«VIP» يشق طريقه من القاهرة إلى الإسكندرية

أول قطار مصري الصنع بـ«رفاهية أوروبية» يعيد كتابة تاريخ «ابن ستيفنسون»

«VIP» يشق طريقه من القاهرة إلى الإسكندرية
TT

«VIP» يشق طريقه من القاهرة إلى الإسكندرية

«VIP» يشق طريقه من القاهرة إلى الإسكندرية

مع أنها الثانية تاريخيا على مستوى العالم مباشرة بعد نظيرتها البريطانية، تعد شبكة السكك الحديدية في مصر، شريانا رئيسيا يعتمد عليه المصريون في ضبط إيقاع يومهم، حيث يرتاد السكك الحديدية أكثر من ثلاثة ملايين راكب يوميا، مما دفع الحكومة والمسؤولين إلى العمل بشكل مستمر ضمن خطة متكاملة لتطوير القطارات بمصر.
وكان تشغيل أول قطار مصري مكيف (VIP) من محطة مصر بميدان رمسيس وسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس (الاثنين)، أحدث تلك الخطط، التي تعد أول دخول لعربات جديدة لهيئة السكك الحديدية المصرية منذ 35 عاما، حسبما أعلن وزير النقل المصري المهندس هاني ضاحي. وأعطى رئيس الوزراء إبراهيم محلب إشارة البدء لانطلاق أولى رحلات القطار المباشرة من محطة مصر لمحطة الإسكندرية بلا توقف.
وقال وزير النقل خلال حفل التدشين، إن هذا أول قطار يتم تصنيعه بخبرات مصرية كاملة داخل الهيئة العربية للتصنيع، وتصل نسبة المكون المحلى إلى أكثر من 50 في المائة، لافتا إلى أنه ضمن 212 عربة مكيفة تعاقدت الوزارة مع الهيئة العربية للتصنيع لتصنيعها وتوريدها للسكة الحديد، من ضمن 23 قطارا سيتم تشغيلها على خطوط السكك الحديدية المختلفة.
وقال ضاحي: «لدينا خطة متكاملة لتطوير القطارات العادية (المطورة – المميزة)»، موضحًا أن هناك عربات تعمل منذ 40 عاما، وأن هذا يعد أول دخول لعربات جديدة للهيئة منذ 35 عاما.
وعلى مستوى ينافس القطارات الأوروبية، يتكون القطار الجديد من ثلاث عربات درجة أولى مكيفة، بالإضافة إلى عربة بوفيه، وخمس عربات درجة ثانية مكيفة، وأسعار القطار تقع في درجتين، الأولى المكيفة 100 جنيه، والدرجة الثانية المكيفة 70 جنيها، كما أن التدخين ممنوع طبقا للقانون بجميع عربات القطار.
وكانت الهيئة العربية للتصنيع قد أعلنت عن تنفيذ اختبار السير لهذا القطار في يوم 30 يوليو (تموز) الماضي، وقالت الهيئة في بيان لها: «تزامنا مع افتتاح قناة السويس الجديدة، فمصر الجديدة تتكاتف بها جميع الكيانات الصناعية المصرية ممثلة في الهيئة العربية للتصنيع وجميع القطاعات الصناعية الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى الخبراء بالهيئة القومية لسكك حديد مصر ووزارة النقل، لتقديم منتج وطني بروح مصر الجديدة. تم اختبار أول قطار مصري مكيف».
وفور انتشار الخبر، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا للقطار، معبرين عن فخرهم وسعادتهم به، وقال أحدهم: «تسلم الأيادي وتعيشي يا مصر»، بينما علّق آخر بقوله «مبروك وعقبال ما نصنع طائرة بأياد مصرية»، ووصفه بعض النشطاء بأنه «إنجاز مصري جديد».
وتعد سكك حديد مصر أول خطوط سكك حديدية يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث بدأ إنشاؤها في 1834؛ إذ مدت قضبان خطوط السكة الحديد فعلا وقتها في خط السويس - الإسكندرية، إلا أن العمل ما لبث أن توقف بسبب اعتراض فرنسا لأسباب سياسية، ثم أحيت الفكرة مرة أخرى بعد 17 عاما في 1851.
وبدأ إنشاء أول خط حديدي في مصر يوم 12 يوليو عام 1851، وبدأ التشغيل في 1854.
يذكر أن المشرف على مشروع بناء السكك الحديدية المصرية آنذاك كان المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون، وهو ابن مخترع القاطرة الشهير جورج ستيفنسون.



«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.