طيران التحالف يكثف غاراته على مواقع المتمردين في الحديدة

الميليشيات تعزز قواتها العسكرية بين الحديدة وتعز.. والمقاومة تصعد هجماتها

سيارة نقل تنقل عائلة نازحين يمنيين تغادر صنعاء أمس (رويترز)
سيارة نقل تنقل عائلة نازحين يمنيين تغادر صنعاء أمس (رويترز)
TT

طيران التحالف يكثف غاراته على مواقع المتمردين في الحديدة

سيارة نقل تنقل عائلة نازحين يمنيين تغادر صنعاء أمس (رويترز)
سيارة نقل تنقل عائلة نازحين يمنيين تغادر صنعاء أمس (رويترز)

كثف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، غاراته على عدد من مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة الحديدة ومديرياتها في ظل تصاعد الهجمات من قبل المقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية وقوات صالح في مدينة الحديدة ومدن ومحافظات إقليم تهامة، ويقول شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «طائرات التحالف نفذت غاراتها على تجمع لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة اللاوية جنوب مدينة الحديدة وأن هذه الميليشيات كانت في طريقها لدعم المليشيات في منطقة القوقر التي تشهد مواجهات مع قبائل الزرانيق وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات حيث وصلت عشرات الجثث من الميليشيات إلى المستشفى العسكري بمدينة الحديدة نتيجة قصف طائرات التحالف، وكذا مدرسة المحراسة ببيت الفقيه».
ويضيف الشهود «استهدفت غارات التحالف العربي ميناء المخا بعدة غارات جوية خلفت عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات وأن القصف كان بغرض قطع إمدادهم بالتعزيزات في جبهات قتالهم في مدينة تعز بالإضافة إلى تدمير أضخم مخازن أسلحة للحوثيين على الشريط الساحلي بالمخا، واستهداف تجمع لميليشيا الحوثي وصالح في مفرق الجروبة بمدينة الحسينية، جنوب مدينة الحديدة، وتدمير الموقع تدميرا كليا، وهو الفرق الذي يعد نقطة للميليشيات، حيث قامت حذرت هذه الأخيرة المواطنين من الاقتراب من المنطقة وقطعوا الخط الواصل بين تعز والحديدة لفترة زمنية بسيطة.
من جهتها استهدفت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة تجمعات ودوريات عسكرية لميليشيات الحوثي وصالح في إقليم تهامة، ويقول مقرب من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» استهدفت المقاومة الشعبية دورية عسكرية لميليشيات الحوثي وعلى متنها عدد من المسلحين في فرزة شفر بمنطقة عبس بحجة وذلك بعبوة ناسفة وسقط فيها 4 حوثيين وعدد من الجرحى.
ويضيف «قامت ميليشيات الحوثي بإغلاق المدخل الشرقي والحنوبي لمدينة الحديدة بالإضافة إلى إخضاع السيارات لتفتيش دقيق في نقاط نصبوها لهم في حين تمر من نفس الطرق تعزيزات لميليشيات الحوثي وصالح في زبيد والمنصورية ومدينة الحديدة وجميعها تتجه إلى الزرانيق لمواجهة القبائل هناك».
وأعلنت قبائل الزرانيق بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، النفير العام أمام ميليشيات الحوثي وصالح وذلك بعدما تجددت الاشتباكات، لليوم الثاني على التوالي، بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، بين الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبين قبائل الزرانيق بمديرية بيت الفقيه في منطقة القوقر، مما أسفر عن سقوط جرحى من الجانبين وفرار الميليشيات، أول من أمس، بعد توافد أهالي المنطقة المطالبين بطرد الميليشيات المتمردة من المنطقة وعدم ملاحقة أو مداهمة أي منازل وذلك بعدما حاولت الميليشيات اختطاف 2 من أبنائها في حين كانت قبائل الزرانيق قد حذرت ميليشيات الحوثي وصالح من ارتكاب أي جرائم بحق أهالي المنطقة وقراها، خاصة بعد رؤية الميليشيات وهي تنصب منصات صواريخ كاتيوشا وبطارية مدفعيات وتوجهها نحو البحر، في محاولة منها لمهاجمة بوارج التحالف في حال رست على سواحل الحديدة.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «قبائل الزرانيق أعلنت النفير العام ممثلة بشيخها يحيى منصر ودعت قبائل القحرة والعطاوية وكافة قبائل تهامة للنفير العام وفك الحصار عن الزرانيق وذلك بعدما تجددت الاشتباكات بين ميليشيات الحوثي وصالح وقبائل الزرانيق، في الساعات الأولى من صباح أمس الباكر، بعدما فرت الميليشيات في اليوم الأول هاربة من القبائل ولكنها قدمت هذه المرة معززة بميليشيات جديدة وبقوة كبيرة مع السلاح الخفيف والثقيل واتجهت باتجاه منطقة القوقر ومفرق اللاوية، وتريد الانتقام من قبائل الزرانيق بعد تكبيدها الخسائر في المواجهات التي دارت بينهم اليوم الأول».
ويضيف «تكبدت ميليشيات الحوثي وصالح خسائر في الأرواح والعتاد ووصل قتلاهم يوم أمس إلى 7 قتلى وإصابة 13 آخرين خلال المواجهات في القوقر وفرق اللاوية وتم نقلهم إلى مستشفيات مدينة الحديدة، ومن المتوقع أيضا أن تتجدد الاشتباكات لأن الميليشيات تريد الانتقام ولو بأقذر الطرق وقد استخدم في المواجهات الأسلحة الخفيفة والثقيلة». وأكد سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» رأينا تعزيزات كبيرة قادمة لميليشيات الحوثي وصالح برفقة عشرات الأطقم العسكرية وكانت واقفة في محطة المسعودي، أمس، على الخط العام الموصل بين الحديدة وتعز، وأخرى قادمة لهم باتجاه طريق الدريهمي متجهة إلى قبيلة الزرانيق، لكن هذا كله يقابله استعداد كبير من أبناء القبيلة والقبائل المجاورة ورد الهجوم إن كان عليهم أي اعتداء سيطالهم من الميليشيات، مشيرا إلى أن «نجل قائد ثورة الزرانيق الشيخ يحيى منصر قام بزيارة جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة محوري العباسي والقوقور، وقام بتوجيه رجال الزرانيق وأبناء تهامة كافة بالثبات والتصدي لأي هجوم قد تفكر به ميليشيات الحوثي، وأن الميليشيات تجهل ما قد يصيبها في المنطقة إذ فكرت بأية عمليات انتقامية قذرة لأنه حتى التعزيزات التي يفكرون أن تصلهم لن تمر إليهم إلا بعدما تمر على مناطق قبائل تهامة».
وبينما تعيش محافظة الحديدة في وضع صعب مع اشتداد المواجهات بين أبناء قبائل الزرانيق وميليشيات الحوثي وصالح وانتشار هذه الأخيرة في شوارع وأحياء مدينة الحديدة وتكثيف عمليات الملاحقات والاعتقالات لجميع المناوئين لهم ومن تشتبه بانتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية، أكد مصدر من مكتب المحافظة بالحديدة لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الذي اشتدت المواجهات بين قبائل الزرانيق وميليشيات الحوثي وصالح في منطقة القوقر بمديرية بيت الفقد، إلا أن العميد حسن أحمد الهيج، محافظ محافظة الحديدة الذي تم تعيينه من قبل الميليشيات الحوثية، غادر إلى خارج المحافظة إلى مكان غير معلوم غير آبه بما يجري في المحافظة أو حتى المحاولة لإنهاء الأزمة الحالية وتوفير متطلبات أبناء المحافظة الذين يعيشون وضعا صعبا في ظل انقطاع الكهرباء لأيام وانعدام مياه الشرب والمشتقات النفطية واختطاف أبنائها من قبل الميليشيات دون معرفة إلى أين يتم اقتيادهم وأسباب اعتقالهم».
وفي الوقت الذي تستمر فيه عمليات اغتيال ضباط وقادة في مدينة الحديدة، غرب اليمن، وتسجل القضية ضد مجهول، اغتال مسلحون مجهولون، كانوا على متن دراجة نارية مدير شعبة الاستخبارات في القوات البحرية والدفاع الساحلي في حي 7 يوليو بمدينة الحديدة العقيد عبد الرحمن، ولم تعرف الجهة التي نفذت عملية الاغتيال وسجلت ضد مجهول مثلها مثل جميع الحالات التي تمت تصفيتهم من قادة وضباط في الجيش والأمن السياسي في مدينة الحديدة منذ دخول ميليشيات الحوثي المدينة وسيطرتها على جميع المرافق الحكومية وانتشارها في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية، وجميع من قتلوا تشهد لهم الأخلاق الطيبة والالتزام بأعمالهم التي تخدم الوطن.
من جهتها تستمر ميليشيات الحوثي وصالح بعملية الاعتقالات والملاحقات ومداهمة منازل جميع المناوئين لهم أو من تشتبه بانتمائهم للمقاومة الشعبية بإقليم تهامة حيث يؤكد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيا الحوثي وصالح اختطفت، أمس، الناشط بالحراك التهامي المطالب بطرد جميع الميليشيات من تهامة، حسن بوصة من أمام منزله بحارة الحوك بالحديدة دون معرفة الأسباب واقتادته إلى مكان مجهول، بالإضافة إلى قيام الميليشيات بنهب هواتف أصدقائه الذين كانوا يقفون بجانبه وقامت بتفتيشها كما قامت باقتحام حارة الحوك بالحديدة واختطفت عددا من شبان الحي بالإضافة إلى مداهمة عدد من المنازل في الحي ذاته».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.