آيسلندا تكسر الطاحونة الهولندية بملعبها وتقترب من «يورو 2016»

الأداء الباهت يعكر صفو فوز إيطاليا على مالطا.. وكونتي: الفوز هو الأهم

داني بيلند مدرب هولندا (رويترز)، فرحة آيسلندية بسقوط المنتخب الهولندي على ارضه (أ.ف.ب)
داني بيلند مدرب هولندا (رويترز)، فرحة آيسلندية بسقوط المنتخب الهولندي على ارضه (أ.ف.ب)
TT

آيسلندا تكسر الطاحونة الهولندية بملعبها وتقترب من «يورو 2016»

داني بيلند مدرب هولندا (رويترز)، فرحة آيسلندية بسقوط المنتخب الهولندي على ارضه (أ.ف.ب)
داني بيلند مدرب هولندا (رويترز)، فرحة آيسلندية بسقوط المنتخب الهولندي على ارضه (أ.ف.ب)

قررت آيسلندا تأجيل احتفالاتها بالفوز المميز وغير المتوقع على هولندا في إطار منافسات المجموعة الأولى بتصفيات بطولة أوروبا 2016، الذي اقتربت بعده للغاية من التأهل لأول مرة على الإطلاق لبطولة كبرى. وتغلبت آيسلندا 1 - صفر على هولندا في أمستردام، ويمكن أن تتأهل رسميا إلى نهائيات بطولة أوروبا في فرنسا، إذا تغلبت على ضيفتها كازاخستان غدًا (الأحد)، حيث ستضمن احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني المؤهلين مباشرة للنهائيات.
وقال هيمير هالغريمسون مدرب آيسلندا: «سيكون من الجيد الاحتفال الآن. لكننا بحاجة إلى تحلي اللاعبين بالواقعية تماما»، وسجل جيلفي سيغوردسون هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 51 في وجود ثلاثة آلاف مشجع ساندوا الفريق الذي تغلب على هولندا للمرة الثانية في التصفيات، بعد أن كانت المرة الأولى 2 - صفر في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وقال هالغريمسون: «يمكننا أن نشعر بالفخر فعليا بالفوز مرتين على أحد أفضل الفرق الهجومية في أوروبا. هذا الفوز هو الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة في آيسلندا»، وأضاف: «كنا محظوظين بطرد أحد لاعبي هولندا لكننا لعبنا المباراة بالطريقة التي كنا نريدها. نشعر بسعادة كبيرة في الوقت الحالي»، لكن هالغريمسون شدد على أن الحفاظ على الهدوء أمر أساسي.
وقال: «ستكون مباراة صعبة في مواجهة كازاخستان. سيكون لدينا استحواذ أكبر وسنرغم على الهجوم. لكننا نعتقد أن اللاعبين يمكنهم فعل ذلك لأنهم يعلمون أننا بحاجة إلى فوز واحد»، وأشار هالغريمسون الذي يتقاسم مع السويدي لارس لاجرباك مهمة تدريب المنتخب إلى أن الهدف هو استمرار الأمور كما هي، وتأجيل الاحتفالات لما بعد يوم الأحد. وتابع: «لن نغير أي شيء، سنفعل ما كنا نفعله. يبدو أن اللاعبين يستمتعون بالأمور كما هي لذا لن نغير أي شيء».
ووقف رصيد هولندا عند 10 نقاط في المركز الثالث مقابل 18 لآيسلندا التي اقتربت من النهائيات و16 نقطة للتشيك التي حققت فوزا صعبا ومتأخرا على ضيفتها كازاخستان 2 - 1. وفي قونيا، فرطت تركيا بفوز كان أقرب إليها بعدما تقدمت 1 - صفر على ضيفتها لاتفيا التي استطاعت خطف نقطة في الوقت بدل الضائع، فصار رصيد الأول 9 نقاط، وبقيت رابعة مقابل 4 نقاط للثانية صاحبة المركز الخامس قبل الآخر.
وغابت الاحتفالات عن المعسكر الإيطالي في أعقاب الفوز الحاسم على مالطا بهدف نظيف ليقتسم المنتخب الإيطالي صدارة المجموعة الثامنة مع كرواتيا. ورفع المنتخب الإيطالي رصيده إلى 15 نقطة متساويا مع كرواتيا التي تعادلت مع أذربيجان سلبيا، علما بأن كرواتيا تتفوق بفارق الأهداف، لكنها قد تتعرض لخصم نقطة من رصيدها بعد ظهور معقوف على أرض الملعب خلال المباراة أمام إيطاليا التي انتهت بالتعادل 1/ 1 في يونيو (حزيران) الماضي. ومن المقرر أن يصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قراره في استئناف اتحاد الكرة الكرواتي قريبا. وفاز منتخب النرويج صاحب المركز الثالث على ملعب مضيفه بلغاريا بهدف نظيف، ليرفع رصيده إلى 13 نقطة. ومع تبقي ثلاث جولات على نهاية التصفيات، أمام بلغاريا، الأحد المقبل، وأذربيجان والنرويج الشهر المقبل، فإن المنتخب الإيطالي في وضع جيد يؤهله لاقتناص إحدى بطاقتي التأهل للبطولة الأوروبية، ولكن الحالة المزاجية المحيطة بالفريق أبعد ما يكون عن الحماس.
وهاجمت وسائل الإعلام الإيطالية أمس فوز المنتخب الإيطالي بهدف سجله غراتسيانو بيلي بذراعه، حيث فشل حكم المباراة في ملاحظة ذلك. وتحدثت وسائل الإعلام عن أن «إيطاليا معلقة بيد بيلي»، و«بيلي أنقذنا بيده»، وقالت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» إن «إيطاليا قبيحة، ولكن الفريق الآن يحتل الصدارة». وظهر أنطونيو كونتي المدير الفني للآزوري مكتئبا خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين بعد المباراة، حيث قال: «كل ما يهم اليوم هو الفوز»، لكنه انتقد عجز فريقه عن تسجيل الأهداف، حيث سجل الفريق عشرة أهداف خلال سبع مباريات بالتصفيات.
وأكد كونتي على أهمية الفوز خلال هذا اللقاء، بغض النظر عن الأداء وتأخير التسجيل. وفي مقابلة خاصة أجرها مع قناة «راي سبورت» الإيطالية، صرح قائلا: «الأهم تحقيق الثلاث نقاط من المباراة، كان يجب علينا استغلال الفرص الكثير التي سنحت لنا للتسجيل»، وتابع: «لقد فزنا، والمجموعة أصبحت متوازنة، نحن نتصدر حاليًا، ونأمل في تحقيق انتصار آخر على بلغاريا في المباراة المقبلة». وأضاف: «كرة القدم أصبحت تنمو سريعًا في كل مكان بالعالم، مالطة قدمت مباراة جيدة، أيضًا أذربيجان أمام كرواتيا»، واختتم حديثه قائلا: «هل لدينا ما يكفي للفوز على بلغاريا يوم الأحد؟ يجب أن نبذل قصارى جهدنا من أجل الفوز».
وبشكل عام، تراجع أداء الفريق الإيطالي كثيرًا، وبات الفريق يحتل المركز السادس عشر في تصنيف «فيفا»، متأخرًا عن منتخبات مثل سلوفاكيا والنمسا وويلز. ودق ناقوس الخطر بعد خروج المنتخب الإيطالي من دور المجموعات لمونديال البرازيل 2014، لكن الفريق تحت قيادة المدرب الحالي أنطونيو كونتي لم يتغير كثيرا عما كان عليه تحت قيادة سلفه تشيزاري برانديلي.
وأنقذ غاريث بيل نجم ريال مدريد الإسباني المنتخب الويلزي من كمين مضيفه القبرصي، وسجل له هدف الفوز 1/ صفر ضمن منافسات المجموعة الثانية. وعزز المنتخب الويلزي صدارته للمجموعة الثانية برصيد 17 نقطة وبفارق ثلاث نقاط أمام المنتخب البلجيكي الذي تغلب على ضيفه البوسني 3/ 1 في مباراة أخرى بالمجموعة نفسها التي شهدت اليوم أيضًا فوز المنتخب الإسرائيلي.
على أندورا 4/ صفر. وظل التعادل السلبي قائمًا بين المنتخبين القبرصي والويلزي حتى سجل بيل الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 82 ليتجمد رصيد قبرص عند تسع نقاط في المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط خلف إسرائيل. والهدف الذي سجله بيل، إثر تمريرة رائعة من آرون رامسي، هو السادس له في التصفيات الحالية. واقترب المنتخب الويلزي بهذا من التأهل ليورو 2016 لتصبح البطولة الكبيرة الأولى التي يتأهل إليها منذ 1958.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».