«برنت» يتراجع صوب 50 دولارًا للبرميل وسط مخاوف بشأن الطلب

روسيا: وفرة معروض النفط ستستمر في 2015 والسعر العادل للبرميل 50 - 70 دولارًا

«برنت» يتراجع صوب 50 دولارًا للبرميل وسط مخاوف بشأن الطلب
TT

«برنت» يتراجع صوب 50 دولارًا للبرميل وسط مخاوف بشأن الطلب

«برنت» يتراجع صوب 50 دولارًا للبرميل وسط مخاوف بشأن الطلب

انخفضت أسعار النفط أمس الجمعة واتجه خام القياس العالمي مزيج برنت صوب 50 دولارًا للبرميل بعد خفض توقعات النمو الأوروبي الذي أجج المخاوف بشأن آفاق الطلب في وقت يشهد وفرة كبيرة في المعروض.
وقال البنك المركزي الأوروبي الخميس إن المشكلات الاقتصادية في الصين والأسواق الناشئة قد تدفع منطقة اليورو التي تضم 19 دولة عضوا إلى دائرة انكماش الأسعار في الأشهر المقبلة.
ويتوقع المركزي الأوروبي حاليا أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو 4.‏1 في المائة هذا العام انخفاضا من 5.‏1 في المائة في تقديراته السابقة.
وتقلصت خسائر النفط بعد ورود أنباء عن محاولة للهجوم على منشأة أمنية في السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وتراجع سعر خام برنت في عقود أكتوبر (تشرين الأول) 20 سنتا إلى 48.‏50 دولار للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في الجلسة عند 68.‏49 دولار للبرميل.
ونزل الخام الأميركي 30 سنتا إلى 45.‏46 دولار للبرميل.
كما تتجه أنظار المستثمرين إلى بيانات منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة والتي تصدر في وقت لاحق اليوم أيضا للاستدلال بها على حالة المعروض. وقد يعزز أي انخفاض في عدد منصات الحفر آفاق سعر النفط.
فيما قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لتلفزيون روسيا 24 أمس إن أسواق النفط ستظل متخمة بالمعروض في 2015 مضيفا أنه يعتبر ما بين 50 و70 دولارا سعرا عادلا لبرميل النفط سلعة التصدير الرئيسية لروسيا.
وكان نوفاك قال في يونيو (حزيران) إن تراوح سعر النفط بين 60 و70 دولارا للبرميل مريح للسوق.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 5.‏0 في المائة إلى 4.‏50 دولار للبرميل أمس.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله إن شركة «غازبروم» ستورد إلى مصر مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا على مدى خمسة أعوام.
وكانت أعين المستثمرين على نتائج نسبة البطالة في الولايات المتحدة التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) 2008 قبيل الأزمة المالية العالمية، ورغم النتائج المخيبة لإنشاء وظائف جديدة في أغسطس (آب)، بحسب الأرقام التي نشرتها وزارة العمل الجمعة.
وانخفضت نسبة البطالة إلى 5.1 في المائة في مقابل 5.3 في المائة في يوليو (تموز) مما فاق توقعات خبراء الاقتصاد.
إلا أنه لم يتم إنشاء سوى 173 ألف وظيفة في أغسطس، وهو رقم أقل من توقعات المحللين الذين كانوا يعولون على 217 ألف وظيفة جديدة.
ويفسر تراجع البطالة خصوصا بارتفاع عدد الوظائف الجديدة في الأشهر الثلاثة السابقة.
ويتم تحديد أرقام الوظائف المستحدثة ونسبة البطالة من خلال استطلاعين الأول لدى الشركات والثاني لدى الأسر مما يفسر التباين في الأرقام.
وانخفض عدد العاطلين عن العمل إلى 8 ملايين في مقابل 8.26 ملايين في يوليو مما يشكل حدا أدنى جديدا منذ أبريل 2008.
ومع أن عدد العمال بدوام جزئي لا يزال كبيرا ويبلغ 6.5 ملايين إلا أن سوق العمل بلغت في أغسطس عتبة العمالة الكاملة (أي ما يوازي نسبة بطالة تتراوح بين 5 في المائة و5.2 في المائة).
وهذا أحد أهداف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يعقد اجتماعا بعد أقل من أسبوعين في 16 و17 سبتمبر (أيلول) ليقرر ما إذا كان سيبدأ في رفع معدلات الفوائد.
وجاء انخفاض أسعار النفط على في نيويورك الجمعة، مؤثرا على سعر البرميل الخفيف المرجعي (لايت سويت كرود) تسليم أكتوبر 46.47 دولار بتراجع 28 سنتا.
كما بدأت بورصة وول ستريت مداولاتها على تراجع الجمعة بعد نشر أرقام التوظيف، إذ خسر مؤشرا داو جونز 0.42 في المائة وناسداك 1.26 في المائة.
من جهة اخرى هبطت أسعار النفط في العقود الآجلة إلى جانب وول ستريت في الوقت الذي ينتظر فيه سوق النفط القراءة الأسبوعية لعدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة بعد إعلان بيانات الوظائف الأميركية التي لم تعط المزيد من التوجيه للأسواق.
وقال محللون إن تقرير الوظائف عزز احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي -البنك المركزي الأميركي- برفع أسعار الفائدة في وقت قريب.
واقتفى سوق النفط أثر وول ستريت معظم الفترات الأسبوع الماضي صعودا ونزولا مع أسعار الأسهم. ونزل المؤشر ستاندرد أند بورز 500 للأسهم الأميركية 3.‏1 في المائة.
ونزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق 45 سنتا أو نحو واحد في المائة إلى 23.‏50 دولار للبرميل.
كما نزل سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق 40 سنتا أو نحو واحد في المائة أيضا إلى 35.‏46 دولار. وتصدر شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية قراءتها الأسبوعية لعدد منصات الحفر الأميركية. وزاد عدد منصات الحفر لستة أسابيع متتالية حتى الآن. وقد يعزز أي انخفاض في عدد منصات الحفر آفاق سعر النفط.



المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)

يترقب المستثمرون، الأسبوع المقبل، مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية، ومحضر اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي»، عن كثب مع دخول عام 2025. كما سيقومون بقياس صحة الاقتصاد الأميركي وما يترتب على ذلك من توقعات لأسعار الفائدة قبل تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

بيانات الوظائف

ينصب التركيز خلال الأسبوع على بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستعطي قراءة حديثة لمستويات التوظيف والأجور. ومن المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي اختتم عام 2024 بإضافة وظائف بشكل مطرد، استمراراً لاتجاه الأشهر الأخيرة. إذ إنه من المرجح أن يُظهر تقرير سوق العمل الذي من المقرر أن يصدره مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 153 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لتوقعات الإجماع للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ». وهو سيكون أقل من 227 ألف وظيفة تمت إضافتها في ديسمبر، وأعلى قليلاً من 143 ألف وظيفة تمت إضافتها في المتوسط ​​لكل من الأشهر الستة الماضية. كما يتوقع المتنبئون أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وهو منخفض نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

محضر «الفيدرالي»

كذلك، يصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفعت الأدلة المتزايدة على قوة الاقتصاد الأميركي المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2025. وتقدر أسواق المال الأميركية أسعار الفائدة الأميركية بما يزيد قليلاً عن 40 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، وهو فرق كبير عن بداية العام الماضي عندما كانت الأسواق تسعّر ما يصل إلى 150 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة.

وقد يؤدي المزيد من البيانات الأميركية القوية إلى خفض توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لا سيما أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسات تشمل التعريفات التجارية والتخفيضات الضريبية، التي قد تعزز الاقتصاد وتؤجج التضخم بعد تنصيبه في 20 يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي في بنك «نورديا» للائتمان وأسعار الفائدة، لارس مولاند، إن السياسة النقدية الأميركية دخلت مرحلة جديدة حيث يتوقف خفض أسعار الفائدة على انخفاض التضخم أو ضعف سوق العمل. وأضاف في مذكرة أن هناك خطراً أن تنتهي أسعار الفائدة الأميركية إلى أعلى مما تتوقعه الأسواق، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد سجل الدولار مؤخراً أعلى مستوى له في عامين مقابل سلة من العملات، ومن المرجح أن تؤدي البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاعه أكثر من ذلك، في حين قد ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضاً.

وكان «الاحتياطي الفيدرالي» قد خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه خفض أيضاً توقعاته لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025.

وقال خبراء اقتصاديون في «إنفستيك» إن محضر اجتماع يوم الأربعاء يمكن أن يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير سياسات ترمب المخطط لها على الاقتصاد وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توقعات أسعار الفائدة.

وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، سيتم توفير المزيد من الدلائل على صحة سوق الوظائف من خلال أرقام الوظائف الشاغرة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الصادرة يوم الثلاثاء، وبيانات الوظائف الخاصة لشهر ديسمبر الصادرة يوم الأربعاء. بالإضافة إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

ومن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي سيراقبها المستثمرون لقياس مدى جودة أداء الاقتصاد الأميركي هو مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى استطلاع ثقة المستهلكين الأولي لجامعة ميشيغان لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر صدور بيانات التجارة لشهر نوفمبر يوم الثلاثاء.