المتحدث باسم الحكومة المصرية: التعديل الوزاري سيكون في وقته

تكهنات بالتغييرات تثير الجدل في الأوساط السياسية

المتحدث باسم الحكومة المصرية: التعديل الوزاري سيكون في وقته
TT

المتحدث باسم الحكومة المصرية: التعديل الوزاري سيكون في وقته

المتحدث باسم الحكومة المصرية: التعديل الوزاري سيكون في وقته

أثارت تكهنات عن تعديل وزاري محدود في مصر، الجدل في الشارع وفي الأوساط السياسية، وخاصة أنه يأتي تزامنا مع بدء البرنامج الزمني لإجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد، وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير حسام القاويش، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه «إذا كان هناك أي احتياج للتغيير في الحكومة المصرية سيتم في وقته»، نافيا وجود تعديل وزاري في الوقت الحالي.
ودفعت الأنباء التي ترددت بقوة الليلة قبل الماضية عن وجود تغيير في الحكومة، رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، أن يؤكد في مؤتمر صحافي عقد بمقر مجلس الوزراء (بوسط العاصمة)، أمس، أن «حكومته تعمل حتى آخر دقيقة.. والحكومة دائما تحت التقييم وستتحمل مسؤوليتها حتى آخر دقيقة».
من جهته، أكد قيادي مسؤول في إحدى الوزارات الخدمية بمصر، إن «التغيير الوزاري خيم أمس على وزارته.. وأن وزيره لم يرد على أغلب المكالمات الهاتفية خوفا من الإطاحة به في التعديل الجديد». وكانت بورصة التكهنات قد أكدت أن «التغيير سوف يطال وزراء التربية والتعليم، والقوى العاملة، والزراعة، والري، والثقافة، والبيئة، والتعليم العالي، والأوقاف، بجانب بعض الحقائب الأخرى قد تمتد إلى بعض حقائب المجموعة الاقتصادية».
وكان آخر تعديل وزاري أجري في مصر مطلع مارس (آذار) الماضي، شمل 6 وزارات من بينها الداخلية. وسبق أن ترددت تكهنات بقوة عقب افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بقرب التعديل الوزاري بهدف تلبية احتياجات المواطنين والتي تتطلب جهدا شاقا؛ لكنه لم يحدث وقتها.
لكن السفير حسام القاويش، نفى وجود تعديل وزاري في الوقت الحالي، قائلا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «الحكومة تقوم بعملها بشكل طبيعي وإن أعضاء الوزارة يتابعون عملهم على مدار الساعة»، لافتا إلى أن «هناك تقييما ومتابعة لكل كل الوزراء والمحافظين بشكل دوري بواسطة أجهزة رقابية، وحتى الآن هم يقومون بتنفيذ الملفات التي كلفوا بها على خير وجه».
ونقلت مصادر مطلعة في تقارير إخبارية أمس، أن «دوائر صنع القرار في مصر اطلعت على تقارير تقييم للوزراء والإنجازات والسلبيات الخاصة بكل وزارة على حدة، وكذلك أوجه القصور ونقص الخدمات»، موضحة أن «جهات عليا عكفت على دراسة الخبرات والكفاءات لعدد من الشخصيات المرشحة لتولي بعض الوزارات، والأسماء المرشحة في الحكومة الجديدة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار».
وأكدت المصادر أن «في مقدمة أسباب التعديل الوزاري، هو ارتباك الأداء داخل الوزارات الخاضعة للتعديل وتفاقم المشكلات داخل هذه الوزارات أنفسها، مما أدى إلى سخط الشارع من أداء هذه الوزارات الخدمية بالدرجة الأولى». وقالت المصادر إنه تمت مناقشة استحداث وزارتين ضمن التعديل المرتقب، وهما وزارة رعاية المصريين بالخارج، ووزارة المشروعات الصغيرة؛ ولكن لم يتم حسم إقرارهما بشكل نهائي حتى الآن، انتظارا لقرار الرئيس السيسي، مؤكدة أن «التغيير الوزاري لتحسين الأداء ولدفع العمل والإنتاج بصورة أكبر وتحقيق مطالب المواطنين».
لكن السفير القاويش أكد أن «هناك من ردد بقوة وجود تعديل وزاري الليلة قبل الماضية، وهذا ما أثر على عملنا طوال يوم أمس (الأحد)، لنفي هذا الخبر»، لافتا إلى أنه «ما تردد أمس عن وجود تعديل وزاري ليس الأول، وسبق أن تردد ذلك عقب افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
في سياق آخر، قال محلب أمس، إن «قانون الخدمة المدنية خضع للحوار المجتمعي بجميع أطيافه وهو من أجل الموظف والمواطن، من أجل الحصول على خدمات أفضل، حيث هناك شكوى من البيروقراطية، وعلى الجانب الآخر يعطي الموظف حقوقه»، منوها إلى أن هناك من يحاول إرباك المشهد، ويدعو لتعطيل العمل ووقفات احتجاجية، خلال هذه المرحلة المهمة ببناء الوطن وانتخابات النواب.
ونظمت نقابات مستقلة في مصر وقفات احتجاجية في ربوع البلاد أمس، كما دعت لمظاهرة حاشدة في «حديقة الفسطاط» (جنوب القاهرة) 12 سبتمبر (أيلول) الجاري»، لإسقاط قانون مثير للجدل يتعلق بالخدمة المدنية الذي ينظم شؤون العاملين في الدولة، أقرته الحكومة مارس الماضي. فيما هدد موظفون حكوميون بالإضراب عن العمل حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.



لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
TT

لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)

الترويج لمعاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تحركه بين بيروت وتل أبيب للتوصل لوقف النار يبقى في إطاره الإعلامي، ما دام رئيسا المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يتبلغا بموعد عودته ولا بتحقيق بعض التقدم في زيارته الأخيرة لإسرائيل، وإلا فلماذا اضطر للعودة إلى واشنطن بدلاً من أن يعرج على بيروت لإطلاعهما على الأجواء التي سادت اجتماعه برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو؟

وساطة هوكستين وسباق الرئاسة الأميركية

وتؤكد مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن مصير الوساطة التي يتولاها هوكستين لنزع فتيل التفجير بين إسرائيل و«حزب الله» يتوقف على من سيحسم السباق الرئاسي الأميركي. وتقول إن انتخاب هاريس من شأنه أن يسهّل مهمته ويتيح له الاستقواء بوصولها إلى البيت الأبيض على نحو يمكّنه من وضع حد للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو؛ لأنه سيكون في وسعها الاستعانة بالرئيس الحالي جو بايدن لوضع تطبيق الـ1701 على نار حامية، حتى قبل أن تبدأ ممارسة صلاحياتها الرئاسية في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، هذا في حال أنها حسمت أمرها وقررت إخراج الوساطة من المراوحة، أسوة بتلك التي أصابت مفاوضات غزة.

وترى المصادر ذاتها أن فوز ترمب بالرئاسة قد يؤدي إلى تمديد أمد المراوحة التي يحاول نتنياهو الإفادة منها لمواصلة تدمير القرى الأمامية التي لم تعد صالحة للإقامة فيها.

فوز ترمب يمدد فترة تفلت نتنياهو

وتخشى المصادر نفسها أن انشغال ترمب في تشكيل إدارته بالبيت الأبيض سيؤدي حتماً إلى تمديد فترة «السماح» لنتنياهو لترتيب الوضع في القرى الأمامية الحدودية، ولكن على طريقته، بما يمكّنه من انتزاع موافقة الحكومة اللبنانية للتسليم بتفسيره لتطبيق القرار الدولي استباقاً لإعادة ترتيب الوضع في المنطقة، آخذاً بعين الاعتبار إطباق الحصار على إيران والقضاء على أذرعها، بدءاً بـ«حزب الله»، بقطع كل أشكال الإمداد العسكري والمالي له، بالتلازم مع استهدافه للبنية الاقتصادية، ليس للحزب فقط، وإنما للطائفة الشيعية، وهذا ما يفسّر تدميره للأسواق والمصانع والمؤسسات والمرافق الحيوية التي لا غنى عنها للنهوض مجدداً بهذه المناطق.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر عمّا إذا كان وصول ترمب يشكل محطة لاختبار مدى جديته بإنهاء الحروب، بدءاً بإعادة الهدوء المستدام إلى الجنوب، انسجاماً مع وعوده التي قطعها في لقاءاته مع الاغتراب اللبناني. فهل يضغط على إسرائيل لتطبيق الـ1701 بكل مندرجاته؟

استعصاء نتنياهو

وتستغرب المصادر السياسية وضع اللائمة على لبنان بتحميله مسؤولية إضاعته للفرص التي أتيحت لتطبيق الـ1701، وتقول إن نتنياهو هو من يستعصي ويتمرّد على الإدارة الأميركية برفضه التجاوب مع الإطار العام الذي اتفق عليه هوكستين مع بري لتسهيل تنفيذ القرار، وذلك بمطالبته بإدخال تعديلات عليه غير قابلة للتنفيذ، من وجهة النظر اللبنانية، كونها تجيز له استمرار تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي في الأجواء اللبنانية، وتعطيه الحق بالتوغل في منطقة جنوب الليطاني ولو من باب الشبهة، بذريعة أن هناك من يعدّ لتحرك يراد منه تهديد أمن إسرائيل.

وتكشف المصادر عن أن هوكستين كان قد أبلغ مسؤولين لبنانيين، وهو في طريقه إلى تل أبيب للقاء نتنياهو، أن الأجواء إيجابية وتفتح الباب أمام التوصل لوقف النار. وتقول إنه تحدث لاحقاً عن حصول تقدُّم بقي إعلامياً، مع أنه، كما نُقل عنه، أمهل نتنياهو بعض الوقت نزولاً عند رغبته، ما أوحى له بأن للبحث صلة على طريق إنهاء الحرب.

نتنياهو يسعى لترتيبات أمنية

لكن، تبين بحسب المصادر أن لا أساس للتقدم الذي تحدث عنه هوكستين، وإلا فلماذا يوسع نتنياهو تدميره وحرقه للقرى؟ ما يدعو للتساؤل عمّا إذا كان يود خوض المفاوضات على طريقته، وتحت النار، للضغط على لبنان للتسليم له بإدخال «ترتيبات أمنية» على الـ1701، يمكن أن تسمح له بتفريغه من مضامينه، مع أن لبنان أقر بأن لا مفر من تطبيقه على قاعدة الاعتراف بالاستعداد للدخول في مرحلة سياسية جديدة غير تلك القائمة حالياً، وأدت إلى تعطيل تنفيذ القرار.

وترى المصادر أنه لم يعد من مبرر للربط بين جبهتي غزة والجنوب، وأنه لا بد من الفصل بينهما لعدم توفير الذريعة لنتنياهو للتفلت من وقف حربه على لبنان بتطبيق الـ1701، مع أنه لم يكن من ضرورة لإسناد «حزب الله» لغزة، الذي شكل بتفرُّده بقرار السلم والحرب إحراجاً للحكومة عربياً ودولياً، باعتبارها صاحبة الصلاحية في اتخاذه، فيما افتقد الحزب إلى من يناصره، بخلاف وحدة الساحات التي يدعو لها محور الممانعة بقيادة إيران، وهذا ما ألقى عليه عبء المواجهة منفرداً.