مقتل شرطيين مصريين في هجوم مسلح شمال سيناء

مصدر أمني: الجيش يجري ضربات استباقية للحيلولة دون وقوع عمليات متطرفة

مقتل شرطيين مصريين في هجوم مسلح شمال سيناء
TT

مقتل شرطيين مصريين في هجوم مسلح شمال سيناء

مقتل شرطيين مصريين في هجوم مسلح شمال سيناء

قتل شرطيان مصريان في هجوم مسلح، نفذه أمس مجهولون بمحافظة شمال سيناء، حيث تنتشر الجماعات المتشددة، في حين أعلن تنظيم «أنصار بيت المقدس» المتطرف مسؤوليته عن الهجوم. في غضون ذلك، نفذت عناصر من الجيش والشرطة المصرية على مدار الساعات الماضية عدة ضربات استباقية للبؤر المتطرفة داخل عدد من المحافظات. وقال مصدر عسكري رفيع لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الأمن تركز حاليا وبشكل مكثف على تتبع مصادر تسليح الجماعات المتشددة، خاصة في سيناء، ومراكز تصنيع العبوات الناسفة التي تزايد استخدامها مؤخرًا، وذلك للحيلولة دون وقوع عمليات إرهابية في المستقبل».
ومنذ عزل الرئيس «الإخواني» الأسبق محمد مرسي عن الحكم في يوليو (تموز) عام 2013. تشهد مصر أعمال عنف وتفجيرات متزايدة، عادة ما تستهدف عناصر من قوات الشرطة والجيش ومنشآت أمنية، حيث قتل المئات منهم.
وأكد مصدر أمني أمس، أن الشرطيين رمضان ح.أ (37 عاما) وأحمد أ.أ (37 عاما) قد تعرضا لهجوم مسلح أثناء توجههما إلى مقر عملهما بإدارة المرافق بالعريش، وأصيبا بطلقات نارية في الرأس والصدر أدت إلى مقتلهما، مشيرا إلى أنه تم نقل الجثمانين إلى المستشفى، فيما قامت قوات الأمن بتمشيط المنطقة لمحاولة اعتقال مرتكبي الهجوم وضبط الأسلحة المستخدمة.
من جانبه، نعى اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري القتيلين، ووجه بتوفير كافة أوجه الرعاية الشاملة لأسرتيهما. وفي المقابل، قال العميد محمد سمير المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «معلومات مؤكدة وردت للأجهزة الأمنية تفيد بوجود مخزن للعبوات الناسفة التي تستخدمها العناصر المتطرفة في استهداف قوات الجيش والشرطة بمنطقة الحمادين بمدينة الشيخ زويد».
وأضاف البيان الذي نشر أول من أمس، أنه «على الفور تم دفع قوة لموقع المخزن المشار إليه.. وأثناء القيام بأعمال الاستطلاع تم رصد عربة ربع نقل، وعلى متنها عنصر إرهابي بجوار المخزن أثناء تحميلها بواسطة إرهابي آخر». وتابع البيان موضحا أنه «تم رصد انضمام عنصر متشدد ثالث على متن دراجة نارية، حيث قاموا جميعا بمحاولة إخفاء العربة بحمولتها من العبوات الناسفة في منطقة زراعات كثيفة والهرب مستقلين الدراجة النارية».
وقال المتحدث إن القوات قامت بتدمير مخزن العبوات الناسفة والعربة والدراجة البخارية عن بعد، ما أسفر عن انبعاث نيران شديدة بسبب انفجار العبوات.
وتعد شمال سيناء من أكثر المواقع التي تشهد مواجهات مسلحة بين قوات الجيش وعناصر الجماعات المتشددة، التي تتخذ من المنطقة (على الحدود مع قطاع غزة)، مقرا لمعظم عملياتها.
في السياق ذاته، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية أمس، إن «الأجهزة الأمنية وجهت ضرباتها التي تستهدف القيادات الوسطى لتنظيم الإخوان والموالين المتهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة، والمشاركين في الأعمال العدائية والتحريض عليها على مستوى محافظات مصر».
وأوضح المصدر، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط «الرسمية»، أن «تلك الجهود أسفرت خلال 24 ساعة عن ضبط 11 من القيادات الوسطى لجماعة الإخوان والعناصر المحرضة للعنف»، وتابع موضحا أن «نتائج الجهود الأمنية لإجهاض مخططات وتحركات أعضاء لجان العمليات النوعية لتنظيم الإخوان أسفرت أيضا عن ضبط ثلاثة من أعضاء تلك اللجان بمحافظتي الإسكندرية والشرقية، والأجهزة الأمنية قامت باتخاذ الإجراءات القانونية حيال جميع العناصر الإرهابية والعرض على النيابات المختصة».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.