طلاب الشرق الأوسط يقصدون الهند لدراسة الموضة

نحو 75 معهدًا توفر دورات تدريبية في كل المجالات ذات الصلة

دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
TT

طلاب الشرق الأوسط يقصدون الهند لدراسة الموضة

دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)
دارسون بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي خلال العمل («الشرق الأوسط»)

عند التفكير في اتخاذ الموضة مهنة، فإن أكثر المواقع المفضلة للدراسة تكون عواصم الموضة العالمية مثل نيويورك، أو لوس أنجليس، أو باريس، أو لندن، وربما ميلانو.
ولكن الكثير من الطلاب القادمين من إيران وسلطنة عمان وأفغانستان وأجزاء أخرى من أفريقيا تخيروا الذهاب إلى الهند وفضلوها على مقاصد الموضة العالمية الأخرى. وهم يدرسون هناك تصميم الأزياء، وتصميم الجواهر، والتصوير الفوتوغرافي للأزياء، وتصميم ملابس الحياكة اليدوية.
تخيرت الطالبة باريزاد من إيران الذهاب إلى الهند، بعد حصولها على الدرجة الجامعية المطلوبة في فنون الموضة في موطنها، سعيا للمزيد من الدراسة والتخصص من أجل حقيقة مفادها أن كلا البلدين يشترك في التاريخ الثقافي العميق والرائع، حيث يؤثر كل جزء من العالم في الآخر. وتقيم باريزاد في الهند لأجل التخصص في المنسوجات والتصميمات الهندية القديمة.
وهي تقول عن ذلك: «قد يعتقد بعض الناس أن طلاب الموضة لا بد أن يسافروا للتدريب في الخارج لدى الدول الأوروبية حيث توجد بيوت للموضة والأزياء على شاكلة شانيل أو دولتشي آند غابانا. ولكن، ومنذ البداية، كان الأمر واضحا أمامي من حيث السفر إلى الهند، فلقد تعرفت على الهند منذ نعومة أظفاري، حيث كان والدي يعمل هنا منذ عشر سنوات ونيف، ودائما ما عشقت الألوان والفنون في الملابس الهندية». وأضافت أن غالبية النساء الهنديات والإيرانيات لن يقمن بعروض للأزياء ويرتدين الملابس التقليدية مثلما يرتدين الحديثة منها.
خلال السنوات الأخيرة، شرع الكثير من المصممين الإيرانيين في العمل بفعالية وعلانية ونشاط.. على العكس من الوضع قبل عدة سنوات، والآن تنتشر العلامات التجارية المحلية وتجتذب الأفضلية بين المواطنين على العلامات التجارية الأجنبية. وتقول باريزاد حول ذلك: «أسعى لمزيج ومقاربة المطرزات الهندية، ومقارنة الأعمال والألوان بتصاميمي الخاصة، ولسوف يكون أمرا مدهشا من حيث ربط الأعمال الهندية وأساليب الربط والصباغة في المعاطف، والشادور، أو الحجاب».

* دورات دراسية للموضة
كانت الهند، ومنذ فترة طويلة، مركزا من مراكز تجارة المنسوجات والملابس الجاهزة. وهناك نحو 75 معهدا في الهند توفر دورات تدريبية في تكنولوجيا التصميم، والموضة والأزياء، والمجالات ذات الصلة. وتشمل مجالات التخصص المختلفة في تصميم الأزياء تصميم الملابس، والأحذية، والمجوهرات، والأمتعة. كما يمكن أيضا دراسة التصميم، ومفهوم الإدارة، وإدارة إنتاج التصميمات، ومراقبة الجودة، والتخطيط، وتصميم المنسوجات، والطباعة، وتصميم إكسسوارات الأزياء، وتجارة الأزياء، وعلوم المنسوجات، وخلط الألوان، والتسويق.
وأعطت نشأة سوق الموضة الدولية في الهند قوة دافعة لصناعة الأزياء التي برزت كصناعة مزدهرة ومسارا مهنيا لمصممي الأزياء، وبدت مصدرا من مصادر الثراء السريع. ولذلك، ينجذب الكثيرون لتلك المزايا ويقررون، وفقا لها، دراسة الأزياء هنا بصورة رسمية.

* المعايير والأهلية
في حين أن المتطلبات الأكاديمية ليست صعبة للغاية، إلا أن الطالب يحتاج إلى قدر معقول من الكفاءة والموهبة. وتعتبر الوظيفة أو المسار المهني في مجال الموضة والأزياء مثاليا لأولئك الذين يمتلكون الحس الإبداعي بدرجة تمكنهم من مزج الألوان، والظلال، والمنسوجات، والتعبير عن الأفكار من خلال الرسوم وابتكار التصميمات الجديدة، والأنماط، والملابس، والإكسسوارات، والاستمتاع بالعمل مع الأقمشة والإكسسوارات.
والحد الأدنى من معايير الأهلية للدورة من المستوى الجامعي في هذا المجال هو «10+2» مع درجات لا تقل عن 50 في المائة. ويمكن للطلاب الخريجين الانتقال إلى الدراسات العليا في تصميم الأزياء. وكجزء من عملية الاختيار، تقوم بعض المعاهد بإجراء اختبارات تحريرية، واختبارات مواقف، ومناقشات جماعية، ومقابلات شخصية. ويتعين على مصممي الأزياء أن تكون لهم نزعة فنية وإبداعية، فضلا عن امتلاك القدرة على ترجمة الأفكار إلى رسوم. ويجب أن يتمتعوا بحس وشعور قوي تجاه الألوان، وتصور المهارات، ومعرفة بتوجهات سوق الموضة والأزياء.

* أفضل 10 معاهد للأزياء في الهند
وفقا لاستبيان «ويك - هانسا» البحثي لعام 2015، فإن أفضل 10 كليات لتكنولوجيا الأزياء في الهند، بناء على جمع البيانات الإدراكية، والمعلومات الواقعية، ومنهجية الترتيب، تشمل: المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي ويأتي في المقام الأول، ثم المعهد الوطني للتصميم في أحمد آباد، والمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في مومباي، وأكاديمية بيرل في دلهي، وكلية أميتي لتكنولوجيا الأزياء في نويدا، ومعهد إدارة الملابس في غورغاون، ومعهد شمال الهند لتكنولوجيا الأزياء في موهالي، ومعهد تكنولوجيا الأزياء في بنغالور، وخلافه.
تأسس المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في عام 1986 كعلامة مميزة لصناعة الأزياء الهندية في جميع أنحاء البلاد. ويتلقى المعهد سنويا 30 ألف طلب التحاق لمقاعده التي لا تتجاوز ألفي مقعد فقط، ويقدم دورات دراسية لمستوى الخريجين والدراسات العليا. ويمكن للطلاب الجامعيين المتقدمين لنيل درجة بكالوريوس التقنية لمدة أربع سنوات (برنامج البكالوريوس في تكنولوجيا الأزياء) التخصص بعد ذلك في التصميم أو التكنولوجيا. وفي مجال التصميم، تتضمن الدورات المقدمة على التدريب في تصميمات الأزياء، والجلد، الإكسسوارات، والنسيج، والحياكة اليدوية، فضلا عن الاتصالات في عالم الموضة، بينما ينصب التركيز الرئيسي بالنسبة لطلاب التكنولوجيا على إنتاج الملابس.
إلى جانب التدريب على مهارات وأساليب التصميم الأساسية، يتعين على الطلاب الجامعيين دراسة مقررات أساسية في التكنولوجيا تشتمل على عمليات الإنتاج، وعلوم المواد، وكذلك تلقي دورات في مجال التسويق، والترويج، والتجارة، وتلقي المعلومات الأساسية حول التاريخ الاجتماعي والثقافي للأزياء والموضة والفن والتصميم. كما ينطوي العنصر النهائي على التدريب العملي من خلال دورات التدريب المهني والدراسات الميدانية.
وخلال الفصل الأخير من السنة النهائية، يشارك الطلاب في مشروع للتخرج الذي، في حالة أولئك المتخصصين في تصميمات الموضة والأزياء، يعني تصميم مجموعة كاملة من الأزياء باستخدام المهارات التي اكتسبوها ومن بينها التعهيد، ووضع الأنماط، والقص والخياطة.
ويتوقف القبول في برامج البكالوريوس والدراسات العليا في المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء على الدرجات المكتسبة من جانب المرشحين في اختبار القبول التحريري (اختبار القدرات العامة، اختبار القدرات الإبداعية، واختبار القدرات الإدارية)، والمناقشات الجماعية، والمقابلات الشخصية.
تبلغ الرسوم الدراسية بالنسبة للطلاب الهنود نحو 1070 دولارا بسعر صرف الدولار الحالي، وتبلغ 8130 دولارا للطلاب الدوليين والمقيمين من غير الهنود. ولا يمكن للطالب التقدم لبرنامج الطالب الجامعي إذا كان عمره يجاوز 23 عاما.
وبالإضافة إلى 15 مركزا هنديا محليا، فإن المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء يعمل على افتتاح مراكز جديدة في موريشيوس، والإمارات العربية المتحدة، وماليزيا بحلول العام المقبل. ولوجود أسماء شهيرة مثل مانيش أرورا، وراجيش براتاب سينغ، وريتو بيري، وجي جي فالايا من بين الطلاب الخريجين، فليس مستغربا أن المعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في دلهي هو أكثر معاهد دراسات الموضة والأزياء رواجا بين الطلاب الطامحين.
ويقول فيصل من أفغانستان، وهو طالب في السنة الثالثة يتخصص في تصميم الأزياء: «أردت دوما أن أكون جزءا من رابطة الأزياء. ولكن في بلدي لا تعتبر الظروف ملائمة للحصول على التدريب المهني. أود دمج الأقمشة والمنسوجات والتصميمات التقليدية الأفغانية في الموضة الحديثة. واليوم، هناك الكثير من مراكز التسوق في كابل تعرض ماركات الملابس الغربية للرجال والنساء، الذين يجربون ارتداء الملابس الحديثة في الحفلات الخاصة فقط، وفي مراسم الزفاف التي لا تضم إلا الإناث فحسب. وعلى الرغم من التغييرات، فإنه لا تزال التقاليد المحافظة تفرض قيودها الصارمة على الملابس في الشارع الأفغاني، ولذلك أود أن أضيف لمسة حديثة على ملابسنا التقليدية بالنسبة لملابس الشارع».
وانجذب الكثير من الطلاب إلى الهند وجاءوا إلى هنا لتلقي كل ما هو هندي بالأساس. وأتى الطالب زوبين من سلطنة عمان، الذي نشأ على أفلام بوليوود الهندية، خصيصا لدراسة تصميم الأزياء، ويقول إن «هناك تأثيرا هنديا كبيرا على عمان، ونعلم الكثير عن الموضة والأزياء الهندية من خلال بوليوود. وعلاوة على ذلك، هناك الكثير من المصممين الهنود يعملون هناك أيضا؛ لذلك قررت المجيء إلى الهند لدراسة الأزياء في معهد جي دي لتكنولوجيا الأزياء، الذي وقع أخيرا مذكرة للتفاهم مع معرض (إنديا فاشون ويك لندن) والمقرر انعقاده في أكتوبر (تشرين الأول) للاحتفال بالموضة الآسيوية والمصممين المشهورين. وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يظهر فيها معهد جي دي لتكنولوجيا الأزياء كشريك مؤسسي رسمي في معرض (إنديا فاشون ويك لندن)».
وبدوره، يدرس أسامة عبد الله للحصول على درجة جامعية لدى المعهد الهندي للفنون والتصميم.
ويقدم المعهد، بالتعاون مع جامعة كينغستون في لندن، برامج درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء، والديكورات الداخلية، والتصميمات، وتصميم الاتصالات، في مقر المعهد بنيودلهي. وتشتمل إجراءات القبول على اختبار القدرات في التصميم، وتقييم لحافظة الأعمال، ومقابلة شخصية. كما تقدم 30 منحة دراسية للطلاب على أساس الجدارة. ويقول الطالب عبد الله: «أوافق أن دولا مثل فرنسا أو إيطاليا تعتبر من الأماكن المثالية لدراسة التصميمات، أو الحياكة، أو تصاميم الأزياء الراقية، ولكن الكثير من بيوت الأزياء الرائدة، مثل أرماني، وفالانتينو، وإيلي صعب، وزهير مراد، ولوي فيتون، تتعاهد بمصادرها إلى الهند، وبالتالي تخيرت الهند لدراسة الأزياء». كما أقر بصراحة أن تكاليف الدراسة في الهند أقل بكثير عن مثيلاتها في الغرب.

* مدارس الموضة العالمية في الهند
تشير التقديرات إلى أن صناعة الموضة والأزياء الهندية تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار، مع تقارير أخرى تفيد بنمو الصناعة بمعدل سنوي يبلغ 15 في المائة، كما أقام مقدمو الدراسات الدولية في مجال الموضة والأزياء برفقة المصممين الهنود المشهورين وجودا محليا لهم في الهند. ويشمل ذلك مدرسة ليسا الفرنسية للتصاميم واستوديو مارانغوني الإيطالي الشهير، والذين يعقدون الكثير من حلقات دراسة الموضة والأزياء الهندية.
وتقدم مدرسة ليسا حاليا دورات في تصميم الأزياء، وتصميم المنسوجات، والتصميم الغرافيكي، والديكورات الداخلية، إلى الطلاب من مراكزها في بنغالور وغورغاون، كما تقدم أيضا برنامجا للتبادل، وخيارا للطلاب لاستكمال سنة الدراسة النهائية أو تنفيذ مشروع التخرج في فرنسا. ويقول سارابجيت سينغ، المدير التنفيذي لمدرسة ليسا للتصميمات، فرع الهند: «المشهد الفني والتصاميم في أوروبا، وخصوصا فرنسا، عميق في ثقافته وأصوله. ولا يمكننا فصل ليسا عن جوهر الفن والتصميم الفرنسي، وهو بالضبط نفس المذاق الذي نريد للطلاب الهنود تجربته».
أما نيتا لولا، صاحبة شركة «آيس للتصميم»، التي ارتدت ملابس نجمة بوليوود الهندية إيشواريا راي باتسان في الكثير من المحافل الدولية، تعمل كذلك على تأسيس مدرسة ويستلينغ وودز نيتا لولا للأزياء في مومباي. بالإضافة إلى ذلك، أسست شركة فوغ، وهو الاسم المرتبط بالموضة والأزياء، معهدا لتكنولوجيا الأزياء في مدينة بنغالور الهندية. لذلك، يمكن للطلاب الاختيار بين المعاهد الهندية والدولية، مع أن المصروفات الدراسية للمعاهد الدولية يمكن أن تصل إلى 12 - 15 ألف دولار وفقا لكل معهد منها. وتعين شركات التجزئة، وبيوت الأزياء، ومصممو الأزياء، الموظفين من خريجي تلك المعاهد، مما يساعد الطلاب كذلك في تسجيل العلامات التجارية الخاصة بهم.



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.