طلاب الشرق الأوسط يقصدون الهند لدراسة الموضة

نحو 75 معهدًا توفر دورات تدريبية في كل المجالات ذات الصلة

دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
TT

طلاب الشرق الأوسط يقصدون الهند لدراسة الموضة

دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)

عند التفكير في اتخاذ الموضة مهنة، فإن أكثر المواقع المفضلة للدراسة تكون عواصم الموضة العالمية مثل نيويورك، أو لوس أنجليس، أو باريس، أو لندن، وربما ميلانو.
ولكن الكثير من الطلاب القادمين من إيران وسلطنة عمان وأفغانستان وأجزاء أخرى من أفريقيا تخيروا الذهاب إلى الهند وفضلوها على مقاصد الموضة العالمية الأخرى. وهم يدرسون هناك تصميم الأزياء، وتصميم الجواهر، والتصوير الفوتوغرافي للأزياء، وتصميم ملابس الحياكة اليدوية.
تخيرت الطالبة باريزاد من إيران الذهاب إلى الهند، بعد حصولها على الدرجة الجامعية المطلوبة في فنون الموضة في موطنها، سعيا للمزيد من الدراسة والتخصص من أجل حقيقة مفادها أن كلا البلدين يشترك في التاريخ الثقافي العميق والرائع، حيث يؤثر كل جزء من العالم في الآخر. وتقيم باريزاد في الهند لأجل التخصص في المنسوجات والتصميمات الهندية القديمة.
وهي تقول عن ذلك: «قد يعتقد بعض الناس أن طلاب الموضة لا بد أن يسافروا للتدريب في الخارج لدى الدول الأوروبية حيث توجد بيوت للموضة والأزياء على شاكلة شانيل أو دولتشي آند غابانا. ولكن، ومنذ البداية، كان الأمر واضحا أمامي من حيث السفر إلى الهند، فلقد تعرفت على الهند منذ نعومة أظفاري، حيث كان والدي يعمل هنا منذ عشر سنوات ونيف، ودائما ما عشقت الألوان والفنون في الملابس الهندية». وأضافت أن غالبية النساء الهنديات والإيرانيات لن يقمن بعروض للأزياء ويرتدين الملابس التقليدية مثلما يرتدين الحديثة منها.
خلال السنوات الأخيرة، شرع الكثير من المصممين الإيرانيين في العمل بفعالية وعلانية ونشاط.. على العكس من الوضع قبل عدة سنوات، والآن تنتشر العلامات التجارية المحلية وتجتذب الأفضلية بين المواطنين على العلامات التجارية الأجنبية. وتقول باريزاد حول ذلك: «أسعى لمزيج ومقاربة المطرزات الهندية، ومقارنة الأعمال والألوان بتصاميمي الخاصة، ولسوف يكون أمرا مدهشا من حيث ربط الأعمال الهندية وأساليب الربط والصباغة في المعاطف، والشادور، أو الحجاب».

* دورات دراسية للموضة
كانت الهند، ومنذ فترة طويلة، مركزا من مراكز تجارة المنسوجات والملابس الجاهزة. وهناك نحو 75 معهدا في الهند توفر دورات تدريبية في تكنولوجيا التصميم، والموضة والأزياء، والمجالات ذات الصلة. وتشمل مجالات التخصص المختلفة في تصميم الأزياء تصميم الملابس، والأحذية، والمجوهرات، والأمتعة. كما يمكن أيضا دراسة التصميم، ومفهوم الإدارة، وإدارة إنتاج التصميمات، ومراقبة الجودة، والتخطيط، وتصميم المنسوجات، والطباعة، وتصميم إكسسوارات الأزياء، وتجارة الأزياء، وعلوم المنسوجات، وخلط الألوان، والتسويق.
وأعطت نشأة سوق الموضة الدولية في الهند قوة دافعة لصناعة الأزياء التي برزت كصناعة مزدهرة ومسارا مهنيا لمصممي الأزياء، وبدت مصدرا من مصادر الثراء السريع. ولذلك، ينجذب الكثيرون لتلك المزايا ويقررون، وفقا لها، دراسة الأزياء هنا بصورة رسمية.

* المعايير والأهلية
في حين أن المتطلبات الأكاديمية ليست صعبة للغاية، إلا أن الطالب يحتاج إلى قدر معقول من الكفاءة والموهبة. وتعتبر الوظيفة أو المسار المهني في مجال الموضة والأزياء مثاليا لأولئك الذين يمتلكون الحس الإبداعي بدرجة تمكنهم من مزج الألوان، والظلال، والمنسوجات، والتعبير عن الأفكار من خلال الرسوم وابتكار التصميمات الجديدة، والأنماط، والملابس، والإكسسوارات، والاستمتاع بالعمل مع الأقمشة والإكسسوارات.
والحد الأدنى من معايير الأهلية للدورة من المستوى الجامعي في هذا المجال هو «10+2» مع درجات لا تقل عن 50 في المائة. ويمكن للطلاب الخريجين الانتقال إلى الدراسات العليا في تصميم الأزياء. وكجزء من عملية الاختيار، تقوم بعض المعاهد بإجراء اختبارات تحريرية، واختبارات مواقف، ومناقشات جماعية، ومقابلات شخصية. ويتعين على مصممي الأزياء أن تكون لهم نزعة فنية وإبداعية، فضلا عن امتلاك القدرة على ترجمة الأفكار إلى رسوم. ويجب أن يتمتعوا بحس وشعور قوي تجاه الألوان، وتصور المهارات، ومعرفة بتوجهات سوق الموضة والأزياء.

* أفضل 10 معاهد للأزياء في الهند
وفقا لاستبيان «ويك - هانسا» البحثي لعام 2015، فإن أفضل 10 كليات لتكنولوجيا الأزياء في الهند، بناء على جمع البيانات الإدراكية، والمعلومات الواقعية، ومنهجية الترتيب، تشمل: المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي ويأتي في المقام الأول، ثم المعهد الوطني للتصميم في أحمد آباد، والمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في مومباي، وأكاديمية بيرل في دلهي، وكلية أميتي لتكنولوجيا الأزياء في نويدا، ومعهد إدارة الملابس في غورغاون، ومعهد شمال الهند لتكنولوجيا الأزياء في موهالي، ومعهد تكنولوجيا الأزياء في بنغالور، وخلافه.
تأسس المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في عام 1986 كعلامة مميزة لصناعة الأزياء الهندية في جميع أنحاء البلاد. ويتلقى المعهد سنويا 30 ألف طلب التحاق لمقاعده التي لا تتجاوز ألفي مقعد فقط، ويقدم دورات دراسية لمستوى الخريجين والدراسات العليا. ويمكن للطلاب الجامعيين المتقدمين لنيل درجة بكالوريوس التقنية لمدة أربع سنوات (برنامج البكالوريوس في تكنولوجيا الأزياء) التخصص بعد ذلك في التصميم أو التكنولوجيا. وفي مجال التصميم، تتضمن الدورات المقدمة على التدريب في تصميمات الأزياء، والجلد، الإكسسوارات، والنسيج، والحياكة اليدوية، فضلا عن الاتصالات في عالم الموضة، بينما ينصب التركيز الرئيسي بالنسبة لطلاب التكنولوجيا على إنتاج الملابس.
إلى جانب التدريب على مهارات وأساليب التصميم الأساسية، يتعين على الطلاب الجامعيين دراسة مقررات أساسية في التكنولوجيا تشتمل على عمليات الإنتاج، وعلوم المواد، وكذلك تلقي دورات في مجال التسويق، والترويج، والتجارة، وتلقي المعلومات الأساسية حول التاريخ الاجتماعي والثقافي للأزياء والموضة والفن والتصميم. كما ينطوي العنصر النهائي على التدريب العملي من خلال دورات التدريب المهني والدراسات الميدانية.
وخلال الفصل الأخير من السنة النهائية، يشارك الطلاب في مشروع للتخرج الذي، في حالة أولئك المتخصصين في تصميمات الموضة والأزياء، يعني تصميم مجموعة كاملة من الأزياء باستخدام المهارات التي اكتسبوها ومن بينها التعهيد، ووضع الأنماط، والقص والخياطة.
ويتوقف القبول في برامج البكالوريوس والدراسات العليا في المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء على الدرجات المكتسبة من جانب المرشحين في اختبار القبول التحريري (اختبار القدرات العامة، اختبار القدرات الإبداعية، واختبار القدرات الإدارية)، والمناقشات الجماعية، والمقابلات الشخصية.
تبلغ الرسوم الدراسية بالنسبة للطلاب الهنود نحو 1070 دولارا بسعر صرف الدولار الحالي، وتبلغ 8130 دولارا للطلاب الدوليين والمقيمين من غير الهنود. ولا يمكن للطالب التقدم لبرنامج الطالب الجامعي إذا كان عمره يجاوز 23 عاما.
وبالإضافة إلى 15 مركزا هنديا محليا، فإن المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء يعمل على افتتاح مراكز جديدة في موريشيوس، والإمارات العربية المتحدة، وماليزيا بحلول العام المقبل. ولوجود أسماء شهيرة مثل مانيش أرورا، وراجيش براتاب سينغ، وريتو بيري، وجي جي فالايا من بين الطلاب الخريجين، فليس مستغربا أن المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي هو أكثر معاهد دراسات الموضة والأزياء رواجا بين الطلاب الطامحين.
ويقول فيصل من أفغانستان، وهو طالب في السنة الثالثة يتخصص في تصميم الأزياء: «أردت دوما أن أكون جزءا من رابطة الأزياء. ولكن في بلدي لا تعتبر الظروف ملائمة للحصول على التدريب المهني. أود دمج الأقمشة والمنسوجات والتصميمات التقليدية الأفغانية في الموضة الحديثة. واليوم، هناك الكثير من مراكز التسوق في كابل تعرض ماركات الملابس الغربية للرجال والنساء، الذين يجربون ارتداء الملابس الحديثة في الحفلات الخاصة فقط، وفي مراسم الزفاف التي لا تضم إلا الإناث فحسب. وعلى الرغم من التغييرات، فإنه لا تزال التقاليد المحافظة تفرض قيودها الصارمة على الملابس في الشارع الأفغاني، ولذلك أود أن أضيف لمسة حديثة على ملابسنا التقليدية بالنسبة لملابس الشارع».
وانجذب الكثير من الطلاب إلى الهند وجاءوا إلى هنا لتلقي كل ما هو هندي بالأساس. وأتى الطالب زوبين من سلطنة عمان، الذي نشأ على أفلام بوليوود الهندية، خصيصا لدراسة تصميم الأزياء، ويقول إن «هناك تأثيرا هنديا كبيرا على عمان، ونعلم الكثير عن الموضة والأزياء الهندية من خلال بوليوود. وعلاوة على ذلك، هناك الكثير من المصممين الهنود يعملون هناك أيضا؛ لذلك قررت المجيء إلى الهند لدراسة الأزياء في معهد جي دي لتكنولوجيا الأزياء، الذي وقع أخيرا مذكرة للتفاهم مع معرض (إنديا فاشون ويك لندن) والمقرر انعقاده في أكتوبر (تشرين الأول) للاحتفال بالموضة الآسيوية والمصممين المشهورين. وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يظهر فيها معهد جي دي لتكنولوجيا الأزياء كشريك مؤسسي رسمي في معرض (إنديا فاشون ويك لندن)».
وبدوره، يدرس أسامة عبد الله للحصول على درجة جامعية لدى المعهد الهندي للفنون والتصميم.
ويقدم المعهد، بالتعاون مع جامعة كينغستون في لندن، برامج درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء، والديكورات الداخلية، والتصميمات، وتصميم الاتصالات، في مقر المعهد بنيودلهي. وتشتمل إجراءات القبول على اختبار القدرات في التصميم، وتقييم لحافظة الأعمال، ومقابلة شخصية. كما تقدم 30 منحة دراسية للطلاب على أساس الجدارة. ويقول الطالب عبد الله: «أوافق أن دولا مثل فرنسا أو إيطاليا تعتبر من الأماكن المثالية لدراسة التصميمات، أو الحياكة، أو تصاميم الأزياء الراقية، ولكن الكثير من بيوت الأزياء الرائدة، مثل أرماني، وفالانتينو، وإيلي صعب، وزهير مراد، ولوي فيتون، تتعاهد بمصادرها إلى الهند، وبالتالي تخيرت الهند لدراسة الأزياء». كما أقر بصراحة أن تكاليف الدراسة في الهند أقل بكثير عن مثيلاتها في الغرب.

* مدارس الموضة العالمية في الهند
تشير التقديرات إلى أن صناعة الموضة والأزياء الهندية تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار، مع تقارير أخرى تفيد بنمو الصناعة بمعدل سنوي يبلغ 15 في المائة، كما أقام مقدمو الدراسات الدولية في مجال الموضة والأزياء برفقة المصممين الهنود المشهورين وجودا محليا لهم في الهند. ويشمل ذلك مدرسة ليسا الفرنسية للتصاميم واستوديو مارانغوني الإيطالي الشهير، والذين يعقدون الكثير من حلقات دراسة الموضة والأزياء الهندية.
وتقدم مدرسة ليسا حاليا دورات في تصميم الأزياء، وتصميم المنسوجات، والتصميم الغرافيكي، والديكورات الداخلية، إلى الطلاب من مراكزها في بنغالور وغورغاون، كما تقدم أيضا برنامجا للتبادل، وخيارا للطلاب لاستكمال سنة الدراسة النهائية أو تنفيذ مشروع التخرج في فرنسا. ويقول سارابجيت سينغ، المدير التنفيذي لمدرسة ليسا للتصميمات، فرع الهند: «المشهد الفني والتصاميم في أوروبا، وخصوصا فرنسا، عميق في ثقافته وأصوله. ولا يمكننا فصل ليسا عن جوهر الفن والتصميم الفرنسي، وهو بالضبط نفس المذاق الذي نريد للطلاب الهنود تجربته».
أما نيتا لولا، صاحبة شركة «آيس للتصميم»، التي ارتدت ملابس نجمة بوليوود الهندية إيشواريا راي باتسان في الكثير من المحافل الدولية، تعمل كذلك على تأسيس مدرسة ويستلينغ وودز نيتا لولا للأزياء في مومباي. بالإضافة إلى ذلك، أسست شركة فوغ، وهو الاسم المرتبط بالموضة والأزياء، معهدا لتكنولوجيا الأزياء في مدينة بنغالور الهندية. لذلك، يمكن للطلاب الاختيار بين المعاهد الهندية والدولية، مع أن المصروفات الدراسية للمعاهد الدولية يمكن أن تصل إلى 12 - 15 ألف دولار وفقا لكل معهد منها. وتعين شركات التجزئة، وبيوت الأزياء، ومصممو الأزياء، الموظفين من خريجي تلك المعاهد، مما يساعد الطلاب كذلك في تسجيل العلامات التجارية الخاصة بهم.



حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح
TT

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

اللهجات المختلفة تشير أحياناً إلى منشأ المتحدث بها، أو درجة تعليمه، أو وسطه الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، تقف اللهجات عائقاً أمام التعلم والفهم، كما أنها في بعض الأحيان تقف عقبة أمام التقدم المهني ونظرة المجتمع للمتحدث. ولهذا يتطلع كثيرون إلى التخلص من لهجتهم، واستبدالها بلغة «راقية» أو محايدة تمنحهم فرصاً عملية للترقي، وتحول دون التفرقة ضدهم بناء على لهجة متوارثة لا ذنب لهم فيها.
هذه الفوارق بين اللهجات موجودة في كل اللغات، ومنها اللغة العربية التي يحاول فيها أهل القرى اكتساب لهجات أهل المدن، ويتحدث فيها المثقفون إعلامياً بلغة فصحى حديثة هي الآن اللغة السائدة في إعلام الدول العربية. ولكن من أجل معالجة وسائل التعامل مع اللهجات واللكنات، سوف يكون القياس على اللغة الإنجليزية التي تعد الآن اللغة العالمية في التعامل.
هناك بالطبع كثير من اللهجات الإنجليزية التي تستخدم في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى، ولكن معاناة البعض تأتي من اللهجات الفرعية داخل كل دولة على حدة. وفي بريطانيا، ينظر البعض إلى لهجة أهل شرق لندن، التي تسمى «كوكني»، على أنها لهجة شعبية يستخدمها غير المتعلمين، وتشير إلى طبقة عاملة فقيرة. وعلى النقيض، هناك لهجات راقية تستخدم فيها «لغة الملكة»، وتشير إلى الطبقات العليا الثرية، وهذه أيضاً لها سلبياتها في التعامل مع الجماهير، حيث ينظر إليها البعض على أنها لغة متعالية، ولا تعبر عن نبض الشارع. وفي كلا الحالتين، يلجأ أصحاب هذه اللهجات إلى معالجة الموقف عن طريق إعادة تعلم النطق الصحيح، وتخفيف حدة اللهجة الدارجة لديهم.
الأجانب أيضاً يعانون من اللكنة غير المحلية التي تعلموا بها اللغة الإنجليزية، ويمكن التعرف فوراً على اللكنات الهندية والأفريقية والعربية عند نطق اللغة الإنجليزية. ويحتاج الأجانب إلى جهد أكبر من أجل التخلص من اللكنة الأجنبية، والاقتراب أكثر من النطق المحايد للغة، كما يسمعونها من أهلها.
وفي كل هذه الحالات، يكون الحل هو اللجوء إلى المعاهد الخاصة أو خبراء اللغة لتلقي دروس خاصة في تحسين النطق، وهو أسلوب تعلم يطلق عليه (Elocution) «إلوكيوشن»، وله أستاذته المتخصصون. ويمكن تلقي الدروس في مجموعات ضمن دورات تستمر من يوم واحد في حصة تستمر عدة ساعات إلى دورات تجري على 3 أشهر على نحو أسبوعي. كما يوفر بعض الأساتذة دورات شخصية مفصلة وفق حاجات الطالب أو الطالبة، تعالج الجوانب التي يريد الطالب تحسينها.
ومن نماذج الأساتذة الخصوصيين ماثيو بيكوك، الذي يقوم بتدريب نحو 20 طالباً أسبوعياً في لندن على تحسين نطقهم، حيث يتعامل مع حالة طبيب في مستشفى لندني يعاني من لهجته الكوكني، ويريد التخلص منها حتى يكتسب مصداقية أكبر في عمله كطبيب. ويقول الطبيب إنه يكره الفرضيات حول لهجته من المرضى والمجتمع الذي يتعامل معه.
ويقول بيكوك إن الطلب على دروس تحسين اللهجات في ارتفاع دائم في السنوات الأخيرة. كما زاد الطلب على الدروس بنسبة الربع في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي. وكان معظم الطلب من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا الذين يريدون التخلص من لكنتهم الأوروبية حتى يمكنهم الاختلاط بسهولة في بريطانيا، وتجنب التفرقة ضدهم من الشعب البريطاني.
ويقدم أحد فروع الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن دروساً شخصية في الإلقاء وتحسين اللهجة. ويقول كيفن تشابمان، مدير فرع الأعمال في الأكاديمية، إن الإقبال في العام الأخير على هذه الدروس زاد من 3 إلى 4 أضعاف. ويتلقى الطلبة دروساً فردية للتخلص من لهجات قروية، ولكن مع تقدم الدروس، يكتشف المدرس أن الطالب يحتاج أيضاً إلى معالجة أمور أخرى غير اللهجة، مثل الاضطراب والضغوط النفسية عند الحديث مع الإعلام وكيفية الإلقاء الصحيح.
وتجرى بعض هذه الدروس عن بعد، عن طريق برامج فيديو مثل «سكايب» يمكن للطالب أن يستمع إلى إلقائه عبر الفيديو من أجل تحسين لهجته. وترتبط دروس تحسين اللهجات في معظم الأحوال بتحسين أساليب التواصل والإلقاء عبر الوسائل الإلكترونية، وهي مقدرة يحتاجها أصحاب الأعمال في توصيل أفكارهم بوضوح وبساطة إلى زبائن الشركة والموردين الذين يتعاملون معهم، خصوصاً أن التعامل في عالم الأعمال الحديث يكون في مناخ دولي من جميع أنحاء العالم.
وبخلاف أصحاب الأعمال، يقبل على دروس تحسين اللهجة والحديث العام شرائح مجتمعية أخرى، مثل المدرسين والمحامين. وتقول فيليستي غودمان، مدربة الصوت التي تعمل في مدينة مانشستر، إنها فوجئت بأن بعض طلبتها اعترفوا بأنهم فشلوا في مقابلات عمل بسبب اللهجة، وهي تعتقد أن أصحاب الأعمال قد يقصدون القدرة اللغوية أو كيفية النطق، بدلاً من اللهجة، عند رفض المتقدمين لوظائف معينة.
ومن شركة متخصصة في تدريب الموظفين الذين يعملون في مجال السلع والخدمات الفاخرة، اسمها «لندن لكشري أكاديمي»، يقول مديرها العام بول راسيل، المتخصص في علم النفس، إن التفرقة ضد بعض اللهجات موجودة فعلاً. وهو يقوم بتدريب موظفي الشركات على التعامل بلهجات واضحة مع كبار الزبائن الأجانب. ويقول إن العامة تحكم على الأشخاص من لهجتهم رغماً عنهم، خصوصاً في بعض المجالات، حيث لا يمكن أن ينجح أي شخص بلهجة قوية في التواصل مع المجتمع المخملي في أي مكان.
ولمن يريد تحسين لهجته أو لغته بوجه عام، مع جوانب كيفية لفظ الكلمات والإلقاء العام، عليه بدورات تدريبية متخصصة، أو بدروس خصوصية من مدرب خاص. وتتراوح التكاليف بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً (40 و52 دولاراً) في الساعة الواحدة. ويحتاج الطالب في المتوسط إلى دورة من 10 دروس.
ولا يلجأ مدرسي النطق الصحيح للغات إلى الإعلان عن أنفسهم لأنهم يكتفون بمواقع على الإنترنت والسمعة بين طلبتهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من دفعات الطلبة الجدد الراغبين في التعلم. ويقول روبن وودريدج، من مدرسة برمنغهام، إن تكاليف التعلم اللغوي الصحيح تعادل تكاليف تعلم الموسيقى، وهو يقوم بتعليم ما بين 40 و50 طالباً شهرياً.
ويضيف وودريدج أن سبب الإقبال على دروسه من رجال الأعمال والأكاديميين هو رغبتهم في تجنب الافتراضات المرتبطة بلهجتهم. فعلى رغم جهود التجانس والتعايش الاجتماعي، فإن التفرقة ضد اللهجات ما زالت منتشرة على نطاق واسع في مجتمع مثل المجتمع البريطاني.
وعلى الرغم من أن أكاديمية لندن للموسيقى والفنون الدرامية تقول في شروط اختباراتها إن اللهجات الإقليمية مقبولة، فإن وودريدج يؤكد أن معظم طلبة مدرسة برمنغهام للنطق الصحيح يأتون من مدارس خاصة، ولا يريد ذووهم أن تكون لهجة برمنغهام ذات تأثير سلبي على مستقبلهم.
ويقول أساتذة تعليم النطق اللغوي إن الفرد يحتاج إلى كثير من الشجاعة من أجل الاعتراف بأن لهجته تقف عقبة في سبيل نجاحه، ولذلك يلجأ إلى تغيير هذه اللهجة. ويشير بعض الأساتذة إلى حساسية التعامل مع مسألة اللهجات، والحاجة إلى الخبرة في التعامل مع كيفية تغييرها، ويعتقد أنه في بريطانيا، على الأقل، ما بقيت التفرقة ضد اللهجات، واستمر النظام الطبقي في البلاد، فإن الإقبال على خدمات تحسين اللهجات سوف يستمر في الزيادة لسنوات طويلة.
- كيف تتخلص من لكنتك الأجنبية في لندن؟
> هناك كثير من المعاهد والجامعات والكليات والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المعلمين الذين يمكن اللجوء إليهم في دورات تدريبية، في لندن لتحسين النطق باللغة الإنجليزية، أو التخلص من اللكنة الأجنبية. والنموذج التالي هو لمدرسة خاصة في لندن، اسمها «لندن سبيتش وركشوب»، تقدم دورات خاصة في تعليم النطق الصحيح، وتساعد الطلبة على التخلص من اللكنة الأجنبية في الحديث.
وتقول نشرة المدرسة إنه من المهم الشعور بالثقة عند الحديث، وإن الدورة التدريبية سوف تساهم في وضوح الكلمات، وتخفف من اللكنات، وتلغي الحديث المبهم. وترى المدرسة أن هناك كثيراً من العوامل، بالإضافة إلى اللهجة أو اللكنة الأجنبية، تمنع وضوح الحديث باللغة الإنجليزية، وهي تعالج كل الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد.
وتقدم المدرسة فرصة الاستفادة من درس نموذجي واحد أولاً، قبل أن يلتزم الطالب بالدورة التدريبية التي تمتد إلى 10 حصص على 3 أشهر. كما يمكن للطالب اختيار حل وسط بدورة سريعة تمتد لـ5 حصص فقط. وتصل تكلفة الدورة المكونة من 10 حصص إلى 1295 جنيهاً (1685 دولاراً)، ويحصل الطالب بالإضافة إلى الحصص على دليل مكتوب في مائة صفحة للتدريب اللغوي، وخطة عمل مخصصة له، بالإضافة إلى واجبات دراسية أسبوعية. وللمدرسة فرعان في لندن: أحدهما في حي مايفير، والآخر في جي السيتي، شرق لندن بالقرب من بنك إنجلترا.