رئيس مجلس النواب العراقي يلوح بسحب الثقة من وزير الكهرباء في حال تغيبه عن الاستجواب

رئيس مجلس النواب العراقي يلوح بسحب الثقة من وزير الكهرباء في حال تغيبه عن الاستجواب
TT

رئيس مجلس النواب العراقي يلوح بسحب الثقة من وزير الكهرباء في حال تغيبه عن الاستجواب

رئيس مجلس النواب العراقي يلوح بسحب الثقة من وزير الكهرباء في حال تغيبه عن الاستجواب

لوح رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، اليوم (الثلاثاء)، بسحب الثقة من وزير الكهرباء قاسم محمد الفهداوي السبت في حال تغيبه مجددا عن جلسة استجواب لبحث تردي التغذية بالتيار الكهربائي، بحسب بيان لمكتب الجبوري.
وشكلت التغذية السيئة بالتيار لا سيما في ظل درجات حرارة مرتفعة جدا خلال الصيف، احد الدوافع الرئيسية للتظاهرات التي تشهدها بغداد ومناطق عراقية اخرى منذ اسابيع، للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات.
وتغيب الفهداوي اليوم عن جلسة استجواب دعا اليها رئيس البرلمان، بحسب ما افاد مكتب الجبوري في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه. واضاف ان الجبوري "يرفض طلب وزير الكهرباء بعدم الحضور الى جلسة الاستجواب بحجة تقديم طعن امام المحكمة الاتحادية"؛ في اشارة الى طعن تقدم به الفهداوي احتجاجا على قانونية استدعائه بالشكل الحالي.
وبحسب البيان، انذر الجبوري الفهداوي "بمحاسبته غيابيا وسحب الثقة منه في حال عدم الحضور في موعد أقصاه السبت المقبل"، مؤكدا انه سيكون "الموعد النهائي للاجابة عن كافة الاسئلة المقدمة للوزير من قبل النواب".
وتشهد بغداد ومدن عراقية عدة منذ أسابيع تظاهرات حاشدة تطالب بمكافحة الفساد وتحسين مستوى الخدمات العامة لا سيما المياه والكهرباء.
وتلقت مطالب المتظاهرين جرعة دعم من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في 7 اغسطس (آب)، بدعوته رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان يكون اكثر جرأة في مكافحة الفساد.
واقرت الحكومة في التاسع من الشهر نفسه حزمة اجراءات اصلاحية، اقرها البرلمان بعد يومين، مضيفا اليها سلسلة اجراءات اضافية. وطالب الجبوري غداة اقرار الحزمة الحكومية، بمحاسبة الوزراء الذين "ثبت عليهم الفساد"، متعهدا باستجوابهم في مجلس النواب.
وبدأ العبادي خلال الاسبوعين الماضيين اتخاذ خطوات تدريجبة لتطبيق الحزمة الاصلاحية، ابرزها تقليص عدد المناصب الوزارية من 33 الى 22، وخفض اعداد افراد الحماية للمسؤولين البارزين.
وعلى الرغم من دعم السيستاني والمطالب الشعبية، يرى محللون ان اجراء اي تغيير جذري في العراق سيكون صعبا نظرا للطبيعة المتجذرة للفساد واستفادة الاحزاب منه، اضافة الى تعقيدات الوضع السياسي والمذهبي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».