«داعش» يسجن مخالفي تعليماته داخل أقفاص في مدن غرب الأنبار

مجلس المحافظة يتعاقد مع مستشفى تركي لعلاج جرحى القوات الأمنية

عناصر في ميليشيا الحشد الشعبي خلال تمرين عسكري في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في ميليشيا الحشد الشعبي خلال تمرين عسكري في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يسجن مخالفي تعليماته داخل أقفاص في مدن غرب الأنبار

عناصر في ميليشيا الحشد الشعبي خلال تمرين عسكري في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في ميليشيا الحشد الشعبي خلال تمرين عسكري في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)

كشف مصدر في قيادة عمليات الأنبار، أن تنظيم داعش قام باحتجاز العشرات من الأشخاص «المخالفين لمنهجه» داخل أقفاص حديدية في الأسواق العامة بمدن غرب محافظة الأنبار.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش وضع أقفاصًا حديدية كبيرة، وسط الأسواق العامة في قضائي القائم والرطبة والمدن الغربية في المحافظة وقام مسلحوه باحتجاز العشرات من المدنيين ممن لم يطلقوا لحاهم وممن يدخنون كشكل جديد من أشكال التعذيب والإهانة جديدة للمواطنين الواقعين تحت حصار التنظيم».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «عناصر تنظيم داعش يقومون بضرب المدنيين داخل الأقفاص ويجبرونهم على شرب الماء الساخن ووضع الطين على وجوههم وصبغها بالألوان أمام الناس»، مشيرًا إلى أن «الأقفاص الحديدية كبيرة وتحمل بالشاحنات ويتم نقلها من سوق لأخرى بأمر من قادة التنظيم من أجل ترويع الناس وإجبارهم على الرضوخ لتعليماته».
من ناحية ثانية، قال قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء نومان الزوبعي، إن القوات العراقية نجحت في تحرير منطقة «جبة» التابعة لناحية البغدادي غرب الرمادي. وقال الزوبعي إن العملية «أسفرت عن مقتل 27 عنصرًا من (داعش) وتدمير 10 منصات صواريخ بواسطة المدفعية والضربات الجوية للتحالف الدولي، مؤكدًا سيطرة القوات الأمنية تمامًا على المنطقة».
من جانبه، أعلن قائد مقاتلي عشائر قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار أن تنظيم داعش يحاول رفع معنويات عناصره بشن الهجمات الانتحارية وقصف المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية في الأنبار. وقال الشيخ عيال عايد المحمدي لـ«الشرق الأوسط» إن «معارك التطهير مستمرة في مدن الأنبار وحققت نتائج كبيرة في دحر تنظيم داعش الإرهابي الذي بات يعتمد على شن الهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وإطلاق القذائف والصواريخ هربا من مواجهة القطعات العسكرية».
وأضاف المحمدي: «إن الخالدية والحبانية وناحية عامرية الفلوجة وحديثة والبغدادي غرب الأنبار تسيطر عليها القوات العراقية، وتنظيم داعش فشل في جميع هجماته وبات يلجأ إلى قصف المدنيين الأبرياء ومهاجمة مداخل تلك البلدات بالعجلات المفخخة، ما يدل على انهيارهم».
في سياق متصل، أعلن مجلس محافظة الأنبار عن توقيع مذكرة تفاهم مع كبرى المستشفيات التركية لعلاج جرحى القوات الأمنية والمدنيين على نفقة المحافظة. وقال المتحدث باسم المجلس عيد عماش الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «محافظ الأنبار صهيب الراوي وقع مذكرة تفاهم مع كبرى المستشفيات التركية لتدريب الكوادر الطبية المتخصصة في دائرة صحة الأنبار، فضلا عن علاج جرحى القوات الأمنية المشاركة في عمليات تحرير ‏الأنبار والمدنيين والحالات الإنسانية الحرجة». وأضاف الكربولي أن «الأموال التي يتم صرفها على التدريب والعلاج ستكون على نفقة محافظة الأنبار من موازنة العام الحالي».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.