انتقادات واسعة لإصلاحات رئيس الوزراء العراقي

قانونيون وناشطون: لم تلبِّ الطموح

انتقادات واسعة لإصلاحات رئيس الوزراء العراقي
TT

انتقادات واسعة لإصلاحات رئيس الوزراء العراقي

انتقادات واسعة لإصلاحات رئيس الوزراء العراقي

مع دخول مظاهرات الخدمات ومحاسبة الفاسدين في العراق أسبوعها الرابع، وإطلاق رئيس الوزراء حيدر العبادي حزمتين من الإصلاحات، أكد قانونيون وناشطون في الحراك المدني أنها لم تلب الطموح.
وفي الوقت الذي قال فيه خبير في القانون إن «إصلاحات العبادي تحتاج لتشريعات عدة من قبل البرلمان ويجب أن تنظم بقوانين، لذا فإنها تحتاج إلى وقت طويل»، بين ناشط مدني أنها «كحقن التخدير؛ لا تغني ولا تشبع، وهي التفاف واضح على إرادة الشعب الذي فوضه للقيام بتلك الإصلاحات».
وقال الخبير القانوني الدكتور علي الكناني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «إصلاحات العبادي ورغم أن البرلمان قد أقرها وصوت عليها، فإنها قد تؤدي إلى انهيار النظام والدستور، فأغلب ما جاء فيها يحتاج إما إلى مشروعات قوانين يصوت عليها البرلمان، أو تعديلات دستورية، أو قرار من مجلس الوزراء أو مجالس المحافظات، حتى يكون التشريع صحيحا ولا يخالف الدستور، وهذا الشيء لم يحدث».
وأضاف أن «انهيار المؤسسة الدستورية قد يؤدي إلى انهيار في منظومة الدولة العراقية المبنية على دستور، فإما تعطيله أو تعديله، وهذا لم يحصل، لذا فهي مجرد حبر على ورق، لأنها تحتاج وقتا طويلا».
من جهته، قال الناطق باسم معتصمي البصرة الدكتور نائل الزاملي، إن «هناك إصلاحات، لكن أين هي؟ مجرد كلام لم نجد تطبيقا، فهي كحقن التخدير لم تفِ بالغرض الذي خرج من أجله جميع العراقيين بمظاهرات كبيرة غطت أغلب المدن، فهي التفاف واضح على إرادة الشعب الذي فوض العبادي».
وأضاف: «ميليشيات السلطة تهدد وتعبث بالأمن، والفاسدون ما زالوا يحكمون، ولم يتغير أي شيء، فأي إصلاحات هذه التي يتم التحدث عنها».
وتابع أن «العبادي أمام فرصة تاريخية، فإما أن يستغلها، أو ليرحل ويصار إلى حكومة تكنوقراط، فيكفي أن يحكمنا من باعوا الوطن وسرقوه».
من جهتها، قالت الناشطة المدنية من محافظة ذي قار آمال محمد، إن «أغلبنا خرج بمظاهرات مؤيدة للعبادي على الإصلاحات التي أطلقها واستبشرنا خيرا، لكن أي إصلاحات التي يخرج بها الفاسد من الشق التنفيذي ليعود إلى الشق التشريعي وترجع له الحصانة».
وأضافت أن «ما حصل هو ضحك على الذقون، فأي إصلاحات لن تتم ما لم تكن الكتل السياسية مؤمنة بالتغيير، وهذا ليس موجود نهائيا».
يذكر أن العراق يشهد حراكًا جماهيريًا واسعًا خلال الفترة الأخيرة، احتجاجًا على تردي الخدمات، وتفشي الفساد، وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على معالجة ذلك، وخرجت أولى المظاهرات في البصرة لتعم بعد ذلك جميع المدن الواقعة تحت سيطرة الحكومة العراقية.



الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
TT

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)

أعلنت جماعة «الحوثي» اليمنية، الخميس، أنها فخخت ثم فجرت ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجموها في البحر الأحمر، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها.

وفي 21 أغسطس (آب)، تعرّضت السفينة التي ترفع علم اليونان، لهجوم نفّذه الحوثيون وأدى، بحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها. ودفع ذلك مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 25 شخصاً.

ونشر الحوثيون على وسائل إعلام تابعة لهم، مساء الخميس، مقطع فيديو يُظهر شخصاً ملثماً ومسلحاً يعدّ جهاز تفخيخ على متن «سونيون». وسرعان ما يتمّ تفجيرها فتندلع حرائق عدة على متنها وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود منها.

أحد عناصر جماعة «الحوثي» على سطح ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، الخميس، إن قواته نفذت «عملية جريئة وشجاعة» هذا الأسبوع عبر «اقتحام» السفينة سونيون «وتدمير ما فيها من الشحنات واستهداف السفينة نفسها وتفخيخها وتفجيرها».

وأشار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الناقلة «كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي».

وبحسب سلطة الموانئ اليونانية، فإن السفينة مملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، وقد أبحرت من العراق وكانت متجهة إلى ميناء قريب من أثينا.

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأظهر الفيديو أيضاً أضراراً في هيكل السفينة، إضافة إلى أغراض مبعثرة داخل غرفة القيادة.

يأتي ذلك غداة إعلان بعثة إيران لدى «الأمم المتحدة» موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة سونيون، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، «نظراً للمخاوف الإنسانية والبيئية».

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على منصة «إكس»، في وقت متأخر الأربعاء: «بعد تواصل جهات دولية عدة معنا، خصوصاً الأوروبية، تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون».

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأفادت مهمة «أسبيدس» الأوروبية في البحر الأحمر، الخميس، أن «(سونيون) مشتعلة منذ 23 أغسطس (آب)» مع «رصد حرائق في مواقع عدة على السطح الرئيسي للسفينة».

وأشارت إلى «عدم وجود تسرب نفطي، وأن السفينة لا تزال راسية ولا تنجرف». وأكدت، على منصة «إكس»، أنها تستعدّ «لتسهيل أي مسارات عمل، بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعدّونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».

وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية، التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية.