المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام «داعش» مدينة مارع بريف حلب والتحالف يقصف مقراته

العكيدي: النظام يساند التنظيم والمعركة صعبة لكن الوضع لا يزال تحت السيطرة

مقاتل من قوات الحماية الشعبية الكردية في احد اطراف مدينة الحسكة حيث يدور قتال ضد قوات تنظيم داعش الذي سيطر على اجزاء من المدينة (أ ف ب)
مقاتل من قوات الحماية الشعبية الكردية في احد اطراف مدينة الحسكة حيث يدور قتال ضد قوات تنظيم داعش الذي سيطر على اجزاء من المدينة (أ ف ب)
TT

المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام «داعش» مدينة مارع بريف حلب والتحالف يقصف مقراته

مقاتل من قوات الحماية الشعبية الكردية في احد اطراف مدينة الحسكة حيث يدور قتال ضد قوات تنظيم داعش الذي سيطر على اجزاء من المدينة (أ ف ب)
مقاتل من قوات الحماية الشعبية الكردية في احد اطراف مدينة الحسكة حيث يدور قتال ضد قوات تنظيم داعش الذي سيطر على اجزاء من المدينة (أ ف ب)

تصدّت المعارضة السورية يوم أمس لمحاولة اقتحام تنظيم داعش لمدينة مارع في ريف محافظة حلب الشمالي، بشمال سوريا، التي تحوّلت إلى منطقة منكوبة بعد نحو أسبوعين من المعارك المستمرة على مختلف الجبهات بين الطرفين، حسبما أعلن المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية»، في حين ذكر القيادي في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، أن النظام يساند «داعش» بتركيزه على قصف مواقع «الجيش الحر» بالمدفعية متجنبا في الوقت عينه مراكز التنظيم.
المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية» قال بأن «داعش» شن هجومًا عنيفًا خلال ساعات الليل من محوري بلدة فافين وكلية العقيد يوسف الجادر في محاولة للتقدم باتجاه مدينة مارع واستهدف خلاله المدينة بوابل من قذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة. وشنّ أيضا هجومًا آخر على بلدة صندف في محيط مدينة مارع، مستخدما خلاله قذائف الأسلحة الثقيلة، وفق المكتب الإعلامي الذي أكّد أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من إحباط الهجومين وقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم في محيط المدينة وبلدة صندف وأسر عناصر أخرى، مشيرا كذلك إلى قصف مواقع «داعش» في بلدة تلالين في ريف حلب الشمالي بصواريخ الكاتيوشا وتحقيق إصابات مباشرة.
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأفاد عن سقوط 19 قتيلا في صفوف مقاتلي «داعش» و20 آخرين من المعارضة نتيجة الاشتباكات المستمرة مع المعارضة في محيط مارع بريف محافظة حلب، لافتا كذلك إلى استهداف طائرات التحالف الدولي مقرات «داعش» في المنطقة. وأشار المرصد إلى أن التنظيم المتطرف حقّق تقدما في عدة مزارع بمحيط قرية الكفرة، حيث مني كذلك بخسائر بشرية فيما تمكنت فصائل المعارضة من إعطاب عربة مفخخة ومقتل من بداخلها قبل وصولها إلى بلدة مارع. وجاءت محاولة الاقتحام بعد يومين على إطلاق «الفرقة 30» المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية أولى عملياتها ضد تنظيم داعش، قرب مارع إلى جانب الفصائل العسكرية التابعة لـ«الجيش الحر». وأشارت معلومات إلى أن دور أعضاء الفرقة 30 الذين يبلغ عددهم 25 شخصًا، سيقتصر على التواصل مع طائرات التحالف وغرف العمليات التابعة لهم، بغية معرفة مواقع تنظيم داعش والإبلاغ عنها، على غرار ما كانت عليه مهمة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في بلدة عين العرب (كوباني).
وكان مجلس محافظة حلب قد أعلن مدينة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة وما حولها بالريف الشمالي منطقة منكوبة، وذلك بعد الهجمة التي تعرضت لها البلدة من قبل «داعش» الذي استخدم في هجماته السيارات المفخخة والأسلحة المحملة بغازات سامة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وهو ما أكّده العكيدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مشيرا إلى أنّ هناك إصابات موثقة أصيبت في القصف بالغازات السامة. وفيما يصف العكيدي المعركة بـ«الصعبة»، يؤكّد أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة لكن المنطقة قد أفرغت من سكانها ولم يبق فيها إلا المقاتلون. وأشار إلى أنّ الهجوم على مارع المحاصرة من الجنوب والشرق والشمال يتم من 5 محاور أبرزها من الشمال والشمال الشرقي والجنوب الغربي، مضيفا: «هناك محاولات يومية من قبل التنظيم للتقدم لكننا ننجح في التصدي لها وإيقاع خسائر في صفوف مقاتليه».
من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة وداعش على أطراف مارع من الجهة الشمالية للمدينة استعمل فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». ونقل المكتب عن مصدر في المدينة قوله بأن عناصر من «كتائب الصفوة الإسلامية» أحبطوا محاولة التنظيم إدخال سيارة مفخخة إلى مارع بعد استهدافها بقذيفة مدفعية، كما أسر مقاتلو المعارضة قائدا عسكريا وستة عناصر من التنظيم، مشيرًا إلى أنه قتل جراء المعارك 10 عناصر من التنظيم، وسبعة تابعون للمعارضة. ويوم أمس، استهدف الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي أمس، بعدد من الغارات مواقع تابعة للتنظيم داخل بلدتي تلالين وحربيل بريف حلب والخاضعتين لسيطرته، من دون أن تؤدي الغارات إلى خسائر في صفوفه.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».