ياسين لـ {الشرق الأوسط}: اتفاق يمني ـ مصري لتأهيل كوادر دبلوماسية جديدة

قال إن الحكومة المصرية توقفت عن استقبال حزب صالح لعدم جديته في حل الأزمة اليمنية

رياض ياسين ... سامح شكري
رياض ياسين ... سامح شكري
TT

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: اتفاق يمني ـ مصري لتأهيل كوادر دبلوماسية جديدة

رياض ياسين ... سامح شكري
رياض ياسين ... سامح شكري

قال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «إجراء اتفاق يمني - مصري، لتدريب الكوادر الدبلوماسية اليمنية في القاهرة، من أجل إعداد الجديد للدبلوماسية اليمنية في أسرع وقت»، مشيرًا إلى أن مسؤولا مصريا، أبلغه أمس، بأن الحكومة المصرية رفضت استقبال الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لعدم جديتهم لإيجاد حلول حول إنهاء الأزمة اليمنية.
وأوضح الدكتور ياسين، عقب لقائه مع نظيره المصري سامح شكري، في مقر الوزارة بالقاهرة أمس، أن هناك توافقا في وجهات النظر بين البلدين حول الشرعية اليمنية، وإعادة الحكومة إلى اليمن، والمساهمة في علاج الجرحى، وتسهيل أوضاعهم الثبوتية، داخل الأراضي المصرية، إضافة إلى دعم اليمن بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية. وأضاف «سيتم إرسال الجرحى إلى مصر للعلاج هناك، وجرى توافق على آلية وصولهم إلى القاهرة، وتسهيل أمورهم، إضافة إلى إرساله طائرة إغاثية ستصل إلى مطار عدن الدولي خلال اليومين المقبلين».
وقال وزير الخارجية اليمني، إنه جرى الاتفاق على تدريب الكوادر الدبلوماسية اليمنية في المعاهد المتخصصة بالقاهرة، وذلك لإعداد كوادر جديدة للعمل في الدبلوماسية اليمنية، وذلك بشكل عاجل وسريع، مشيرًا إلى أن الفترة القريبة المقبلة، ستشهد بداية لإعدادهم قريبًا. ولفت الدكتور ياسين إلى أنه جرى مناقشة موقف مصر السياسي في العملية اليمنية، وأن الوزير شكري، أبلغه بأنه لا توجد أي مبادرة مصرية، من دون علم الحكومة الشرعية، كون أن مصر لها دور ريادي في قوات التحالف، ممثلة في عاصفة الحزم، وكذلك إعادة الأمل، مؤكدًا أن أي قوى سياسية يمنية في القاهرة، لا تمثل إلا القوى اليمنية التابعة لها. وأضاف «سمعنا عن مؤتمر يمني يخص إحدى القوى اليمنية في القاهرة، إذ إن هذا المؤتمر لا يمثل إلا نفسه فقط، وأن الحكومة المصرية موقفها واضح تجاه الشرعية اليمنية، وجهودهم بدأت في اللحظات الأولى في عمليات إنقاذ اليمن». وأكد وزير الخارجية اليمني، أن اللقاء لم يخلوا من التطرق إلى الأعمال الإيرانية الذي أسهمت في دعم الميليشيات الحوثية بالأسلحة منذ السنوات الماضية عبر البحر، وأخيرا عبر الجو من خلال تسييرها 14 رحلة جوية بين صنعاء وطهران، مشيرًا إلى أن اليمن لن يسمح بأن تنشئ إيران إقليما بما يشابه حزب الله الجديد في داخل اليمن. وذكر الدكتور ياسين، أن الوزير شكري، أبلغه بإيقاف اللقاءات مع الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك بعد أن تبين عدم جديتهم لموضوع حل الأزمة اليمنية، وقال: «الموالون لصالح، لديهم نيات يعملون على استغلالها إعلاميا، للحرص على الصور الفوتوغرافية مع مسؤولين في بعض الدول، من أجل إيضاح الأمر للرأي العام بأن هؤلاء المسؤولين في تلك الدول، قد استجابوا لآرائهم ومقترحات حزب المخلوع صالح».
وقال ياسين، في مقر الخارجية المصرية، إن «مصر ستقوم بإرسال أكثر من طائرة للمساعدات الإنسانية خلال اليومين القادمين. كما تم الاتفاق على أن تستقبل مصر عددا من المرضى اليمنيين للعلاج داخل مصر، بالإضافة إلى تدريب عدد من الدبلوماسيين اليمنيين في مصر، وتنشيط كل البروتوكولات والاتفاقيات السابقة بين البلدين». وردا على سؤال حول ما إذا كان تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب مؤقت، قال ياسين، إن «هذا التأجيل مؤقت لمزيد من الدراسة والتفصيل حتى يكون هذا البروتوكول قابلا للتطبيق وبشكل عملي، وخصوصا أن الأحداث تتسارع كثيرا وتتطلب أن يكون هذا البروتوكول به كثير من الحيوية. وحول موعد استعادة القوات اليمنية لكامل صنعاء قال، «قريبا.. لم يتبق إلا بعض المدن ومن ضمنها صنعاء، ولكن الآن معظم اليمن تحت سيطرة الشرعية». وأضاف «يجب تطبيق القرار الأممي، وهو ما اتفقنا عليه اليوم مع وزير الخارجية سامح شكري ثم ندخل في إطار العملية السياسية التي يجب أن تكون شاملة لكل القوى والأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، وألا تقتصر العملية السياسية على الحوثيين والشرعية، فالعملية السياسية تعني الشمولية للجميع تحت مظلة الدولة الراعية وألا تكون هناك ميزة للميليشيات الحوثيين بحكم أنها استخدمت العنف والسلاح». وحول الوضع الإنساني في مدينة تعز قال وزير الخارجية اليمنى، إن «الوضع بها سيئ جدا وهناك كارثة إنسانية نتيجة لضربات ميليشيات الحوثيين على المستشفيات والمناطق الأهلة بالسكان، وأعتقد أن هذا دليل آخر على أن ميليشيات الحوثيين وعلى عبد الله صالح تعيش أيامها الأخيرة وتنتحر وتريد أن تعبر عن هزيمتها بتلك الضربات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».