قلق في الأنبار من تباطؤ العمليات العسكرية لتحرير المحافظة من «داعش»

بعد مرور أكثر من شهرين على بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار التي سيطر عليها تنظيم داعش قبل أكثر من أربعة أشهر، ومع اقتراب فصل الصيف من نهايته، أبدى مسؤولون حكوميون ومواطنون من مختلف مدن المحافظة قلقهم وخشيتهم من عدم تحقيق التقدم المطلوب في استعادة المدينة من قبضة «داعش».
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، والمتحدث الرسمي باسمه عيد عمّاش، إن «الشعور بالقلق بدأ ينتاب الجميع بسبب تباطؤ العمليات»، محذرا من أن القوات الأمنية «ستواجه تحديات جديدة وعوائق أخرى ستضاف إلى سلسلة العوائق في حال عدم الجديّة في تحقيق اختراقات لاستعادة السيطرة على الرمادي خلال الشهرين المقبلين، إذ ستواجه القوات الأمنية ظروفا قاسية تتمثل بطبيعة تلك المناطق خلال فصل الشتاء». وأضاف: «من خلال مواكبتنا للقوات الأمنية العراقية في عمليات تحرير مدن الأنبار وجدنا أن هناك عوائق كثيرة تقف أمام تقدم القوات بشكل سريع، منها كثرة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش، وكذلك العمليات الانتحارية التي ينفذها مسلحو التنظيم باستخدام العجلات المفخخة، وتسببت هذه العمليات الإجرامية في فقدان الكثير من القيادات العسكرية، وكان آخر ذلك مقتل قائدين كبيرين من أبرز القيادات العسكرية الكفؤة في الأنبار والعراق».
وأشار عمّاش إلى أنه «رغم توافر الدعم الدولي الكبير فإن القوات العراقية لم تحقّق التقدّم المنشود، ولا بد من وضع استراتيجية عسكرية مغايرة تتقاطع مع نسق القتال المتبع في المعارك السابقة، إلى جانب التعويل بشكل كبير على مقاتلي العشائر من أبناء الأنبار، خصوصا مع الازدياد الواضح في العمليات الانتحارية، وهو ما بات يُمثل نقطة ضعف القوات العراقية بشكل كبير».
من جهته، أكد شيخ عشيرة البونمر، نعيم الكعود، ظهور بوادر الانتفاضة الحقيقية لمقاتلي العشائر بمحافظة الأنبار لتطهير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش. وفيما أشار إلى وجود تغييرات ستحصل في قيادة عمليات المحافظة، لفت إلى أن خطة تحرير الرمادي سارية المفعول. وقال الكعود إن «هناك فتورا في العمليات العسكرية بمحافظة الأنبار بسبب الكم الهائل من العبوات الناسفة والمفخخات، إلا أننا متفائلون بتحقيق النصر خصوصا مع وجود بوادر انتفاضة حقيقية من قبل مقاتلي العشائر لتطهير مناطقهم من سيطرة (داعش)».
وفي سياق متصل، كلف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، قادة عسكريين جددا بإدارة المعارك الجارية ضد تنظيم داعش في محافظة الأنبار، خلفا للقائدين اللذين قتلا الخميس الماضي. ووفقا لبيان صادر عن مكتب العبادي «تم تعيين العميد الركن درع الفتلاوي قائدا للفرقة الثامنة، والعميد الركن محمود الفلاحي قائدا للفرقة العاشرة، واللواء الركن إسماعيل شهاب معاونا لقائد عمليات الأنبار وقائدا للمحور الشمالي من الرمادي».
ويأتي تكليف العبادي للقادة الجدد بعد يومين من مقتل قائد الفرقة العاشرة في الجيش العراقي العميد الركن سفين عبد المجيد، ومعاون قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبد الرحمن أبو رغيف، خلال معارك مع تنظيم داعش.
وميدانيا، اندلعت اشتباكات مسلحة بين سكان أهالي قضاء الرطبة غرب الأنبار ومسلحي تنظيم داعش، بعد قيام التنظيم باعتقال 200 شخص من أهالي القضاء. وقال قائمقام قضاء الرطبة عماد أحمد إن «عناصر تنظيم داعش الإرهابي قاموا باختطاف أكثر من 200 متظاهر من أهالي القضاء، كانوا قد تظاهروا ضد عناصر التنظيم بعد تشييع أحد المواطنين الأبرياء الذي أعدمه التنظيم الإرهابي بحجة قتله لأحد عناصر التنظيم الإرهابي وسط المدينة». وأضاف أحمد أن «اشتباكات عنيفة تجري الآن بين أهالي المدينة ومسلحي التنظيم الإرهابي، وأن أهالي القضاء يطالبون القائد العام للقوات المسلحة بالتدخل فورا وإرسال قوة عسكرية لتحرير القضاء من سيطرة المسلحين، كون الوضع الحالي يساعد على تحريره خصوصا مع تزايد الثورة الشعبية ضد تنظيم داعش».