رفض القطري هاني بلان نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الاتهامات التي طالت حكام القارة وتعمدهم الخطأ ضد فرق بعينها بغرض إفادة فرق أخرى، مشددا على أنه يثق في نزاهة التحكيم الآسيوي. كما رفض إبداء وجهة نظره تجاه أحداث جعلت الشارع الرياضي يشكك في وضع التحكيم الآسيوي ومنها ما حصل من قبل الحكم الياباني نيشيمورا في نهائي بطولة الأندية الأخيرة في المباراة التي جمعت الهلال السعودي وسيدني الأسترالي. مبينا أنه يتحدث بشكل شمولي ولا يمكنه التحدث والرد على شكوك تصدر من فئة معينة من الرياضيين، مشيرا إلى أن الاتحاد الآسيوي يطبق وبصرامة وجدية مبدأ الثواب والعقاب.
بلان كشف في حواره الخاص لـ«الشرق الأوسط» الكثير من الأمور الخاصة بالتحكيم وتطرق لجوانب هامة في هذا الصدد، مستبعدا بشكل نهائي فكرة الاستعانة بحكام من خارج القارة لقيادة مباريات في المستقبل.
قبل أن أجيب، أود شكر الأشقاء في السعودية على استضافة هذه الدورة والحفاوة والكرم التي قوبلنا بها منذ وصولنا وهذا ليس بمستغرب عليهم، وفيما يخص هذه الدورة واقتصارها على محاضري حكام منطقة غرب آسيا فأود الإشارة إلى أن دورات المحاضرين التي يشرف عليها الاتحاد الدولي بالتنسيق مع الآسيوي تتم في جميع مناطق القارة، ففي كل منطقة من مناطق القارة يجري عمل هذا النشاط الهام الذي يجمع المحاضرين المعتمدين بالاتحادات في المنطقة من أجل الحصول على آخر المستجدات المتعلقة بالمواد التعليمية بالإضافة إلى الجديد في الجانب الفني والبدني والتكتيكي والعملي لرفع كفاءة الحكام في المنطقة كما أن هذا التوزيع إيجابي جدا حيث يسمح المجال بإثراء الدورة من خلال توفر العدد المناسب للمشاركين بكل دورة مما يكفل قيام كل ممثل من ممثلي الاتحادات بالمشاركة في الدورة من خلال إلقاء المحاضرات وإدارة حلقات النقاش مما ينعكس إيجابا على مستوى الحكام بالمنطقة، كما أود الإفادة أن من أهم مخرجات هذه الدورة هو استكشاف وتقييم محاضري الحكام أو مقيمي الحكام على مستوى القارة من خلال تقديم توصيات من قبلنا لمن يتفوقون في مثل هذه الدورات للدخول في قائمة المحاضرين المعتمدين بالاتحاد الآسيوي. وحاليا تعقد دورتان دورة خاصة بالمحاضرين الفنيين ويشارك بها 24 محاضرا من 12 دولة ودورة لمحاضري اللياقة البدنية في هذه الدورة بمشاركة 12 محاضرا من 11 دولة من دول غرب آسيا حيث يشرف على دورة المحاضرين الفنيين كل من الإسباني فرناندو تراساكو مدير تطوير التحكيم بالاتحاد الآسيوي وكل من المحاضرين الدوليين السعودي علي الطريفي والقطري هاني بلان والأردني إسماعيل الحافي كما يشرف على محاضري اللياقة البدنية كل من الأرجنتيني اليخو بيري والماليزي رافي شاندرا.
> ما الخطوات التطويرية التي تنوون القيام بها من أجل تطوير هذا القطاع الذي يعد محل جدل كبير؟
- كما يلحظ الجميع أن لجنة الحكام الحالية تضم نخبة من الأسماء المشهود لها بالكفاءة والخبرة حيث يغلب أن معظم أعضاء اللجنة أصحاب خبرات فنية كبيرة وتجارب ونجاحات مشهود لها، وهذا سيساعدنا بكل تأكيد على مواصلة نهج التطوير لهذا القطاع الهام والأساسي في كرة القدم، فنحن نؤمن بأن لدينا مساحات للتطوير وهذا الإيمان هو ما يجعلنا دوما نتطلع للأفضل وسنواصل عقد الدورات وورش العمل وسنقدم كل ما نستطيع لتطوير التحكيم بشكل أكبر، طموحاتنا كبيرة، ولدينا العزيمة على تحقيق الشيء الكثير من أجل أن يصل التحكيم الآسيوي إلى القمة وهي الوجود والتحكيم في النهائيات للبطولات الكبرى مثل نهائي كأس العالم للكبار، وكما حصل في نهائي كأس العالم للشباب الذي قاده الحكم السعودي فهد المرداسي ومساعداه عبد الله الشلوي وأبو بكر العمري باقتدار، وبكل تأكيد فإن نجاح الحكم الآسيوي هو الهدف الأسمى الذي يسعى الجميع لتحقيقه والذي يعكس ويؤكد تطور كرة القدم في آسيا بشكل عام.
> هناك من يفضل جلب حكام من خارج قارة آسيا في المباريات الحساسة وخصوصا للأندية في ظل الأخطاء التحكيمية التي تعتبر من وجهة نظرهم مؤثرة؟
- بشكل عام فإن الاستعانة بحكام من خارج قارة آسيا للمنافسات الآسيوية مستبعد بشكل تام فنحن نثق في التحكيم الآسيوي تمام الثقة ويجب أن نعزز ثقتنا فيه، وأستغرب أن يتم المطالبة بجلب حكام من خارج قارة آسيا في وقت ينجح فيه حكام آسيويون في البطولات الكبرى، وآخرهم الحكم المرداسي الذي أدار نهائي كأس العالم للشباب بنيوزيلندا فلولا قيام حكامنا الآسيويين بتحكيم مباريات قارتهم ونهل الخبرة والتعامل مع الأحداث الصعبة في المباريات المختلفة لما كانت هناك الثقة التي أهلت الحكم الآسيوي لتبوء هذه المكانة العالمية في البطولات الدولية المختلفة وبالوجود بشكل مميز سواء في كأس العالم أو كأس العالم للشباب أو الناشئين، ولذا أعتقد أن هذه المطالبة في غير محلها وغير مناسبة ولا تساهم في تطوير التحكيم الآسيوي وتعزيز الثقة فيه والتي وصلنا لها حاليا، ولذا يجب علينا أن ندعم التحكيم الآسيوي بكل ما نستطيع.
> بعيدا عن الأسماء، هناك من يرى أن الاتحاد الآسيوي وتحديدا لجنة التحكيم لا تقوم بالدور الكافي لمعاقبة الحكم الذي يرتكب أخطاء مؤثرة لكونها لم تطور التحكيم بالشكل اللازم لذا فهي تتغاضى عن معاقبة الحكام المخطئين، كما أنها لا تتخذ أي إجراءات ضد المقصرين من المقيمين؟
- هذا غير صحيح إطلاقا، مع احترامي للرأي الآخر فهذه النظرة تحتاج لمراجعة وتصحيح، فمبدأ الثواب والعقاب من أساسيات العمل في الاتحاد الآسيوي، كما أن هناك حكاما تمت مكافأتهم لتطور مستوياتهم من خلال الترشيح للتحكيم في النهائيات المختلفة والمباريات الهامة فهناك حكام عوقبوا في السابق بسبب الأخطاء وهناك من سيكافأ أو يعاقب مستقبلا عطفا على أدائه، ونحن في الاتحاد الآسيوي نقوم بإرسال التقارير الفنية التي تعنى بالأداء للحكام أنفسهم ولاتحاداتهم المعنية بعد قيادتهم المباريات كما تتم مراجعة دقيقة لتقارير مقيمي الحكام وبالأخص للأحداث التي تذكر في تقاريرهم للتأكد من الأحداث والحالات الهامة والمؤثرة كما أود التأكيد هنا إلى أن كلا من الحكم والمقيم يتم متابعة عملهم بشكل دقيق من خلال التقييم بواسطة الفيديو وهي المرحلة الثانية حيث يتم تعيين مقيمين ذوي خبرة كبيرة للتقييم بواسطة الفيديو لجميع المباريات ورصد الحالات المؤثرة فهناك رقابة ورصد كما ذكرت وليس الأمر كما يتصور البعض.
> هناك حكام آسيويون متهمون بتعمد ارتكاب أخطاء يتضرر منها فرق وتستفيد منها أخرى، مما يعزز الشكوك حول وجود حكام يستفيدون من القيام بهذه الأمور، إلى أي درجة تثقون في الحكم الآسيوي بشكل عام؟
- لا مجال لدينا لقبول هذا الاتهام، فأن يتهم الحكم الآسيوي بتعمد الأخطاء شيء غير مقبول بتاتا فكلنا لدينا الثقة الكبيرة بنزاهة الحكم والتحكيم الآسيوي وهذه النزاهة والثقة والأداء هي من عززت حضوره في المحافل الدولية والعالمية وجعلت التحكيم الآسيوي بالمكانة الحالية، جميع حكام القارة لديهم القناعة التامة ولديهم الحرص الكبير على تقديم أفضل الأداء لأن ذلك ينعكس بشكل مباشر على تقدمه في سلسلة التحكيم القارية وكسبه المكان الأفضل في القارة من خلال تحكيم المباريات والبطولات الهامة. إن تعمد الخطأ مرتبط بالنزاهة التحكيمية والنزاهة خط أحمر لن نتهاون في اتخاذ ما يلزم حيال الحفاظ عليها أنا على قناعة تامة وثقة بلا مجال للشك بنزاهة التحكيم الآسيوي وعلى قناعة وثقة بما لا يدعو للشك بعدم تعمد الأخطاء، علينا جميعا أن «نصفي النوايا» وننظر للتحكيم بتفاؤل أكثر وإيجابية أكبر بكون التحكيم جزءا لا يتجزأ من لعبة كرة القدم ومن دونه لا يمكن أن تكتمل هذه اللعبة، نعم هناك أخطاء يرتكبها الحكم كما أن هناك أخطاء ترتكب من اللاعب والمدرب والإداري، يجب أن تترسخ لدينا قناعة أن الحكم هو بشر يخطئ ويصيب وقناعة أن الأخطاء غير متعمدة، ونسعى من جانبنا في الاتحاد الآسيوي أن نقلل من الأخطاء التحكيمية من خلال عقد التجمعات المختلفة وورش العمل والدورات التي تركز على الجوانب الفنية واللياقية والنفسية إضافة إلى التواصل بشكل مستمر مع الحكام من خلال إشراكهم بموقع إلكتروني متخصص يدار من قبل أفضل محاضري القارة ويشارك به جميع الحكام بالقارة لمناقشة الحالات التحكيمية وصولا لأفضل القرارات فنحن في القارة نمتلك أفضل برامج التطوير والتدريب للحكام بشهادة الاتحاد الدولي.
> كيف تتم آلية اختيار الحكم في الاتحاد الآسيوي وخصوصا قبل المباريات الحساسة والقوية؟
- أسس تعيين الحكام مدروسة بعناية وبكل تأكيد نأخذ جانب الحيادية التامة كعنصر أساسي في هذا الجانب بحيث يكون الحكم من منطقة أخرى بعيدا جدا عن أي نوع من الارتباط بين الفريقين، والكفاءة الفنية والجاهزية إضافة إلى تقارير الأداء من خلال المباراة وتقارير التقييم بالفيديو ونسعى دائما لاختيار الحكم أو طاقم التحكيم المناسب للمباراة المناسبة، موضوع اختيار الحكام وتعيينهم لا يصدر بقرارات فردية بل تشاورية ومن خلال الوصول لقناعات أساسية وهي تعيين الحكم المناسب للمباراة المناسبة وتطبيق مبدأ الحيادية التامة فإدارة التحكيم ولجنة الحكام تعملان جنب إلى جنب لنجاح التحكيم الآسيوي من خلال الترشيحات والتعيينات التي تتناسب مع أهمية الحدث سواء مباراة أو بطولة وعلى جميع المنافسات سواء أندية أو منتخبات ولجميع المراحل سواء للكبار أو البطولات العمرية فنحن ننظر بنفس الأهمية لجميع المنافسات ولجميع المستويات فالتعيين لا يرتبط بجنسية ممثل أو آخر بلجنة الحكام لأن ولله الحمد الجميع يعمل بحياد تام ومن أجل رفعة شأن التحكيم الآسيوي.
> في الـ25 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي سيتم عقد الاجتماع الأول للجنة الحكام الآسيوي التي تتولى منصب نائب الرئيس فيها، ما الذي سيتم خلال هذا الاجتماع من أجل تطوير التحكيم الآسيوي؟
- حددنا الأجندة التي ستناقش خلال الاجتماع، وبكل تأكيد سنسعى لمواصلة تطوير التحكيم الآسيوي ليكون في القمة وتتحقق الكثير من الأهداف المرجوة التي ذكرتها خلال الحوار.
> هل من كلمة توجهها للشارع الرياضي؟
- أود التأكيد على أننا نسعى دائما للتطوير وسنواصل مضاعفة الجهود التي تسهم في نجاح الحكم الآسيوي الذي استطاع قيادة مباريات كبيرة على مستوى البطولات العالمية، ونحن نقدر ونحترم الشارع الرياضي وحرصه على الأداء والتطوير ونقدر له النقد الإيجابي والهادف الذي يساهم في جعل منظومة التحكيم الآسيوية الأفضل دوليا، ويجب أن نحرص جميعا على تجنب النقد السلبي الذي يعد معول هدم لما وصل إليه التحكيم الآسيوي من نجاحات كبيرة.