم في تركيا والأردن وعددهم 54 مقاتلا، في يوليو (تموز) إلى هجوم في سوريا من فصيل مرتبط بتنظيم القاعدة. وقبل ذلك بيوم قبض مسلحون على اثنين من قادة الوحدة المدعومة من الولايات المتحدة وكثير من مقاتليها.
وطبقًا لوثائق سرية اطلعت عليها صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد أثبت الهجوم أن البرنامج يعاني من كثير من نقاط الضعف.
كما أنه لم يتم إعداد هؤلاء المقاتلين بالشكل الذي يمكنهم من صد هجوم للعدو، وتم إرسالهم إلى سوريا بأعداد غير كافية. ومن بين المشكلات الأخرى أن هؤلاء المقاتلين لم يحظوا بدعم السكان المحليين، كما لم تكن لديهم معلومات استخباراتية كافية عن قوات العدو. ويعكف البنتاغون حاليا على تقييم الخيارات، ومن بينها إرسال مقاتلين إلى سوريا بأعداد أكبر، وتغيير أماكن انتشارهم بحيث يحصلون على دعم شعبي أكبر، وتزويدهم بمعلومات استخباراتية أفضل.
وقال الكابتن كريس كونولي، المتحدث باسم قوة المهمة العسكرية التي تدرب المقاتلين السوريين في رسالة إلكترونية للصحيفة: «كما هو الحال في أي مهمة صعبة، فقد توقعنا نكسات ونجاحات، وعلينا أن نكون واقعيين في هذه التوقعات». وأضاف: «كنا نعلم من البداية أن هذه المهمة ستكون صعبة».
ويجري البرنامج البالغة تكلفته 500 مليون دولار بموجب تخويل صادق عليه الكونغرس العام الماضي. وتقدم آلاف السوريين بطلبات للمشاركة في البرنامج، إلا أن عملية القبول كانت صارمة للغاية بحيث لم تتم الموافقة سوى على أعداد قليلة.
وكان الهدف الأساسي تشكيل قوة من خمسة آلاف مقاتل مدرب في العام الأول من البرنامج. ولكن حتى مؤيدي البرنامج يعترفون الآن بأن هذا العدد لم يكن واقعيا.
وتابعت الصحيفة: «أنه ورغم مرور عام من المحاولات في تدريب (المعارضة المعتدلة)، إلا أن وزارة الدفاع لا تزال تكافح من أجل العثور على مجندين لمحاربة تنظيم (داعش) دون أن تقاتل أيضًا قوات بشار الأسد، الخصم الأصلي في سوريا».
ويتردد البنتاغون في إرسال مستشارين أميركيين مع المقاتلين إلى سوريا، مما يعني فقدان الاتصال بهؤلاء أو القدرة على مراقبتهم بعد إرسالهم من جديد إلى سوريا.
واعتبر المسؤولون أن الضربات التي يشنها التحالف نجحت في تزويد غطاء جوي للمقاتلين الذين تم تدريبهم وإرسالهم إلى سوريا من جديد.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».