«داعش» يستقطب مقاتلين من تدمر تعويضًا للنقص في عديده

تراجع في عدد المتشددين في سوريا بعد حادثة «شارلي إيبدو»

«داعش» يستقطب مقاتلين من تدمر تعويضًا للنقص في عديده
TT

«داعش» يستقطب مقاتلين من تدمر تعويضًا للنقص في عديده

«داعش» يستقطب مقاتلين من تدمر تعويضًا للنقص في عديده

عوض تنظيم داعش النقص في عداد طاقمه البشري في منطقة ريف حمص الشرقي، بوسط سوريا، بمقاتلين جدد جرى تجنيدهم في مدينتي تدمر والقريتين بعد السيطرة عليهما، وبلغ عددهم بالمئات، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتأتي خطوة «داعش» بتجنيد المقاتلين إثر النقص الذي يعتري عديد قواته، على ضوء المعارك التي يخوضها في أكثر من عشر جبهات، تمتد من مدينة دير الزور شرقا، وصولا إلى ريف محافظة حلب شمالا، حيث يخوض معارك مع قوات المعارضة. وأسفرت معاركه، منذ نحو عام، عن مقتل آلاف المقاتلين الذين انضموا إليه، بينهم 3 آلاف مقاتل على الأقل قتلوا اثر ضربات التحالف العربي والدولي.
وقال «المرصد» أمس إن مئات الشبان من تدمر والقريتين بايعوا تنظيم داعش خلال الأسابيع والأشهر الفائتة، وذلك عقب تمكن التنظيم من بسط سيطرته على تدمر في 20 مايو (أيار) الفائت، وعلى القريتين في 6 أغسطس (آب) الحالي.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن التنظيم «بدأ في تجنيد السوريين على نطاق واسع بعد تراجع أعداد الأجانب المنضمين إليه إثر الإجراءات التركية المشددة التي قلصت التجنيد في صفوف (داعش) وتمويله». وأشار إلى أن التراجع «بدأ بعد حادثة (شارلي إيبدو) في فرنسا خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مما ضاعف الإجراءات الأمنية الأوروبية التي أفضت إلى ملاحقة أنصار التنظيم».
وأوضح عبد الرحمن أن المقاتلين السوريين «يتصدّرون الآن أعداد مقاتلي التنظيم، ويشكلون القسم الأكبر منهم، وذلك رضوخا لإغراءات مالية وتهديدات التنظيم في مناطق سيطرته». وأشار إلى أن «معظم المقاتلين في تدمر وريف حمص الشرقي أعلنوا استتابة، فخيّرهم التنظيم بين الاعتقال أو التجنيد في صفوفه»، أما المسيحيون فأجبروا على النزوح أو الالتزام بالإقامة الجبرية، كما خطف بعضهم.
وفي سياق متصل، واصل التنظيم تطبيق قوانينه في مناطق سيطرته في سوريا، إذ أكد «المرصد السوري» هدم متشددي التنظيم دير مار اليان للسريان الكاثوليك في بلدة القريتين، التي استولى عليها التنظيم في وقت سابق من هذا الشهر، واستخدموا جرافات في عملية الهدم، مشيرا إلى أن طائرات حربية حكومية لا تزال تقصف المنطقة بعد استيلاء «داعش» عليها قبل أسبوعين. ونقل التنظيم، بحسب «المرصد»، العشرات من المسيحيين خطفهم أثناء هجومه إلى موقع قرب معقله بشمال شرقي سوريا. وتبين صور ثابتة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما قيل إنه ما أصاب الدير من دمار.
وأمس، أفاد ناشطون بأن عنصرا من قوات النظام قتل في اشتباكات مع تنظيم داعش في محيط بلدة القريتين، فيما استهدف التنظيم بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام في أطراف منطقة الدوة غرب تدمر. وبدوره، أكد مصدر من تدمر لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم «فرض على السكان الذين لم ينزحوا من المنطقة مبايعته، لقاء عدم التنكيل بهم»، مشيرا إلى أنه «أجبر الشبان على الخضوع لدورات عسكرية، وأوكلهم مهمات الحراسة والمرابضة في الخطوط الخلفية، تحت إشراف قياديين أجانب، كانوا حضروا من دير الزور إلى تدمر خلال الهجوم على المدينة». وتابع المصدر أن التنظيم «توعّد السكان بالقتل في حال الإحجام عن مبايعته، واقتاد العشرات الذين خضعوا لدورات عسكرية وشرعية معه إلى جبهات القتال في ريف حمص والقلمون الشرقي».
أما في محافظة الرقة، فقد أفاد ناشطون أمس بأن عنصرين من تنظيم داعش قتلا جراء قصف لطائرات التحالف استهدف آلية كانا يستقلانها في منطقة بغرب مدينة الرقة، بينهم قائد أمني. وكان «المرصد» أعلن الخميس أن التنظيم أطلق سراح 48 شخصا ونقل 110 آخرين إلى المحافظة التي تمثل عاصمتها - مدينة الرقة - معقلا له ولم يعرف مصير الباقين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.