«داعش» يقتل أبرز قائدين في «عمليات الأنبار»

العبادي نعاهما وشارك في تشييعهما

رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي خلال تشييعهما للقائدين العسكريين اللذين قضيا صباح أمس في الرمادي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي خلال تشييعهما للقائدين العسكريين اللذين قضيا صباح أمس في الرمادي (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يقتل أبرز قائدين في «عمليات الأنبار»

رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي خلال تشييعهما للقائدين العسكريين اللذين قضيا صباح أمس في الرمادي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي خلال تشييعهما للقائدين العسكريين اللذين قضيا صباح أمس في الرمادي (أ.ف.ب)

فقدت قيادة عمليات الأنبار قائدين من أبرز قادتها الميدانيين في المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم داعش في مدن الأنبار.
وروى العميد الركن يحيى رسول، الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع العراقية، لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل استشهاد معاون قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبد الرحمن أبو رغيف، والعميد الركن سفين عبد المجيد قائد فرقة المشاة العاشرة في الجيش العراقي.
وقال رسول إن «القائدين الشهيدين تقدما صباح أمس على رأس عملية عسكرية من منطقة البوعيثة شمال الرمادي باتجاه تحرير مناطق في داخل المدينة بعد تحريرهما لمناطق واسعة في العمليات العسكرية السابقة من سيطرة (داعش)، فقامت عصابات التنظيم الإرهابي بوضع عجلة مفخخة وركنتها خلف أحد السواتر في المنطقة المذكورة، وأثناء تقدم معاون قائد عمليات الأنبار وقائد الفرقة العاشرة أمام القطعات العسكرية انفجرت فيهما، مما أدى إلى استشهادهما في الحال».
وأضاف رسول قائلا إن «وزارة الدفاع العراقية قامت على الفور بنقل جثماني الشهيدين إلى العاصمة بغداد، وتمت إقامة مراسم تشييع مهيبة، تقدمها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وعدد من القادة والضباط في الوزارة». وأشار إلى أن «القوات المشتركة بكل صنوفها تعهدت بالثأر من عصابات (داعش) واستئصالها، لا سيما من محافظة الأنبار، بصورة نهائية».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد نعى إلى الشعب العراقي استشهاد القائدين، ومعهما مجموعة من الشهداء أثناء أدائهم واجبهم دفاعا عن العراق وشعبه في قاطع عمليات الأنبار.
وقال العبادي في نعيه إن «استشهاد هذه الكوكبة من أبناء العراق الأوفياء سيزيدنا عزما وإصرارا على دحر العدو والثأر لكل قطرة دم عزيزة حتى تحقيق النصر النهائي وتحرير كل بقعة مغتصبة من أرضنا الطاهرة».
من جانبه، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «استشهاد القائدين البطلين أعطى دافعا قويا لقواتنا الأمنية على الاستمرار في محاربة تنظيم داعش الإرهابي لأخذ الثأر والقصاص منهم». وأضاف أن «القطعات العسكرية ماضية في عمليات التحرير حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهابيين، وإن المعركة مستمرة مع عصابات (داعش) الإرهابية، وهي بحاجة إلى وجود القادة العسكريين في الميدان، والقائدان اللذان استشهدا صباح اليوم مشهود لهما بالشجاعة في مقاتلة الإرهابيين على مدى عام كامل، ومع إن استشهادهما يعد خسارة كبيرة للعراق، فإن هناك إصرارا وعزيمة لدى القوات الأمنية على مواصلة القتال والانتصارات على الإرهاب بأقل الخسائر المادية والبشرية، وإن استشهاد القائدين لن يكون له أي تأثير سلبي على القطعات العسكرية».
ميدانيا، أكد مصدر أمني في قيادة عمليات محافظة الأنبار هروب القائد العسكري لتنظيم داعش في مدينة الرمادي على خلفية نية القوات الأمنية اقتحام المدينة. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القائد العسكري في تنظيم داعش الإرهابي المسؤول عن مدينة الرمادي المدعو أبو قتادة، هرب إلى مناطق غرب الأنبار، بحسب مصادرنا الاستخباراتية من داخل المنطقة». وأضاف المصدر أن «أبو قتادة جمع العديد من الأسلحة الثقيلة من أحياء مختلفة من المدينة وهرب بها إلى مناطق غرب الأنبار بالتزامن مع نية القوات الأمنية والقوات الساندة لها اقتحام المدينة وتطهيرها بالكامل من مجرمي (داعش) وأخذ الثأر بعد استشهاد معاون قائد عمليات الأنبار وقائد الفرقة العاشرة». وبيّن المصدر أن «عددا من قادة وأمراء تنظيم داعش الإرهابي هربوا في الآونة الأخيرة من قواطع العمليات العسكرية إلى جهة مجهولة خوفا من اعتقالهم أو قتلهم على يد القوات الأمنية».
وفي سياق متصل، استكملت القوات الأمنية عملية تطهير أحياء القادسية الأولى والثانية والتأميم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من سيطرة مسلحي تنظيم داعش. وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوات الأمنية المشتركة والقوات المساندة لها تمكنت من تطهير مناطق القادسية الأولى والقادسية الثانية وسط حي التأميم داخل مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل عشرات المسلحين وفرار بعضهم إلى مناطق أخرى». وأشار إلى أن «طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي استهدف ورشة لتفخيخ العجلات وتصنيع العبوات الناسفة قرب قيادة عمليات الأنبار بمدينة الرمادي، وتدميرها بالكامل، وقتل من فيه من الإرهابيين، كما دمرت الطائرات العراقية مركبتين تابعتين لعصابات (داعش) الإرهابية، وقتلت من فيها، ودمرت وكرا لهم، وقتلت 13 إرهابيا كانوا بداخله في جزيرة الخالدية».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.