اقترب تنظيم داعش أمس من أكبر مستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة للقوات الحكومية السورية في البادية بين ريف حمص والقلمون الشرقي، ضمن خطة اتبعها حديثا لتعزيز وجوده في معقل القوات السورية والتقدم نحو أطراف العاصمة، بعدما تعذر عليه السيطرة على حقول الغاز والنفط في شرق حمص.
وأفاد ناشطون أمس باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط بلدة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، وهي الاشتباكات الأعنف بين التنظيم وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المنطقة، بعد محاولة التقدم إلى مهين في السابع من شهر أغسطس (آب) الماضي.
ومهين تتضمن أكبر مستودعات الأسلحة التابعة للنظام السوري، وهي عبارة عن مجموعة جزر تتضمن مستودعات منفصلة، كما يقول قيادي معارض في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن قوات المعارضة السورية، ومقاتلين متشددين آخرين، كانوا سيطروا على أحد تلك المستودعات في عام 2013، وحازوا كمية كبيرة من الأسلحة، استخدمت في معارك القلمون وريف دمشق في وقت لاحق، قبل أن تدفع قوات النظام بتعزيزات إلى المنطقة، لمنع السيطرة على المستودعات.
ويقول مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات المعارضة «غنمت نسبة من الأسلحة المخزنة في تلك المستودعات»، مشيرا إلى أن عمليات النقل «كانت صعبة، في ظل وجود سلاح الجو، لكن قوات المعارضة، وبينهم متشددون تابعون لجبهة النصرة، وآخرون كانوا يتبعون الكتيبة الخضراء التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، كانوا ينقلونها عبر الدراجات النارية».
وتتعذر المعلومات الدقيقة عما إذا كانت هناك أسلحة لا تزال موجودة في المستودعات، بعد نقل قوات النظام أجزاء منها إلى خارج المنطقة إثر العملية الأولى «رغم أن حامية المستودعات تعززت ولا تزال موجودة»، بحسب ما يقول عبد الرحمن.
وعادت بلدة مهين إلى الضوء، أمس، بعد الهجوم العنيف الذي شنه «داعش» على البلدة، متقدما من بلدة القريتين غربا، باتجاه جرود البلدة. واندلعت اشتباكات عنيفة استهدفت حامية البلدة من القوات النظامية، من غير أن يتمكن المقاتلون من دخولها.
وكانت البلدة عقدت اتفاق مصالحة مع القوات النظامية، قضى بإبقاء القوات النظامية حولها، من غير أن يكون لها أي وجود داخلها، منذ أواخر عام 2013، كما يقول ناشطون.
وهذه العملية تشير إلى خطة رسمها «داعش» لوصل البادية السورية المتصلة مع الحدود العراقية، بالقلمون الشرقي. وفي حال السيطرة على مهين وجرودها فإن التنظيم سيتمكن من الاتصال مع قواته الموجودة في جرود قارة، وتمتد عبر الجرود إلى الحدود اللبنانية الشرقية في رأس بعلبك.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم «يعتمد على الخلايا النائمة وشراء الولاءات في المناطق غير الخاضعة لسيطرته، وهو ما يوفر له تقدما في تلك المنطقة»، مشيرا إلى أن النظام في تلك المنطقة «لا يمتلك حاضنة شعبية كبيرة يمكن أن تحميه، وهو ما يفسر تمدد (داعش) بسهولة إلى بلدة القريتين»، الشهر الماضي.
ويستغل التنظيم «ضعف الوجود العسكري للنظام» في جنوب البادية السورية المتصلة بريف دمشق الشمالي، لشن هجمات عليها، في وقت «خفّف فيه هجماته على حقول النفط والغاز الموجودة شرق حمص بعد دفع النظام بتعزيزات إلى المنطقة»، كما يقول عبد الرحمن.. «ذلك أن التنظيم يبحث عن المناطق الرخوة، ويتمدد عبرها، فضلا عن الهدف الاستراتيجي الذي يتمثل بالوصول إلى مقربة من العاصمة السورية».
ووفرت له السيطرة على القريتين قدرة على التحرك في البادية السورية، في مقابل حركته المحدودة في القلمون الشرقي التي تقتصر على وجوده في الجرود، نظرا إلى أن القريتين تعتبر عقدة مواصلات مهمة بين محافظتي دمشق وحمص، وتتصل مع منطقة القلمون الشرقي.
وتقع مهين على بعد 12 كيلومترا جنوب القريتين. وشن التنظيم هجومه الأول عليها في 7 أغسطس (آب) الماضي، وفشل في التقدم بعد أن صدت القوات النظامية وحلفاؤها في «الدفاع الوطني»، الهجوم.
«داعش» يقترب من أكبر مستودعات أسلحة النظام بريف حمص
يتمدد إلى ريف دمشق لربط مقاتليه في البادية بأتباعه في جرود قارة
«داعش» يقترب من أكبر مستودعات أسلحة النظام بريف حمص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة