310 جرحى من الجيش اليمني الشرعي ينقلون إلى مستشفيات عمان والخرطوم

الميليشيات الحوثية تخطف 12 صحافيًا وتقتحم أكثر من 100 منزل في صنعاء خلال 3 أيام

عناصر من الهلال الأحمر السوداني يسعفون جرحى يمنيين في مطار عدن ليصار إلى نقلهم لمستشفيات في السودان (أ.ف.ب)
عناصر من الهلال الأحمر السوداني يسعفون جرحى يمنيين في مطار عدن ليصار إلى نقلهم لمستشفيات في السودان (أ.ف.ب)
TT

310 جرحى من الجيش اليمني الشرعي ينقلون إلى مستشفيات عمان والخرطوم

عناصر من الهلال الأحمر السوداني يسعفون جرحى يمنيين في مطار عدن ليصار إلى نقلهم لمستشفيات في السودان (أ.ف.ب)
عناصر من الهلال الأحمر السوداني يسعفون جرحى يمنيين في مطار عدن ليصار إلى نقلهم لمستشفيات في السودان (أ.ف.ب)

كشف الدكتور الخضر لصور، رئيس لجنة الإجلاء، مدير عام الصحة والسكان بعدن، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم نقل 310 جرحى من الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية إلى دولتي السودان والأردن، وذلك لتلقي العلاج هناك، مضيفا أن 60 جريحا تم نقلهم إلى السودان للعلاج على نفقة الهلال الأحمر السوداني، فجر أمس الأحد، في إطار خطة الحكومة السودانية، لاستقبال الجرحى اليمنيين، في حين تم نقل 250 إلى الأردن على نفقة الحكومة، وبواسطة ثلاث طائرات إخلاء طبية.
وبين لصور أن ذلك يعتبر الدفعة الأولى من المصابين جراء الاشتباكات التي شهدتها المدن الجنوبية، منوها بهذا الصدد أن الجرحى سيخضعون لعمليات جراحية في العظام والعيون، بالإضافة إلى الجراحة العامة والتجميل والوجه والفكين، في مستشفى حاج الصافی في بحري الخرطوم.
ويأتي ذلك بعد أعلن الرئيس السوداني حسن عمر البشير قبل نحو أسبوعين خلال استقباله للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور عن إرسال حكومته فرقا طبية إلى عدن، وتجهيز مستشفيات سودانية لاستقبال الجرحى والمصابين من المدنيين والعسكريين، إلى جانب معاملة الطلاب اليمنيين في المدارس والجامعات السودانية، مثل معاملة الطلاب السودانيين.
وفي ذات السياق تعتبر الدفعة من الجرحى التي ذهبت إلى الأردن الأكبر وذلك للعلاج في مختلف المستشفيات الأردنية والذين تم نقلهم على طائرة أردنية غادرت مطار عدن الدولي وعلى متنها 290 جريحا من المقاومة الجنوبية في اليمن، لتلقي العلاج.
وأكد لصور أن نقل هذا العدد من الجرحى، يعد خطوة متقدمة في مضمار معالجة ملف الجرحى، لافتا لأن نقل هؤلاء بناء على تقرير الأطباء المختصين المناط بهم تقييم الإصابات التي تستحق العلاج بالخارج، إلا أنه أشار إلى بعض المشكلات التي تواجههم في سفر الجرحى والتي من أهمها عدم حيازة بعض المرضى أوراقهم الثبوتية، بالإضافة إلى عدم توفر بعض التأمينات المالية المطلوبة للمستشفيات وإرسال تقرير بحالته قبل وصوله إلى العاصمة الأردنية عما قبل 48 ساعة لدراسته حالته والتعامل معها بأفضل طريقة.
من جهة أخرى بين تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، لشهر أغسطس (آب)، عن 61 حالة انتهاك، ضد الحريات الإعلامية في اليمن، ووصف التقرير الحريات الإعلامية، بالسيئة والخطرة، في ظل سيطرت جماعة الحوثي أنصار الله على العاصمة اليمنية صنعاء، والتمدد إلى معظم المحافظات اليمنية، لافتا إلى أن حالات الانتهاكات التي رصدها المركز، تضمنت إعلاميين ونشطاء في مواقع تواصل اجتماعي، وتوزعت ما بين القتل والإصابة والاعتقال والتهديد والاقتحام للمنازل والمكاتب والحجب للمواقع والإيقاف للصحف عن الصدور.
وكشف التقرير أن النسبة الأكبر من الانتهاكات تمثلت في حالات الاختطاف بعدد 32 حالة وبنسبة 52 في المائة، و17 حالة تهديد بنسبة 27 في المائة و5 حالات اقتحام مؤسسات ومنازل بنسبة 8 في المائة، وحالة قتل واحدة، وحالة إصابة واحدة.
وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي والجماعات الموالية لها، من أنصار الرئيس المخلوع، كانت الأكثر انتهاكا، بنسبة 85 في المائة من إجمالي عدد الانتهاكات، بينما 13 في المائة من الانتهاكات نسبت لمسلحين مجهولين، و1 في المائة من الانتهاكات من قبل الحكومة الشرعية.
وتوزعت بقية الانتهاكات بين توقف صحف يومية كما حدث مع صحيفتي «الأولى» و«الشارع» اليومية بسبب حملة التحريض التي قامت بها عناصر قيادية في جماعة الحوثي، كما استبدلت الحكومة الشرعية موقع 26 سبتمبر (أيلول) الإلكتروني التابع للجيش اليمني الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي بموقع جديد بنفس الاسم، وتم حجب موقع صحيفة «البيان» الإماراتية عن متصفحيه من داخل اليمن.
ولفت التقرير أن أمانة العاصمة، نالت الحظ الأوفر من الانتهاكات، بواقع 52 في المائة من إجمالي عدد الانتهاكات، تلتها محافظة ذمار بنسبه 19 في المائة، ثم محافظة تعز وعدن بنسبه 9 في المائة لكل واحدة منهما، واعتبر أن الحريات الإعلامية، تشهد أسوأ حالاتها، منذ عقدين ونصف، حيث تصاعدت حدة الانتهاكات ضد الإعلاميين، وبات العمل في مهنة الصحافة مخاطرة كبيرة، قد تؤدي إلى الموت.
وأعرب التقرير عن قلقه الشديد، للوضع الذي يمر به الصحافيون ونشطاء التواصل الاجتماعي في اليمن، ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة، لجماعة الحوثي، في المحافظات التي تسيطر عليها، ونشر قوائم بأسماء الصحافيين تمهيدا لاعتقالهم.
ولا يزال 12 من الصحافيين مختطفين لدى جماعة الحوثي، ولا يعلم أهلهم عن مصيرهم شيئا حتى الآن، تسعة منهم معتقلون منذ التاسع من يونيو (حزيران) الماضي وهم: عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وهشام طرموم، وهشام اليوسفي، وأكرم الوليدي، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وهيثم الشهاب. إضافة إلى المخفيين وهما: وحيد الصوفي، ومحمود الحميدي.
ويعد مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية، إحدى منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن، ويعمل من أجل التأهيل والتوعية، بالقضايا الاقتصادية والتنموية، وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد، ومشاركة المواطنين في صنع القرار، وإيجاد إعلام حر ومهني، وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا.
إلى ذلك، أشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بجهود الإمارات في دعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، في حين أكدت هيئة الهلال الأحمر استمرار تدفق التبرعات لصالح حملة «عونك يا يمن».. وقالت الهيئة إن «الحملة مستمرة حتى نهاية سبتمبر المقبل، وثمنت الهيئة الإقبال الكبير على التبرع للحملة منذ انطلاقتها والذي تجاوزت الـ500 مليون درهم، إضافة إلى التبرعات العينية التي تسلمتها الهيئة في فروعها، منها 20 ألف طن تمور، إلى جانب 150 سيارة سيتم شحنها إلى اليمن بعد تجميعها في مدينة دبي الإنسانية العالمية»، وقالت الهيئة إن «التقارير الدولية تشير إلى أن أكثر 25 مليون يمني يتعرض نصفهم للفقر والحاجة بسبب الأحداث منذ سنوات، بينما يعاني النصف الآخر من الآثار المترتبة على ذلك».
وقالت التقارير إن «خسائر القطاع الزراعي في اليمن تجاوز 6 مليارات دولار خلال الأحداث الأخيرة العام الحالي، إضافة إلى مليار دولار خسائر القطاع السياحي». وأكدت الهيئة أن الحملة ستدعم 6 مسارات خاصة بالتنمية والإعمار في اليمن، تشمل الصحة والتعليم والكهرباء والماء والصرف الصحي، حيث باشرت فرق الهلال الأحمر بالتعاون مع مقاولي تنفيذ إعادة تأهيل وصيانة عدد من المدارس في اليمن، وتستقبل قريبًا آلاف الطلبة اليمنيين الذين تضررت مدارسهم بسبب الحرب. كما دشنت الإمارات مؤخرًا محطة توليد الكهرباء في عدن، وسيتم من خلالها تغطية مدينة عدن وما حولها بالكهرباء بنسبة 100 في المائة، بعد أن كانت معطلة بشكل شبه كامل بسبب الدمار الذي حل بالبنية التحتية.
وكان التحالف اليمني، لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، قال إنه يتابع، بكثير من القلق، حملة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، التي تمارسها ميليشيات الحوثي في اليمن عموما، وفي العاصمة صنعاء على وجه الخصوص، خلال الفترة من 30 أغسطس إلى 2 سبتمبر 2015م حيث تم رصد أكثر من 100 حالة لاقتحام منازل واعتقال تعسفي وإخفاء قسري بمناطق السنينة ومذبح والحصبة والجراف بأمانة العاصمة صنعاء، نتج عنها اختطاف 63 شخصا واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
وأعرب التحالف عن عميق قلقه على مصير الأشخاص الذين تم احتجازهم تعسفيا وإخفاؤهم من احتمال تعرضهم للتعذيب والمعاملة المهينة جراء اعتقالهم غير القانوني، وأدان التحالف تلك الممارسات غير القانونية، داعيا ميليشيات الحوثيين، إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، اللذين يحظران الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري، باعتباره من الجرائم ضد الإنسانية.
ودعا التحالف، المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، للقيام بواجباتها، لوقف ممارسات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري الذي تمارسه جماعة الحوثي والتي وصلت إلى حد خطير يتطلب إجراءات عملية وجادة إزاءها، وكانت ميليشيات الحوثي، قامت خلال الفترة من مارس (آذار) 2015م وحتى أغسطس، باختطاف أكثر من خمسة آلاف شخص، وما زالت تحتجز حتى اللحظة ما يقرب من 1500 شخص في ظروف سيئة للغاية والغالبية لا تعرف أماكن احتجازهم.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.