اختتام فعاليات المنتدى العالمي للشباب بإعلان عمان حول السلام والأمن

ركز على دور الجيل الصاعد في منع العنف وتحقيق المساواة

اختتام فعاليات المنتدى العالمي للشباب بإعلان عمان حول السلام والأمن
TT

اختتام فعاليات المنتدى العالمي للشباب بإعلان عمان حول السلام والأمن

اختتام فعاليات المنتدى العالمي للشباب بإعلان عمان حول السلام والأمن

توصل المشاركون في المنتدى العالمي للشباب في ختام أعماله، أمس، إلى إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن، تضمن أربعة محاور، هي مشاركة الشباب وقيادتهم في مسائل السلام والأمن، ودور الشباب في منع العنف وبناء السلام، والمساواة في النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى تمكين الشباب سياسيًا واجتماعيًا.
وعبر المشاركون في المنتدى عن التزامهم بالعيش في مجتمعات مسالمة، والعمل نحو تحقيق الأمن والاستقرار، وقدموا رؤية مشتركة وخارطة طريق نحو إطار سياسات أفضل من أجل دعم الشباب في التعامل مع الصراعات، ومنع العنف والتصدي له، وبناء السلام المستدام، وفق منهجية شاملة ومتكاملة مبنية على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار الإعلان إلى أهمية الاعتراف بدور الشباب ودعمه في تطبيق أهداف التنمية المستدامة، كما عرّفته الأمم المتحدة في أجندة التنمية العالمية لما بعد 2015، داعيا إلى إيجاد أسس تضمن مشاركة الشباب ومساهمتهم في بناء السلام، والتعامل مع الصراعات، كما دعا إعلان عمان المنظمات الحكومية وغير الحكومية والنقابات والهيئات، ومن ضمنها المجتمع المدني الذي يقوده الشباب، إلى الدخول في شراكة لضمان تطبيق المحاور الوارد ذكرها، فيما دعا الأمم المتحدة إلى تبني إطار سياسات بحلول عام 2017، تعترف باحتياجات وإمكانات وتعدد هويات الشباب في حالات الصراع وما بعدها، وإصدار قرار من مجلس الأمن حول الشباب والسلام والأمن للاعتراف بدوه، ومأسسة مشاركته على جميع المستويات.
في السياق ذاته، دعا الإعلان الوكالات الدولية والحكومات الوطنية، والسلطات المحلية بشكل عاجل إلى التأسيس لعمليات حوار حول السياسات مع الشباب فيما يتعلق بمسائل السلام والأمن، وإعداد آليات لانخراط الشبان بشكل فعلي في عمليات السلام في المستقبل، وفي مفاوضات السلام الرسمية على المستوى المحلي، وصولاً إلى العالمية.
كما دعا الإعلان الحكومات ومنظمات المجتمع المدني إلى الاعتراف بدور الشباب في منع العنف النابع من التطرف، ودعمه في تحقيق ذلك، وتوفير بيئة يتم فيها الاعتراف بالشباب الفاعل، وتقديم الدعم المناسب لهم لتطبيق أنشطة تساهم في التصدي للعنف.
وفي محور المساواة في النوع الاجتماعي، دعا الإعلان إلى ضمان وصول الشباب والشابات إلى فرص متساوية في التعليم والتوظيف، وإعداد آليات تعالج التمييز المبني على النوع الاجتماعي في التعليم والوظائف، إقرارًا منهم بأن تهميش فئات معينة، كالنساء، يضر بعملية بناء السلام المستدام في كل المجتمعات.
كما دعا الإعلان الحكومات إلى تطبيق الالتزامات المتفق عليها دوليًا لتعزيز وحماية حقوق الفتيات، ومنع العنف على أساس النوع الاجتماعي، ووضح حد للإفلات من العقوبة في جرائم مثل زواج الأطفال، والزواج المبكر والزواج القسري، والعنف الجنسي والأسري، وقتل النساء، وختان الإناث، والتصدي للإقصاء المستمر للمرأة.
أما في محور تمكين الشباب سياسيًا واجتماعيًا، فقد دعا إعلان عمان الحكومات لأن تضع فرص توظيف الشباب وسياسات العمل الشمولية ضمن أولوياتها، وذلك بتبني خطة عمل وطنية لتوظيف الشباب، بالتعاون مع القطاع الخاص، وتخصيص موازنة لتنفيذها، والاعتراف بالدور المترابط للتعليم، والتوظيف، والتدريب في الحيلولة دون تهميش الشباب، والاستثمار في بناء قدرات الشباب وتسليحهم بالمهارات اللازمة لتلبية حاجة سوق العمل.
وكان ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني قد افتتح، أول من أمس، أعمال المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، الذي عرف مشاركة أكثر من 500 شخصية من مختلف دول العالم.
وتناولت جلسات المنتدى، الذي عقد في مدارس «كينغز أكاديمي» في مادبا، جنوب عمان محاور فرعية، تتضمنها أجندة الأمن والسلام للأمم المتحدة، كقضايا مكافحة التطرف، ودور الشباب في بناء السلام، ووضع الشباب في مناطق النزاعات، ونوعية التعليم المطلوب لتعزيز ثقافة السلام وحقوق الإنسان وتقبل الآخر، وأوضاع الشباب، والتأكيد على أن الحرب على الإرهاب ليست عسكرية أمنية فقط، بل ثقافية فكرية تدمج الشباب.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم