12 بندًا لهدنة داخلية بين المقاومة الشعبية في عتمة وميليشيات الحوثي

تضمنت تبادل الأسرى بين الطرفين والتأكيد أن الحكومة الشرعية مرجع الجميع

مسلح يمني من الموالين لجيش هادي في حالة تأهب في تعز أمس (أ.ف.ب)
مسلح يمني من الموالين لجيش هادي في حالة تأهب في تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

12 بندًا لهدنة داخلية بين المقاومة الشعبية في عتمة وميليشيات الحوثي

مسلح يمني من الموالين لجيش هادي في حالة تأهب في تعز أمس (أ.ف.ب)
مسلح يمني من الموالين لجيش هادي في حالة تأهب في تعز أمس (أ.ف.ب)

بادرت لجنة مشكلة من 11 شخصية يمثلون مشايخ ووجهاء مديرية عتمة، إلى تبني هدنة بين المقاومة الشعبية في المديرية والميليشيات الحوثية، وذلك لتجنيب المنطقة الصراع، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، من خلال تقديم وثيقة تحمل 12 بندًا ملزمة للطرفين.
وتم عرض الوثيقة على قائد مقاومة عتمة، البرلماني السابق عبد الوهاب معوضة، الذي لم يبدِ أي اعتراض عليها بل ووقع عليها، منتظرًا رد الطرف الآخر «الحوثي» لإنهاء الأزمة التي تواجه المديرية منذ نحو شهر تقريبًا.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» قائد المقاومة الشعبية في عتمة عبد الوهاب معوضة، أن المقاومة لم تبدِ أي اعتراض على المبادرة التي من شأنها وقف نزيف الدم، وأنها تعلن جاهزيتها وفقًا لمقتضيات الواقع سواء في حال رفضها من قبل الحوثي، أو عدم الالتزام ببنودها في المستقبل، لافتًا إلى أن أحد بنود المبادرة يؤكد أنه في حال عدم التزام أي طرف من أطراف المبادرة على ما تم الاتفاق والإجماع عليه فعلى الجميع الوقوف ضده بكل الوسائل الممكنة. ونصت الوثيقة على إدانة «أي عدوان على الشعب اليمني»، فضلاً عن «إدانة ما حدث داخل المديرية من أعمال عنف وفوضى وتخريب وتشريد، فضلاً عن القتلى والجرحى بسبب الصرع المسلح الذي دار بين أنصار الله الحوثي والمقاومة الشعبية».
وأجمع أبناء مديرية عتمة على عدم السماح لأي شخص بأن يعبث بأمن واستقرار المديرية والأمن الاجتماعي تحت تأثيرات مختلفة، مع التشديد على ألا يحق لأي شخص فرض وصايته على أبناء المديرية، والتأكيد على أن الدولة هي المرجع وهي صاحبة السلطة في تطبيق سيادة القانون وفرض هيبتها على الجميع.
وأقر أبناء المديرية بالإجماع على سحب المتمترسين من جميع المواقع، ورفع جميع النقاط المستحدثة، وخروج جميع الوافدين من خارج المديرية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقًا.
وشددت الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها على «اعتبار السلطة المحلية هي السلطة المختصة والشرعية في المديرية، وهي المعنية بتسيير شؤون المديرية ولا يحق لأي طرف التدخل في شؤونها، وعلى الجميع التعاون والتجاوب معها بما يخدم مصلحة أبناء المديرية ومن حق الجميع مراقبة الأداء ومحاربة الفساد طبقًا للقانون».
كما دعت الوثيقة مشايخ وأعيان ووجهاء أبناء عتمة إلى ضرورة التحلي باليقظة العالية، والجاهزية القصوى للحفاظ على أمن واستقرار المديرية، ومواجهة أي خطر يهدد أمن وسلامة أبناء المديرية، وأنه لا يحق لأي طرف يؤمن بقناعة معينة أن يقوم بفرض ذلك بالقوة.
واعتبرت الوثيقة مركز المديرية مهجرًا لجميع أبناء المديرية، وأن تهجم أي شخص مهما كانت صفته على المركز أو على سلطة الدولة والمباني الحكومية، من شأنه أن يستدعي جميع أبناء المديرية للوقوف ضده بكل حزم وصرامة، محملة الدولة مسؤولية ترتيب أوضاع أسر الضحايا من قتلى وجرحى ومتضررين من الطرفين، على خلفية ما حدث، داعية السلطة المحلية إلى حصر ذلك ورفقه للجهات المختصة.
وأقرت الوثيقة «العمل على تبادل الأسرى بين الطرفين وفقًا لما هو معمول به في مثل هذه الحالات، واعتبار ما حصل كأن لم يكن وأي طرف يحاول التأجيج أو فتح الصراع من جديد فعلى جميع أبناء المديرية الوقوف ضده كل في قريته وفي عزلته أو مخلافه»، كما كفلت لكل شخص الحق في ممارسة حقه الفكري والسياسي بصورة سلمية، وعن طريق وسيلة الإقناع، على ألا يجوز لأي طرف فرض ذلك بالقوة، بحيث يتمتع الجميع بحق التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين أبناء المديرية بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، مع التشديد على أنه لا يحق لأي طرف وأي شخص ملاحقة الآخر من أبناء المديرية داخلها أو خارجها أو تعقبه بسبب انتمائه الفكري أو الحزبي أو بسبب مشاركته في الأحداث الأخيرة.
واختتمت الوثيقة بالتأكيد على أنها ملزمة للجميع بمختلف توجهاتهم السياسية وشرائحهم الاجتماعية لما فيه مصلحة أمن واستقرار المديرية، وأي طرف يحاول الخروج على ما تم الاتفاق عليه بموجب هذه الوثيقة فعلى الجميع الوقوف ضده بكل الوسائل الممكنة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».