مصطفى الحريري: مستقبل السوق العقارية في إقليم كردستان واعد جدًا

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة مبيعات القرية اللبنانية تجاوزت في أربيل الـ70 %

جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
TT

مصطفى الحريري: مستقبل السوق العقارية في إقليم كردستان واعد جدًا

جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)

تتنافس الشركات العربية والعالمية الكبرى على المشاركة في سوق عقارات إقليم كردستان العراق بشكل عام ومدينة أربيل بشكل خاص، فحالة الاستقرار والأمن الذي يعيشه الإقليم جعلت سوقها العقارية في ازدهار مستمر، شركة الحريري للبناء والمقاولات اللبنانية كانت واحدة من هذه الشركات التي شقت طريقها في هذه السوق، فبدأت بالقرية اللبنانية واقتربت من الانتهاء من إنجازها لتضيف لمسة جمال أخرى لمدينة أربيل.
رجل الأعمال اللبناني ورئيس مجلس إدارة شركة الحريري للبناء والمقاولات، مصطفى محمد الحريري، اختار إحدى مباني القرية اللبنانية التي تواصل شركته إنجازها (شمال مدينة أربيل)، كمقر لشركته في مدينة أربيل، ويتطلع إلى إنجاز مشاريع أخرى في الإقليم مستقبلا، فهو يرى أن الإقليم الكردي بحاجة إلى الكثير من المشاريع الاستراتيجية، وقال مصطفى الحريري لـ«الشرق الأوسط»: «نحن شركة الحريري للبناء والمقاولات، شركة لبنانية عمرها أكثر من 30 عاما، أنجزنا الكثير من الأعمال في لبنان وحاليا ننفذ مشروع القرية اللبنانية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. ولدينا مشاريع أخرى في جنوب العراق في الناصرية ومشاريع استراتيجية في محافظة العمارة، أما مشروع القرية اللبنانية في أربيل فيعتبر من أكبر وأهم المشاريع التي نفذناها في أربيل، وهذا المشروع يتكون من (3480) وحدة سكنية، وبدأنا العمل فيه من 12-5-2012. والآن بدأنا بتسليم مجموعة 2200 وحدة سكنية إلى أصحابها».
وتتألف القرية اللبنانية من الفلل التي تتراوح مساحاتها من 400 إلى 600 متر مربع، وصالاتها وجدرانها الداخلية مبلطة بحجر المرمر، مع مواصفات عزل الصوت، أما الواجهات الخارجية فهي مصممة بديكورات وأعمدة وقرميد أحمر ومرمر خارجي. كما يتضمن المشروع عدة قصور بدرجة أولى بتصميم رائع من الدرجة الأولى وفريدة من نوعها في أربيل. أما بالنسبة للشقق، فيتضمن المشروع شققا ذات مساحات مختلفة منها 200 متر و160 مترا و107 أمتار، وشققا ذات نوع الاستوديو الذي يعتبر المشروع الأول الذي يتضمن هذا النوع من الشقق في أربيل.
وأضاف الحرير: «بدأ المشترون باستلام عقاراتهم والسكن فيها، وهي كاملة من ناحية الخدمات حيث إنه مزود بشبكة غاز مركزية وفيها آبار ارتوازية مع محطات لتكرير المياه الصالحة للاستعمال ومحطات لتكرير المياه المبتذلة، ومحطات ومولدات كهربائية. أما مواصفات البناء فهي راقية سوبر ديلوكس إن كان من الخارج أو من الداخل، واستخدمنا تقنيات جديدة للإسمنت بوردسلكا بورد للواجهات الخارجية مع ديكورات لأطر النوافذ ونوع الألمونيوم المستخدم هو 1.6 دوبلك ليزنك سماكة للعزل. تصميم البناء هو الهولوكور سماكة السقف 27 سنتيمترا لعزل الصوت بين الطوابق لكي لا يسمع ساكنوها أصوات بعضهم البعض، والقواطع الداخلية كلها من الثرمستون لعزل الحرارة والصوت بين الطوابق، وهناك طرق وشبكة مجاري وصرف مياه الأمطار وجميعها ذو مواصفات عالية، هذه هي المرحلة الأولى من المشروع وهي تتكون (2200) وحدة سكنية أما المرحلة الثانية فسنبدأ بها منذ بداية العام القادم، وتتضمن بناء مول ومكاتب وشقق بقياسات مختلفة».
وتابع حريري: «بالنسبة لموقع بناء القرية اللبنانية فهو من المواقع الاستراتيجية، حيث يبعد عن مطار أربيل مدة ثلاث دقائق فقط على شارع 120 عند افتتاحه، أما الجزء الكبير من القرية فيقع في منطقة عين كاوه، التي تعتبر من المناطق الراقية والمرغوبة في أربيل لكثرة النشاطات فيها، وهي مركز مهم للمنظمات والمكاتب والشركات والمطاعم والفنادق. أما سكان القرية فهم من خلفيات متنوعة، كذلك تقع القرية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظة دهوك الذي يبلغ عرض 60 مترا، ويقابلها من الجانب الآخر المستشفى الأميركي وجامعة كردستان، وهي قريبة من الحي الدبلوماسي وتبعد عن مصيف صلاح الدين 3 كيلومترات فقط».
وعن عدد العقارات الموجودة داخل القرية، بين الحريري: «يبلغ عدد الفلل (134) فيلا ذات مساحات كبيرة أما عدد العمارات فيها فتبلغ 50 عمارة تتراوح عدد طوابقها من ثماني طوابق إلى ستة عشر طابقا، نفذنا منها (38) عمارة. كما أن المشروع يتضمن مدرسة وروضة وحضانة وتعاقدنا مع المدرسة الفرنسية لإدارة منظومته التعليمية وسيكون هناك مركز شرطة ومركز خدمة ومركز إطفاء وجامع ووحدة صحية ونظام أمني وبوابات ومداخل خاصة بالقرية وسيكون هناك ضمن المرحلة الأولى شقق فندقية لاستقبال الضيوف والسياح وسوبر ماركت، وخططنا أيضا لإدخال فكرة جديدة إلى أربيل عن طريق تخصيص منطقة تحوي على 200 استوديو سوبر ديلوكس مخصصة لرجال الأعمال إضافة إلى كامل الفسيلتي من مسبح ومهبط لطائرات الهليكوبتر داخل القرية اللبنانية، وسيكون هناك مطاعم متنوعة، سيتم بيعها بطريقة التايم شير الذي بدوره يشجع على تفعيل السياحة والأعمال في أربيل وإقبال رجال الأعمال عليها».
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم من الحرب ضد «داعش»، والأزمة الاقتصادية جراء تدهور العلاقات بين أربيل وبغداد، فإن مشروع القرية اللبنانية لم يتوقف ولو لوهلة قصيرة، واستمر في العمل وحقق نسبة مبيعات كبيرة، وأوضح الحريري أسباب نجاح المشروع بالقول: «رغم هذه الظروف الصعبة فإن نسبة مبيعات المشروع تجاوز 70 في المائة، واستطعنا تأمين مصدر للتمويل وعملنا ضمن برنامج يضمن الحفاظ على موعد التسليم، بغض النظر عن المبيعات والأحداث وتأخر دفع الزبائن، عكس جميع شركات بناء المشاريع السكنية، وهذا يكشف عن قدراتنا المالية وحسن إدارتنا وحسن التنظيم وبالتالي أدى هذا إلى زيادة زبائننا وزيادة الإقبال على المشروع يعود لزيادة الثقة بنا، رغم الأزمة الموجودة وعدم تضررنا منها».
وأشار الحريري إلى أن سبب اختيارهم العراق بشكل عام وإقليم كردستان بشكل خاص، يعود إلى أن هذا البلد يعاني من نقص في البنى التحتية ومشاريع السكن والمدارس والمستشفيات، مضيفا بالقول: إن «الأرباح التي ترد لنا من مشاريعنا في إقليم كردستان والعراق أعلى من باقي المناطق في العالم، وعندما درسنا السوق والجدول الاقتصادي للإقليم في عام 2011 كانت مشجعة جدا، وبعد أن عملنا في الإقليم اتجهنا لمشاريع أخرى في جنوب العراق».
ومضى حريري بالقول: «عقاراتنا تناسب من هم من الطبقة المتوسطة فما فوق ونحن ملتزمون في أسعارنا بقرار هيئة الاستثمار والقرار الحكومي لأن الأسعار لا تشمل سعر الأرض لهذا فإن المشتري يربح سعر الأرض، وبسبب الأزمة الاقتصادية اضطررنا أن نبيع بالأقساط. الكلفة العامة للمشروع تقدر بـ(230) مليون دولار وتمويل الشركة ذاتي بالدرجة الأولى وكذلك عبر تمويل المصارف اللبنانية وهنا أوجه التحية إلى البنك اللبناني بي بي أي سي الذي لعب دورا أساسيا في تمويل المشروع وحمايته في الظروف الصعبة».
وكشف الحريري: إن «الشركة تحتاج لعامين لاستكمال المشروع، وسوف نستمر بمشاريع أخرى في المستقبل فقد أصبح لدينا جذور هنا ومعارف وكسبنا زبائن كثيرين والحكومة هنا راضية عما نقدمه وبدأت السوق بالانفراج والإقبال على الشراء، فمستقبل السوق العقارية في أربيل واعدة جدا، والأزمة الحالية والحرب مع داعش أثبتت حكمة إدارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني للأزمة والبيشمركة أثبتت قوتها ودافعت عن الحقوق وحققت الانتصارات وفاجأت الجميع رغم إمكانياتها الضعيفة، كما أن الدعم الدولي لإقليم كردستان، ونحن كشركة وأنا كشخص مصطفى الحريري أعتبر كردستان بلدي الثاني لهذا عند نشوب الأزمة في 2014 دخلنا في المقاومة الاقتصادية وأصبحنا جزءا أساسيا من الدفاع عن أربيل كمجموعة اقتصادية صمدنا صمودا قويا والبنوك اللبنانية أثبتت قدرتها واستطاعت دعم المشاريع بالقروض وأن تنجز دورها بالكامل إضافة إلى شركات البناء اللبنانية والمطاعم والفنادق صمدت جميعها ولم يوقفوا أعمالهم أو يتركوا كردستان والتصرف كسائح واستمررنا جميعنا في أداء واجباتنا وأعمالنا، حيث شكلنا نحن وإخوتنا الكرد مجموعة سميناها مجموعة المقاومة الاقتصادية، لأنه إلى جانب الجيش والسياسة هناك الاقتصاد، لهذا نحن جزء من المقاومة».



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.